من عنق ترمب إلى ساق هيلي.. وسام سلمان الملكي وكندرة إسرائيل

 

تأزم العلاقات الخليجية الأمريكية مع قطر لتأخذ شكل دملة قبيحة المظهر تحتاج جراحاً لإخفائها، لم يشفع مكتب تمثيل المصالح الإسرائيلية المقام في الدوحة منذ العام 1996 لقطر في محنتها مع الرياض التي يتمركز فيها المحفل الأعظم للوهابية في المنطقة، ولم تشفع قاعدة العديد الأمريكية لآل ثاني في ثني ترمب عن إطلاق تصريحاته الغازية باتجاه مشيخة الغاز ذاتها.
حاولت تركيا الدخول كوسيط، لكن منطق التنافس السياسي يأبى أن يكون لأنقرة ذلك الدور على اعتبار أنها العاصمة الدولية لتنظيم الأخوان المسلمين، وهذا الأخير محظر سعودياً، أما الروسي فقد عرض خدماته كوسيط، كما أنه لم يمانع من إرسال حمايته، سارع الأمير القطري الخائف من عزلة قد تنتهي بانقلاب يطيح به وبأسرته ويأتي بأسرة أحمد بن علي إلى سدة الإمارة إلى الاتصال بموسكو والاتفاق على معاهدات اقتصادية واستثمارية وسياسية قد تشمل مجال العسكر والأمن أيضاً، فالرجل بات الآن بحاجة لحماية ظهره الذي بات مكشوفاً من ناحية البدو الأشقاء،وذلك تفادياً لخنجر جاهلية مسموم قد يغرزه السعودي في ذلك الظهر.
وسط هذا السعار البدوي في الخليج الأعرابي، تنزل سفيرة دونالد ترمب بالأمم المتحدة نيكي هيلي ضيفةً على الكيان الصهيوني ضيفةً معتبرةً لفرسان الهيكل المزعوم، لم يكن وسام ملك السعودية سلمان للرئيس ترمب أكثر قيمةً من كعب الحذاء النسائي الذي أُهدي لهيلي، فخصوم تل أبيب من لابسي العكالات والدشاديش لا يفتك بهم سوى كعب حذاء نسائي حاد، لقد خبر هؤلاء نفسية الأعراب ورأوا أن لأعضاء امرأة أو كعب حذائها تأثير قنبلة مدوية بين جموعهم.
وهذا ما حصل عندما حصلت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هايلي على “كندرة بكعب عال” كهدية رمزية من وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الذي قال بأن الهدية الرمزية للحذاء النسائي هو لضرب كل من يحاول المساس بإسرائيل، غريبة هي الأقدار التي تضع وساماً ذهبياً وضعه الملك سلمان على عنق ترمب في ذات الميزان الذي يهدي فيه الصهاينة هيلي كعب كندرة.
تلك المقاربة هي تلخيص للمشهد السياسي والديني العربي والإسلامي الذي تحاول السعودية احتكاره، فيما يخوض العراق وسورية معركتهما ضد المجاميع الإرهابية.
ما بين عنق دونالد ترمب الذي يزينه وسام الملك سلمان الذهبي وبين ساق نيكي هيلي التي أُهديت رمزاً كعب كندرة عالي لضرب أعداء إسرائيل به، تتنافس كل من الرياض وتل أبيب على اغتصاب القضية، والأخيرة باتت باسم الإسلام والمذهبية كسبية على فراش الداعشية، فيما يسبح أعراب السعودية بحمد هبل ذي الشعر الذهبي الكثيف حامي العروش الوهابية.

قد يعجبك ايضا