منظمات إنسانية تُحذّر: خرق الهدنة كارثيّ

 

قالت وكالات ومنظّمات إنسانية دولية تعمل في اليمن، إنّ “محادثات السّلام القادمة التي ترعاها الأمم المتّحدة، والتي من المقرّر أن تبدأ في 18 أبريل، تمثّل فرصة حقيقيّة ووحيدة لوضع حدّ للمعاناة، وتتضمّن حلولاً على المدى الطويل”، مشدّدة، في هذا الصدد، على “أهمّية أن تضمّ المحادثات أصوات وهموم المجتمع المدنيّ اليمنيّ، وذلك من خلال عملية تمثيليّة شاملة،.

وبالتزامن مع الموعد المحدّد لبدء فترة الهدنة المعلنة، حذّرت عدد من الوكالات والمنظّمات الإنسانية من أنّ عواقب خرق الهدنة ووقف إطلاق النار- كما حدث في المرّات السابقة- ستكون كارثية.

وأشارت إلى أنّ الايقاف الفوري لإطلاق النار وللأعمال العدائية “خطوة أولى من إجراءات ملحّة وعديدة، تهدف إلى وقف الأزمة الإنسانية الدائرة، وتمهيد الطريق أمام النّهضة والسّلام الدائم”.

وفي تصريح صحافي، تلقّى ” العربي ” نسخة منه، رأى يان إيجلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للّاجئين، أنّ “هذه لحظة حاسمة بالنّسبة لملايين المدنيين في اليمن. وقف إطلاق نار حقيقي هو بمثابة خطوة أولى نحو إنهاء الأزمة الكارثية والمنسيّة القائمة”. وأضاف إيجلاند أنّ “انهيار وقف اطلاق النار يعني وجوب محاسبة المسؤول عن إراقة المزيد من الدماء. فالأرقام الصّادرة عن التّقارير الأخيرة تتحدّث عن نفسها. فكلّ يوم يمرّ على الحرب يعني يوماً جديداً من ممارسات القتل الواسع والتهجير واليأس”.

من جهته، لفت سجاد محمد ساجد، مدير مكتب منظّمة “أوكسفام” في اليمن، إلى أنّ “الدّمار الواسع الذي يستهدف المنازل والمصانع والمدارس والمشافي في اليمن سيتطلّب عقوداً عدة لإعادة إعمارها. كما أنّ تدمير النّسيج الإجتماعي في اليمن، وتعرّض الملايين من الأبرياء للصّدمة والمعاناة سيستغرق وقتاً طويلاً من العلاج. فعلى مدى العقود الثلاثة الماضية التي عملنا فيها في اليمن، لم نشهد أزمة بهذا الحجم. فالحصار والحرب وكذلك مخاطر الأزمة المصرفية التي تلوح في البلاد في الفترة الحالية، تدفع الملايين نحو المجاعة”.

وجددت الوكالات والمنظّمات الإنسانية، دعوتها الحكومات الدّولية إلى تمويل كامل عمليات الإغاثة الإنسانيّة، لتمكين ملايين المدنيّين من الوصول إلى المساعدات والخدمات الأساسية، مثل الغذاء والماء والدواء والمسكن باعتبارها أولويّة ملحّة.

وطالبت أطراف النزاع كافّة بالسماح لوكالات الإغاثة بالوصول لأولئك الذين هم في أشدّ الحاجة للمساعدة الإنسانية، بالأخصّ أولئك الذين يقعون وسط الإقتتال الدائر، وممّن هم أكثر عرضةً لصعوبات الوصول إلى الخدمات الأساسية التي يحتاجونها. وتابعت أنّ “يجب أن يُرفع الحصار التجاريّ حتّى يتمّ تمكين دخول الإمدادات التّجارية اللّازمة إلى اليمن”.

ونبّه إدوارد سانتياغو، مدير منظمة أنقذوا الأطفال في اليمن، بدوره، إلى أنّه “طالما استمرّت أطراف النزاع في شنّ الحرب وعرقلة عملية وصول المساعدات الإغاثية، ستستمرّ معاناة ملايين الأطفال المعرّضين للجوع أو الحرمان من الرعاية الصحية والمياه النظيفة والتعليم. يجب عدم السماح بخذلان اليمنيين مرة أخرى. ففي ظل وعود واهية بوقف إطلاق النار سيفشل وقف عمليات القتل. الأطفال اليمنيون بحاجة ماسّة إلى أكثر من مجرّد كلمات هذه المرّة، إنهم يحتاجون إلى عمل والتزام حقيقيّ لإنهاء العنف مرّة واحدة وإلى الأبد “.

وأشار ضو محمد، مدير منظمة “كير في اليمن، من جانبه، إلى أنّ “كلّ أصوات اليمنيين تستوجب منّا أن نصغي لها، فإذا كان هناك أيّ أمل لمحادثات سلام، فيجب أن تكون مستدامة”. وزاد محمّد أنّ “النساء، والشباب والأقليات يجب أن يكونوا لاعبين أساسيين، لأنّه سيكون لهم دور جوهريّ في عمليّة إعادة بناء اليمن في السنوات القادمة”.

وتقول الوكالات والمنظّمات الإنسانية إنّ إجمالي عدد الأشخاص الذين يجبرون على النّزوح من منازلهم يوميّاً بلغ 6610 شخص، وإنّ ما يقرب من 25 شخصاً من المدنيين يسقطون يوميّاً بين قتيل و جريح، وذلك حسب تقارير صدرت مؤخّراً بمناسبة مرور عام على الحرب في اليمن. وأفادت التقارير نفسها، بأنّه في كلّ ثلاثة أيام تتعرّض مدرسة أو مرفق صحيّ للهجوم. وقد ارتفع إجماليّ عدد الأطفال الذين يموتون يوميّاً جرّاء اصابتهم بأمراض – كان بالإمكان معالجتها – إلى 137 طفلاً، ما يمثّل ارتفاع بمعدّل 28 طفلاً يومياً منذ بداية الحرب. يُذكر أنّ ما نسبته 82 بالمائة من اليمنيين (أي 21.2 مليون نسمة) يحتاجون للمساعدات الإنسانية.

قد يعجبك ايضا