نظام بني سعود آيل للسقوط والعار سيلاحقه للأبد

مجازر النظام السعودي في اليمن فاقت حجم مجازر العدو الصهيوني

 

تقرير / محمد محسن الحمزي

يصر الكيان السعودي على تحقيق الصدارة للحصول على المركز الأول عالميا لأكثر الأنظمة وحشية وأكثر التحالفات دموية على مر التاريخ , فالتاريخ الحديث والقديم أيضا ، لم يشهدا جرما مشابها لجرائم بني سعود بحق أبناء اليمن ولم يسجل فجورا في الخصام وبشاعة في الفعل وعهرا في المحافل كما هو حال هذا النظام “السلولي” والتحالف “السعوصهيوني” ؛ مضى 18 شهرا من العدوان وها نحن نلج في الشهر الـ19 ولا يزال ذلك العدوان ينصب العداء لليمن أرضا وإنسانا ، ولا تزال طائراته النفاذة تغير بصواريخها على المساكن والمساجد والمدارس والطرقات والمستشفيات وحتى المناسبات لا يفرق بين هذا وذاك .. من دون توقف عن الدمار الشامل وسفك الدماء ليحصد العدوان وفقا لتقارير منظمات حقوقية وإنسانية أرواح الآلاف وجرح آخرين من المدنيين معظمهم من النساء والأطفال في أبشع مجازر ومذابح جماعية بحق الإنسانية تحت رضا دولي وصمت مخز لمؤسسات الأمم المتحدة ليشهد التاريخ وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الذي ابتاع بالمال ، واستطاع العدوان شراء ذلك الصمت ليستمر في وحشيته بحق أبناء اليمن .. مجازر ومذابح جماعية يرتكبها العدوان الأميركي السعودي منذ الـ26 من مارس العام الماضي 2015م ، وإمعان في الاستهداف المباشر للمدنيين في منازلهم ومدارسهم ومستشفياتهم ومناسباتهم ، ولا يزال كذلك حتى اليوم ولعل المجازر التي ارتكبها خلال شهر أكتوبر الجاري خير دليل وشاهد على قبح وجرم النظام السعودي بحق أبناء اليمن .

 

استهداف المصانع والعمال

في التاسع من أغسطس 2016 كان عمال مصنع العاقل لصناعة البفك وحلويات الأطفال بصنعاء كعادتهم فيه يؤدون أعمالهم اليومية وفقا لساعات الدوام الصباحية في المصنع .. ولم يكن يتوقع هؤلاء العمال غالبيتهم من النساء أن يكونوا وقودا لوحشية العدوان وصواريخه وأسلحته المحرمة دوليا ؛ اقتنص هذا العدو المتغطرس ساعة الذروة في العمل داخل المصنع فشن غاراته الساعة العاشرة صباحا مستهدفا المصنع وكل من بداخله من عمال وعاملات ، ليحقق انتصارا مزعوماً ويضيف إلى بنك أهدافه هدفا جديداً بقتله ما يقارب 16 عاملاً وعاملة وجرح 25 آخرين ، ويعد هذا الاستهداف هو الثاني بعد أن استهدف العدوان المصنع في يناير للعام نفسه ؛ ترك العدوان عقب غاراته على المصنع جثثاً متفحمة وآلاماً لا تشفى أبدا مع تقادم الأيام والسنين ، فقطع أرزاق العمال البسطاء ويتم الأطفال ورمل النساء , وتعكس هذه الجريمة حالة الإفلاس والتخبط التي أصيب بها العدوان الأمريكي السعودي بعد فشله في تحقيق أي من أهدافه المزعومة وسقوط كل مخططاته وأوهامه في النيل من صمود الشعب اليمني وصلابة وثبات أبطال الجيش واللجان الشعبية وانتصاراتهم في كل ميادين المواجهة.

