مقتطفات من المحاضرة الرمضانية السابعة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 8 رمضان 1444هـ

– يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} من مميزات شهر رمضان عن بقية الشهور أنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن  الكريم، كما يدل على الصلة الوثيقة ما بين فريضة الصيام في هدفها التربوي المهم التربية على التقوى والعلاقة مع القرآن الكريم لتحقيق الصفة نفسها.

– مع التربية على قوة الإرادة والعزم والصبر والتحمل، هناك المنهج الذي يرتبط به المتقون يهتدون به في مواقفهم وأعمالهم ومسيرتهم في الحياة، هو القرآن الكريم، لذلك يتحقق لهم التقوى، لتحقيق الوقاية من الأعمال السيئة.

– شهر رمضان فيه ليلة القدر، وهي بالتحديد الليلة التي كان فيها نزول القرآن كما قال الله { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} وهي ليلة عظيمة الشأن ترتبط بالتدبير الإلهي بشؤون العباد على مستوى شؤونهم التفصيلية في العام الآتي.

–  يتضح لنا صلة القرآن الكريم بشؤون حياتنا، كما قال جل شأنه { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ} فالقرآن الكريم نزل في ليلة القدر رحمة من الله سبحانه وتعالى لعباده وهداية لهم ولسعادتهم في الدنيا والآخرة.

– القرآن الكريم كتاب عظيم الشأن أول ما يدلنا على أهميته أنه كتاب الله سبحانه وتعالى من عمله وهدايته ورحمته، ليس من رسول أو من الرسل أو من الملائكة هو من الله.

– { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلاً}  فهو من الله سبحانه وتعالى الذي أنزله على عبده خاتم الأنبياء وقال شأنه { تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى }، علينا أن نتذكر أنه من الله سبحانه وتعالى رب العالمين ملك الناس الذي له ما في السماوات والأرض بكله خالق هذا الكون المترامي الأطراف بكل ما فيه.

– القرآن كتاب الله وكلماته وآياته وهدايته لعباده، كلما تذكرت عظمة الله سبحانه وتعالى، وتذكرت مظاهر عظمته في هذا العالم الكبير تدرك عظمة القرآن الكريم وأهميته أيضا يتصل به تدبيره، كما أنه هداية لعباده يتصل به تدبيره، هو صلة بيننا وبين الله سبحانه وتعالى.

– هو كتاب هداية لهم { هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ}  يرشدنا ويعلمنا ويهدينا إلى الحق وما فيه صلاحنا وفلاحنا والمصلحة الحقيقة والخير لنا، يدلنا إلى ذلك بكل ثقة واطمئنان، ننظر إليه بأنه كتاب هداية وحق.. ليس فيه ما هو خطأ أو يزيغ بنا.. كله حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

– الله سبحانه وتعالى يهدي بعلم وهو الذي يتدخل بشؤون هذا العالم وهو الحي القيوم، والقرآن الكريم كتابه، ويأتي الوعد والوعيد بكثرة ويرتبط بحياتنا.

– من عظمة القرآن الكريم أنه المعجزة الخالدة، معجزة رسول الله صلى الله عليه وآله، وليست كبعض المعجزات التي حدثت في وقتها بقي أثرها، لكن القرآن الكريم باقي بنفسه على المدى الأجيال، وهو الآية الكبرى الخالدة الشاهدة على نبوة خاتم الأنبياء محمد صلوات الله عليه وآله.

– يقول الله سبحانه وتعالى { قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} إعجازه فيه أيضا علاقة بأحكامه وما فيه من النور والهدى والمعارف الواسعة جدا.. { قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا }.

– هناك حرب شرسة ضد القرآن منذ بداية نزوله، حتى بالدفع بالناس للإعراض عنه وعدم السماع له حتى قال بعضهم “لا تسمعوا لهذا القرآن” ومع  ذلك يستمر وجوده.

– القرآن الكريم له عظمته وشأن كبير، يبين الله سبحانه وتعالى أهميته وقدسيته حتى في أوساط الملائكة.. وهم الأكثر معرفة بقدسيته وعظمة شأنه والأكثر إجلالا وتقديرا له لذلك الإنسان المؤمن عندما يقرأ القرآن يتعرف أكثر عظمة القرآن وقدسيته، وهذا يؤسس لصلة وعلاقة كبيرة جدا بين الإنسان المؤمن والقرآن الكريم.

– الإنسان بدون القرآن الكريم سيمتلئ بالضلال، وما أكثر الجهات التي تنشر الضلال في كل شيء في المفاهيم الدينية والمواقف وكل شيء، الضلال له جهات كثيرة تصدره تهدف من وراء ذلك السيطرة على الناس.

