ملف ساخن | التضليل الإعلامي الصهيوني في عملية بأس جنين

كان ملفتا تعاطي الاعلام الصهيوني مع عملية بأس جنين وخاصة بعد الضغوات التي تعرضت لها حكومة نتنياهو بسبب التغير النوعي في الأداء لدى مقاومي المخيم، ما أجبر حكومة نتنياهو على الاجتماع بشكل متكرر بهدف الوصول لحل هذه المعضلة، فتناقلت وسائل الإعلام الصهيونية والمحللون السياسيون الكثير من الكلام عن عملية سيقوم بها جيش الاحتلال لردع الفصائل في جنين وإضعافها، ليتضح لاحقا بأن قرار شن العملية قد اتخذ مسبقاً وأن العدو وقبل العملية بأسبوع تقريباً بدء بالتجهيز والاستعداد لها، وكل ذلك جرى من دون أن تعلن الحكومة عن نواياها أو تظهر ذلك بشكل مباشر، بل اعتمدت أسلوب التضليل الإعلامي.

قد تكون صورة ‏‏‏٤‏ أشخاص‏ و‏تحتوي على النص '‏بأس جنين المعركة مستمرة كَبتِيبةُجِيناِإعَماريَبَ التضليل الاعلامي الصهيوني خلال عملية بأس جنين نشر أخبار وتحليلات تعاكس قرار شن عملية في .الضفة صبّ التركيز على الجبهة الشمالية واحتمالية حدوث مواجهة مع حزب .الله إظهار الانقسام الداخلي الإسرائيلي حول القيام بعملية في .الضفة التصريحات المتناقضة قبل) وخلال .(العملية عدم الاعتماد على تسمية واضحة للعملية تظهر حجمها المرونة الإعلامية العالية في ضخ المعلومات والتسريبات المضللة almanar.c almanar.com.lb تبديل التصريحات خلال العملية‏'‏‏

 

قبل العملية
ظلّ الاعلام العبري يركز على الضفة الغربية بشكل عام وعلى المقاومة المتواجدة فيها، ولكنه كان يتناقل دائماً توصيات يقدمها محللون سياسيون وإعلاميون بأن خطوة اقتحام الضفة غير مناسبة في الوقت الحالي؛ وهنا تظهر خطوة الاعلام العبري في تشتيت المراقبين وجعل عملية التوقع أكثر صعوبة.

وانتقل الاعلام نحو مستوى آخر في التضليل مع الاقتراب من ليلة تنفيذ العملية، ففي الـ 28 من حزيران/يونيو نقلت القناة الـ 14 العبرية الخبر التالي:
– خيار “العملية” الواسعة في شمال الضفة لم يعد على جدول الأعمال، وتم الإبقاء على “عمليات” محدودة.
– في إسرائيل يدركون بأن ثمن أي عملية عسكرية شمال الضفة الغربية سيكون باهظ جدا، لذلك تم إسقاط خيار العملية العسكرية من جدول الأعمال.

وبالتالي جرى تناقل هذه الأخبار لدى مختلف وسائل إعلام العدو، مع الحفاظ على نشر أخبار التحريض والتصعيد كي لا يكون التضليل واضح المعالم. ومن ثم انتقل التركيز لدى الاعلام العبري من التركيز على الضفة وجنين تحديداً إلى ما يجري على الحدود الشمالية مع حزب الله بما يتعلق بقضية الغجر والخيم التي استحدثها حزب الله.

وصولاً إلى ليلة الثالث من تموز/يوليو، حينما أعلن نتنياهو عن موافقته على عملية عسكرية في جنين ومخيمها لتبدأ العملية فجر اليوم التالي.

ويمكن تلخيص عملية التضليل التي أجراها العدو على الشكل التالي:
• نشر أخبار وتحليلات تعاكس قرار شن عملية في الضفة.
• صبّ التركيز على الجبهة الشمالية واحتمالية حدوث مواجهة مع حزب الله.
• إظهار الانقسام الداخلي الإسرائيلي حول القيام بعملية في الضفة.

 الباحث في الشأن الصهيوني ايمن الرفاتي: التضليل الاعلامي حول الذي مارسه العدو الصهيوني

خلال العملية
مع عدم تحديد طبيعة العملية الصهيونية على جنين، بدأ أيضاً التضليل الإعلامي في نشر آراء مختلفة حول المدة الزمنية الذي يستوجبه الاقتحام لمدينة جنين والمخيم، وكانت على الشكل التالي:
• المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: لـ إذاعة 103Fm: نحن نستعد لقتال كبير داخل جنين.
• إذاعة الجيش: العملية قد تستمر لعدة أيام.
• إذاعة 103fm: المراسل والمحلل العسكري لمعاريف تال ليف رام: “حسب ما فهمت، فإن الجيش الإسرائيلي يسعى لإنهاء العملية العسكرية بسرعة اليوم أو غدًا
• هآرتس: المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تقدر بأنه يمكن إنجاز أهداف العملية العسكرية في جنين خلال 48 ساعة.

هذا التضليل في تحديد المدى الزمني للعملية يسهم أيضاً في تحقيق الهدف الأول من التضليل المتعلق بعدم الإفصاح عن حجم العملية.

اشتباكات جنين 1

وحاول جيش الاحتلال كثيراً اقتحام المخيم وإحداث تقدم فيه بهدف الوصول إلى مخازن أسلحة وعتاد المقاومين، ولكن واجه المقتحمون مقاومةً غير متوقعة من ناحية الثبات والتنسيق العالي، وأُحبطت العديد من تلك العمليات.

ويمكن تلخيص أساليب التضليل المعتمدة من قبل العدو قبل وأثناء العملية على الشكل التالي:
• التصريحات المتناقضة (قبل وخلال العملية).
• عدم الاعتماد على تسمية واضحة للعملية تظهر حجمها.
• المرونة الإعلامية العالية في ضخ المعلومات والتسريبات المضللة.
• تبديل التصريحات خلال العملية.

 الباحث في الشأن الصهيوني ايمن الرفاتي حول خبر انسحاب القوات الصهيونية من جنين

وفي الساعات الأخيرة للعملية في جنين، وبعد فشل جميع محاولات العدو عبر محاور عدة، أقدم العدو على إدخال العديد من الآليات إلى المخيم ثم قام بسحب عدد منها، هذا التكتيك يعد تضليلاً لخداع المقاومة ومن ثم الانقضاض عليها، وهذا ما فعله عند محور دوار السينما ظنّاً منه بأنها الخاصرة الرخوة للمقاومة بعد التضليل، إلا أن المعلومات والقرائن التي كانت بحوزة المقاومين الفلسطينيين أكدت أن تحرك العدو الأخير ما هو سوى عملية تضليل بهدف الانقضاض عليهم.

وانتهت عملية جنين بنتائج أظهرت فشل العدو في تحقيق أهدافه العسكرية التكتيكية، وبالتالي أُحبطت الأهداف الاستراتيجية.

 

المصدر: موقع المنار + يوفيد

قد يعجبك ايضا