 

مدرسة تحفيظ القرآن الكريم للأطفال

لم يمر على مجزرة استهداف مصنع العاقل بصنعاء سوى 3 أيام حتى يعاود هذا العدو المتعطش للدماء وحشيته مستهدفا في الثالث عشر من نفس الشهر مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة جمعة بن فاضل بمديرية حيدان بمحافظة صعدة , ولكن ضحايا هذه المجزرة لم يكونوا عمالا أو أطباء أو عسكراً بل أطفال صغار لم يتجاوزوا العقد الأول من أعمارهم ؛ 14طفلا أزهق العدوان أرواحهم وقتل براءتهم ومزق أشلاءهم و20 آخرين أصيبوا بجروح متفاوتة أغلبهم في حال صحية حرجة ؛ أطفال في عمر الزهور جمعتهم في هذه المدرسة همتهم العالية بحفظ كتاب الله وآياته المحكمات واستغلال العطلة الصيفية في تعلم قراءة القرآن الكريم وتجويده وتطبيق تعاليم الله عز وجل ورسوله الكريم ؛ لم يكن هؤلاء الأطفال بقلوبهم النقية وبراءتهم يدركون أن اليمن يواجه عدواً تجرد من كل معاني وقيم الدين والإسلام والأخوة والإنسانية ، عدواً تنصل من قوانين السماء والأرض وضرب بها عرض الحائط متحديا البشرية جمعاء ؛ أطفال اليمن يعون كثيرا أن العدوان الذي تشنه السعودية على بلادهم , ويعتقدون أنها تشابه تلك الحروب التي يشاهدونها في التلفاز وخصوصا الانتهاكات والقتل والسحل التي يتعرض لها أبناء فلسطين على يد العدو الصهيوني .. غير أن أطفال اليمن لم يكن في مخيلتهم أنهم سيكونون وقودا وهدفا من أهداف العدوان البربري الغاشم ولم يكن على بالهم أن تستهدفهم صواريخ العدوان في مدارسهم وهم يحفظون ويجودون كتاب الله لأنها في الأساس ثقافة تشربها المجتمع اليمني جيلا بعد جيل ومستمدة من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ، أن لا اعتداء على الآمنين في منازلهم ومدارسهم ومساجدهم ومستشفياتهم وأن لا اعتداء على النساء والأطفال ، إلا أن هذا الصلف المتكبر والمتغطرس تجاوز كل الحدود والأخلاق وجاء بثقافة حرب جديدة ليس لها مثيل في الوحشية وارتكاب المجازر ، ولا نظير لها في الإمعان بقتل النساء والأطفال ، رغم ضعفه وهشاشة جبهاته التي لا تصبر على الثبات في الأرض بل إن جنوده يولون الأدبار فارين هاربين وتاركين كل معداتهم .. ولأن صفة الجبن تملكتهم واتسموا بها فها هم يقصفون بطائراتهم وعلى بعد الكيلوهات كل شيء حي حتى الطفولة اغتالوا براءتها ولعل صورة مجزرة الأطفال في مدرسة تحفيظ القرآن تحكي ألف معنى ، وتصف بشاعة الفعل وقبح الفاعل .

 

مستشفى عبس

جريمتان نفذتها في أربعة أيام أيادي السوء والمكر والخداع استهدفت مصنع للبفك بصنعاء ومدرسة أطفال لتحفيظ القرآن الكريم بصعدة ، وراح ضحيتها عشرات العمال والعاملات والأطفال ؛ ليتعطش العدوان من جديد لدماء اليمنيين غير آبه لما ستؤول إليه الأوضاع في قادم الأيام ونحن نراه قريبا حين تنقلب الطاولة على ملك سلمان وتزلزل عرشه.. لأن الله يمهل ولا يُهمل .. والشعب اليمني مظلوم ومعتدى عليه سفكت دماؤه ودمرت مقدراته من دون حجة أو سبب سوى أن جاره جار سوء وطاغ ومتجبر , وعقب 48ساعة من ارتكابه مجزرة بحق الأطفال في مدرسة لتحفيظ القرآن بصعدة أصر على إضافة مجزرة جديدة إلى رصيد مذابحه الجماعية ولم يتورع أبدا في اختيار هدفه كما هي جرائمه ومجازره السابقة فشن في الخامس عشر من أغسطس الماضي غاراته على مستشفى عبس في محافظة حجة أدت إلى استشهاد 23 شخصا بينهم أطفال ونساء وأطباء يمنيون وأجانب وجرح أكثر من 40.. ليقول العدوان للعالم “هذا أنا أقتل وأدمر واحرق البشر والشجر والحجر وارتكب أبشع المجازر وهذا هو مالي لتخرسوا به ألسنتكم وتغضوا أبصاركم”.

