من دروس ثورة الواحد والعشرين في ذكراها الثانية….بقلم /حسين العزي

على مدى عقود طويلة واليمنيون يحلمون بميلاد دولتهم المدنية العادلة التي تليق بهم كشعب عظيم وكبلد عريق وضارب الجذور في أعماق التاريخ والحضارة ، ليدرك اليمنيون في نهاية المطاف بأنه لم يكن هناك مايمنعهم من بلوغ ذلك الحلم المشروع سوى هيمنة الخارج على قرارهم السياسي ، وهنا جاءت ثورتهم في الحادي والعشرين من سبتمبر لترفع لواء النضال الوطني في سبيل استعادة القرار السياسي اليمني وذلك من خلال رفض وصاية الخارج ، والتخلص من ربقة أدواتها المرتهنة ، وصولاً الى التعافي من آثارها التي لطالما دمرت الشخصية اليمنية الأصيلةكإنسان أو كدولة

فكان من دروس هذه الثورة مايلي :
١– إغضاب الخارج المتشبث بوصايته على القرار السياسي اليمني وهذا ماتجسد بوضوح في عدوانه البغيض على الشعب اليمني ، الأمر الذي أعطى هذه الثورة شهادة على كونها وطنية الوجه واليد ، وأعطى اليمنيين كامل اليقين على أنهم بالفعل يمضون في الطريق الصحيح نحو حريتهم واستقلال قرارهم فالحرية لونها أحمر دائماً ، وهي لاتوهب وانما تنتزع انتزاعاً كمايقال
٢- الوقوف على بشاعة الخارج المعتدي وبشاعة العمالة والارتهان كان هو الاخر درساً واضحاً من دروس هذه الثورة ، وهذا واضح من خلال طبيعة ردة فعل الخارج والمستوى الوحشي لممارساته الإجرامية
٣– كشفت الثورة عن حاجة الشعوب العربية وغير العربية الى إعادة النظر والمراجعة لمواقفهم تجاه أنظمتهم وحكوماتهم وأصبح عدوان هذه الأنظمة على شعب اليمن مثالا صالحاً على أنها في أقل الأحوال أنظمة غير مشرفة.
٤– درس آخر من دروسها تمثل في فضح الثورة لعجز الغرب بشكل عام عن احترام مفاهيمه الديمقراطية وفشله في نقلها الى ميدان الفعل والممارسه حيث بدا الى جانب مجموعة من اللصوص والفاسدين على حساب شعب بأكمله
٥- حددت هذه الثورة في أي جانب تقف عناصر القاعدة وداعش وعلى أي خندق ترفرف أعلامها وهذا درس – بحق – قوي المضمون وعميق الدلالة .
٥– قدمت الثورة الدليل على أن القضية العادلة تنتج نوعاً من الإرادة التي لاتكسر ، وأن الباطل مهما كانت إمكاناته وقدراته إلا أنه زاهق لامحالة ، ويكفي أن نتابع كيف أن أكثر من عشرة جيوش نظامية ، ينهارون يومياً أمام ثبات الإنسان اليمني رغم الحصار وشح الإمكانات ورغم كل التحديات الكبيرة والواسعة