– القرآن لكريم كتاب هداية يهدينا إلى الحق والحقيقة وما فيه الخير والفلاح والفوز والسعادة ويحصننا من الضلال، وهذا من أهم ما في القرآن الكريم يحصننا من الضلال.

– القرآن الكريم هو النور، الله سبحانه وتعالى قال { قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ} كل بديل عن القرآن الكريم وكل ما يخالف القرآن الكريم هو الظلام والضلال.. والظلاميون الضالون المبطلون هم يعملون على إبعاد الناس عن الاهتداء بالقرآن الكريم والاستنارة بنوره.

– لا تتحقق التقوى إلا بالتمسك بالقرآن والاهتداء والتحرك على أساس القرآن والارتباط به على مسيرة الحياة ولذلك يقول تعالى عن القرآن {هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} لذلك مواقفهم وتصوراتهم كلها مقتبسة من القرآن الكريم هذا هو حال المتقين، صلتهم بالقرآن وارتباطهم وتمسكهم بالقرآن هو إلى مستوى الاهتداء به والاستنارة بنوره والرجوع إليه والتثقف بثقافته، فهم قرآنيون بثقافتهم، صلتهم بالقرآن الكريم صلة وثيقة.

– القرآن الكريم هو شفاء ورحمة للمؤمنين، له أثره العظيم في العلاقة بالله سبحانه وتعالى ولا مثيل له في ذلك، الله قال عنه  {لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}.

– قال عنه {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّ} له الأثر الوجداني الكبير في الخشوع والسمو النفسي، تسمو نفسية الإنسان عن التوجهات السلبية.. يحس الإنسان بقيمة العلاقة مع الله سبحانه وتعالى والاطمئنان له {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ}.

– القرآن الكريم يترك الأثر العظيم في قلب الإنسان ومشاعره فيتحرك الإنسان في مسؤولياته في هذه الحياة وهو مطمئن النفس يتحرك بثبات وثقة ومطمئن نفسي في شعوره، ليس بحاجة إلى التوتر الدائم، بل هو مطمئن على ما هو عليه، يمنحه الله سبحانه وتعالى الشعور بالأنس وبموقف الحق، وحتى الأنس بالقرآن الكريم نفسه.

– الإنسان إذا انطلق في مسيرة حياته بهذه الروح الخاشعة لله المطمئنة، ينطلق في مسيرة الحياة قوياً وبثقة وثبات، ينطلق وهو يشع بالأنس بالله سبحانه وتعالى حتى وهو في أقسى المواقف.

– في شهر رمضان عادة ما يكون من أهم العبادات فيه العناية بتلاوة القرآن، شهر رمضان هو ربيع القرآن، والقرآن ربيع القلوب شهر رمضان فرصة لقراءة القران وتلاوته والتدبر فيه والعمل به.

– على الإنسان أن يحرص على أن لا يفوته يوما واحدا وهو يصغي إلى القرآن وقراءته.

– جعل الله جل شأنه من أهم ما في الصلاة قراءة القرآن، قراءة سورة الفاتحة وقراءة قران معها، جعلها من صحة الصلاة، إلزامية قراءة القرآن في الصلاة.

– قراءة القرآن قربة عظيمة إلى الله، في تلاوته الأجر العظيم، من أعظم الأعمال قربة إلى الله سبحانه وتعالى، والأجر على تلاوته أجر عظيم وكبير.

– مع التلاوة يحرص الإنسان على التدبر، فلا يكن من الغافلين، لا يعلم ما يقول، بل يحاول أن يركز بذهنه مع تلاوة القرآن الكريم ويسعى لذلك ويستعين بالله على ذلك.

– الله جل شانه قال {كِتَٰابٌ أَنزَلْنَٰهُ إِلَيْكَ مُبَاٰرَكٌ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰاتِهِ}  ثم أن نوطن انفسنا على الاتباع للقرآن، مسؤوليتنا تجاه القرآن هي في الاتباع على مستوى العمل والموقف والتوجهات، في مسيرة حياتنا أن نكون متبعين للقرآن لننال رحمة الله سبحانه وتعالى.

– في ساحة الحساب والجزاء يحاسبنا الله تعالى على أساس اتباع كتابه {أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ} لذلك يجب أن نحرص على أن نكون متبعين للقرآن الكريم.

