يا ليت قومي يعلمون … عبد الله المؤيد

في معراج روحك يسابق خافقي ثورة من وحيك تهفو اليك يامحمودا من محمد وياعاليا من علي ، اتيت على فلك النجاة البسيط من اقصى المدينة تسعى ونور الله بين جنبيك يلفك وينتهي بك الى عالم من الكمال هدى ورحمة للناس كليما للكتاب وحليف حروفه البينات اذ كنت ذاك الذي خاض رغبة في الله غرار الغمرات لكي يكون الله في نفوس اولياءه اقوى وابقى ..

اكتب يا سيدي من ذكراك ما اعتقد انه لي مفازة من عذاب اليم لم ينتظرني حتى الخلود في الاخرى بل بات ينغص صفو حياتي ويكدر حلوها بمرارة الاسيف المجحف على نفسه باعتقاده هول ما اقدمت عليه يداه من خذلان الحبيب الذي قدم ما يحب في سبيل من احب ، فدمك الذي يعري ضمائرنا بالتأنيب كل ثانية تمر ونرى فيك الحق الذي سقط فينا صريعا وادمى حاجبيه الباطل بعدما انذرتنا وقدمت النذر وجوبا الينا ولزاما ،
جئت فينا تسعى من اقصى الشمال اليمني من بين تلك الجبال المترامية الاطراف والشعاب والاودية من طبيعة جبلية متواضعة لا تمت الى المدنية بصلة
سوى في الانتماء التنظيمي العام والنسبة القانونية ، فالطابع العام للمنطقة يكاد يطغى عليه التصحر في مجال الخدمات الانسانية الضرورية لاستمرار الحياة ، ومن الطبيعي انه قد يكون الخوض في تفاصيل المشهد الدقيق للحياة في الريف الذي اتى منه رجل كالشهيد القائد غير مجديا بالقدر الذي يقودنا الى مكنون الشخصية
المحمدية التي تشكلت منها رغم تحديات
وصعاب انتزعت منها قسراً نتيجة الارتباط الوثيق بتلابيب السور والآيات القرآنية فصاغت من شخص الحسين رجل جاء من اقصى المدينة يسعى ، مهرولا بقوة ما طرحه من محذورات في منهجيته بالوعد بجنة الله لمن فاز واتبع ومحذرا بالوعيد لمن تكاسل وقعد عن الاستجابة لله ورسوله لما يحييه ويحيي الأمة .
لقد كان الشهيد القائد منطلقا اوحد في عصرنا نحو تقويم الأمة في المسار السليم باتجاه اعداءها الحقيقيين ناسكا بنا اثر رسل الله في تقديم الإيمان الواعي الذي يترك اثرا في النفس بما ينعكس اثره على نفسيات اخرى اثمرت وتركت اثرا في واقع الحياة ..
من يرى الحسين شخصية عابرة طافت ملامح حياة هذه الامة لابد له ان يراجع منهجيته التي صدر فيها خارطة تنظم شؤون الحياة في الحاضر و المستقبل العربي والاسلامي بل والانساني دون رتوش اومطبات او حواش استطاع فيها مخاطبة جميع فئات النوع الاجتماعي العربي والاسلامي بمستوياته المتفاوته ..
حينها لك ان تتخيل كيف يكون الشعور بفداحة الجريمة عندما تعلم انني في هذه اللحظات اخال الحسين في وسط ذلك الجمع الذي تكالب بكل اصرار وجحود كي يقتله وهو في ذات اللحظة يناد
“يا قوم اتبعوا المرسلين ‘اتبعوا من لا يسئلكم اجرا”
مشهد مؤلم يشي بمرارة الحالة التي وصلت اليها نفسيات من انذرتهم ايها الرجل الكريم ، فكأني بك اليوم عند ربك وقد حباك الله بتكريم في الدنيا بأضعاف ما كانوا يخشونك أن تناله، ونعيم الله في الاخرة يغشاك في الفردوس الاعلى وانت تردد
“يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين ”
سيناريو سقوط سبط رسول الله في نسخته المكررة والحديثة بإخراج انامل يزيدية على درجة عالية في الاحتراف والابداع في سلب هوية الامة من جديد وانتزاع كل مقومات القوة فيها بسقوط عظمائها ..
يولد الحسين ويحيى فينا كل يوم وتزيدنا
تلك المشاهد التي تباها فيها الطغاة بسقوطه عزيمة نحو الف الف حسين ينحتون هيهات على صدر يزيد العصر امريكا ساعة بساعة
،طعنة ، وطلقة، ومدفعا ، وسكود، وتوشكا،
لبيك يا حسين .
قد يعجبك ايضا