 

مجزرة القاعة الكبرى

من بين العديد من المجازر التي يرتكبها تحالف العدوان الأمريكي السعودي والتي لا يتسع أي كتاب لكتابتها , ففي واحدة من أبشع المجازر وأفظعها ارتكبت طائرات بني سعود مجزرة مروعة جنوب العاصمة اليمنية صنعاء ، أسفرت عن سقوط 662 جريحاً و132 شهيداً وفق احدث حصيلة أعلنها وكيل وزارة الصحة اليمني صباح الأحد الماضي، لافتا إلى أن هناك الكثير من الجثث والأشلاء لم يتم التعرف عليها , ووقعت  الجريمة الشنعاء التي تحمل بصمات بني سعود وحلفائهم في العدوان الذي يشنوه على اليمن بعدما إستهدفت طائرات العدوان الأمريكي السعودي الصالة الكبرى بشارع الخمسين بغارتين متتاليتين أثناء مراسم عزاء لآل الرويشان، وبعد ما يقارب ربع ساعة من تجمع المواطنين والطواقم الطبية لمداواة الجرحى ونقلهم إلى المستشفى شنت غارة ثالثة حصدت العدد الأكبر من الشهداء والجرحى ، وحول الهدف من الحصار ، صرح الشامي أن “الهدف من وراء هذا الحصار الطبي والغذائي هو القضاء على كافة مقومات الصمود للشعب اليمني ، لكن هذا الشيء لن يحصل وسيبقى الشعب اليمني صامد وسيهزم قوى العدوان”، وهذه الجريمة تعتبر دون أدنى شك، إبادة كاملة الأوصاف للكتلة البشرية التي كانت تحتشد في صالة العزاء الكبرى في صنعاء ، والغاية من هذه المجازر إرهاب الشعب اليمني المقاوم لثنيه على ترك أرضه ، ولكن نحن متشبثون بوطننا ولو سقط منا كل يوم مئات الشهداء”.

 

إرغام العالم على الصمت

يرتكب تحالف العدوان مجازر ومذابح جماعية متتالية لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية ، تستدعي تشكيل لجنة دولية للتحقيق فيها وتقديم المسئولين عنها للمساءلة في المحاكم الدولية باعتبار تحالف العدوان وقيادة العدوان “مجرمي حرب” لا ينبغي أن يفلتوا من العقاب ؛ غير من يأبه لذلك الطلب ومن سيدين ذلك الجرم ومن سيحقق في تلك المجازر وقد ابتاع العدوان كل أصوات وضمائر العالم وأرغم العالم على الصمت ، فيما يبقى وجه الله وعدالة الله وكرمه الدائم في منح هذا الشعب العظيم الصبر والصمود والانتصارات المتوالية على العدو وأدواته في مختلف جبهات القتال.. ويبقى الشعب اليمني شامخا ضاربا أروع أمثلة الصمود والتحدي والقوة والبأس ولن تثنيه ولن تركعه هذه المجازر والمذابح التي يقوم بها العدو الجبان بل تزيده ثباتا وحماسا لمواجهة العدوان وتلقينه دروسا قاسية في التضحية والفداء والاستبسال.

قد يعجبك ايضا