– علينا أن ندرك مخاطر الإعراض عن القرآن في الدنيا والآخرة، في الدنيا ضنك المعيشة والشقاء، أما في الآخرة فالنار والعياذ بالله عندما يأتي يوم القيامة فتبعث وتحشر وأنت كنت من المعرضين عن القرآن لم تقبل إليه لم تهتد به لم توطن نفسك على اتباعه وتسعى عمليا لاتباعه كان لديك بدائل أخرى انشغلت واغتررت بها وهي مخالفة للقرآن الكريم، الحال خطير عليك وزرك وحملك ثقيل يوصلك إلى جهنم.

– ليس هناك طريق بديل عن القرآن الكريم يوصلك إلى الجنة، ويصلك إلى رضوان الله سبحانه وتعالى.

– الإنسان إذا أعرض عن القرآن حالة خطيرة جدا، فإذا ذكر بالقرآن فلا يتأثر ولا يراجع نفسه على أساس هدى القرآن، بل يصر على هوى نفسه وهذه مسألة خطيرة جدا.

– في أي موضوع في أي قضية الإنسان في مسيرة حياته سواء التي ترتبط برغباتك وشهواتك النفسية والجسدية، لا يصرفك شيء عن الاستجابة إلى الله سبحانه وتعالى والاتباع لآياته، لا تتأثر بالعوامل النفسية في حالة الانفعال والغضب.

– الإنسان مصيره مرتبط بذلك، بمدى اهتداءه بالقرآن واصغاءه لآيات الله وتوجيهات الله سبحانه وتعالى، الإنسان إذا استجاب لله تعالى سار على طريق الفلاح والفوز.. يؤتى يوم القيامة كتابه بيمينه.

– نحن كأمة إسلامية في موقفنا على أعداء القرآن، تكررت في العالم الغربي حالات الإحراق المصاحف في حفلات يقومون بإحراق المصحف، جرائمهم تلك سيئة عليهم وتجسيد لحالتهم من كفر بالشرع الإلهي واتجاه نحو الإلحاد والكفر والفساد إلى أحط مستوى، يروجون للمثلية، مجتمعاتهم تنتشر فيهم المفاسد ويرتبطون بالشيطان.. يقودهم في ذلك اللوبي الصهيوني اليهودي هو الذي يقودهم إلى الانحراف عن الله وكتبه ورسله.

– الذي يتأمل واقعهم يرى بكل وضوح أنهم يتجهون إلى الهاوية، مجتمعهم غارق بالمشاكل الاجتماعية، الأسرة تتفكك، الإنسان يعيش في بيئة لا يحس أنه في بيئة إنسانية، لهذا آثار سلبية عندهم، الإحصائيات التي تتحدث عن مستوى الجرائم عندهم مهولة.

– كلما غيبوا الرسالة الإلهية في مبادئها وأخلاقها وتعاليمها وانحرفوا عن الفطرة الإنسانية كلما توحشوا وفقدوا إنسانيتهم وانتشرت معدلات الجرائم في واقعهم.

– بالنسبة لنا نحن المسلمين يجب أن يكون لنا موقف تجاه عدائهم للإسلام، والإسلام فيما يعنيه لنا هو ديننا، وديننا ينبغي أن يكون لنا كل شيء، بدون الدين الإلهي الذي أكرمنا به وبدون القرآن الكريم نحن لا شيء، نحن ضائعون في الدنيا والآخرة.

– الأمة الإسلامية قادرة على أن يكون لنا مواقف ليست مكلفة ولا ضارة بها، لكنها مواقف ذات تأثير كبير، موقف التعبئة والمقاطعة للبضائع.

– الدول الغربية صنمهم الحقيقي الذي يعبدونه هو المال، كل وجهتهم في الحياة هو المال، لو توحدت الأمة الإسلامية في هذا الموقف فحسب لمقاطعة الدول التي تحرق المصاحف وتجعل لهم حماية قانونية، لأركعت أولئك ولأرغمتهم على أن يتراجعوا ويكفوا عن ذلك.

– الأمة ستحاسب وستجازى عندما تترك ما تستطيع أن تفعله ثم لا تفعله.. لو توحدت الأمة الإسلامية في ذلك لأرغمتهم  لأن صنمهم الأكبر المال ويعطونه الاهتمام الأكبر.

– على الإنسان بشكل شخصي وعلى كل من يستشعرون المسؤولية، حتى لو لم يكن موقف عام بسبب نقص الاستشعار بالمسؤولية، يجب أن يكون لهم موقف على مستوى المقاطعة للبضائع، يجب أن يكون لهم موقف حازم على المستوى الذي يمكن أن يتحقق.

– في شهر رمضان ينبغي أن يكون هناك إقبال كبير للقرآن الكريم، وأثر القرآن الكريم في نفس الإنسان عظيمة، وهو صلة عظيمة بالله سبحانه وتعالى.

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا