يوم القدس العالمي… صرخة تدوي في أذن التاريخ حتى زوال اسرائيل

 

يوم القدس العالمي الذي اطلقه سماحة الامام الخميني رحمة الله عليه في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، تلك الصرخة المدوية التي ملأ صداها اصقاع العالم ودوّت في اسماع الشعوب، المسلمة منها وغير المسلمة يعتبر النموذج الحي والفعال الذي يتجدد كل عام لنصرة المظلومين عموماً ودعم القضية الفلسطينية بالخصوص تلك القضية التي ربما يمكن القول بضرس قاطع أن اغلب الاعراب قد باعوها وسلموا الأرض والعرض بيد الاسرائليين.

يوم القدس العالمي اصبح مظاهرة انسانية ثورية تحيي قضية شعب غصبت ارضه وانتهكت حرمته وتم تشريده في بقاع العالم وحصره على ترابه في منطقة تعتبر زاوية ميتة تضيق يوماً بعد يوم بسبب الاستيطان الجائر الذي تقوم يقوم به الصهاينة والذي دانته جميع الاعراف والقوانين الدولية.

لقد تعدت قضية فلسطين حدود الأرض وأصبحت قضية عالمية تمثل صراع المحتل مع صاحب الأرض، ونزاع الظالم المدجج بالسلاح الذي تدعمه قوى الاستكبار مع المظلوم الأعزل الذي يقاتل بالحجر واليد الفارغة ولكنه في نفس الوقت يثير الرعب في قلب المستعمر.

اصبح يوم القدس العالمي القناة والنافذة التي تطل منها قضية الشعب الفلسطيني التي يتم رميها على رفوف منظمات حقوق الانسان والامم المتحدة ويتم تهميشها دائماً لان هناك لوبي اسرائيلي يتحكم باغلب الحكام العرب الذين يقع على عاتقهم المطالبة بالقضية الفلسطينية وهذا اللوبي بدوره يكمم الأفواه التي تتربع على كراسي المسؤولية في المنظمات الدولية ومؤسسات حقوق الانسان ومنظمة الامم المتحدة، باموالهم يشترون الذمم وبمؤامراتهم يثيرون الفتن وبتسلطهم على الاشخاص الذين يشغلون المناصب الحساسة يمررون الملفات التي تدينهم.

حينما اطلق الامام الخميني صرخة (وا فلسطيناه) في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان وجعلها مناسبة مهمة كالفرض على المسلمين الصائمين في ايران لتتجدد في كل عام كان هدفه أن لا يتم نسيان هذه القضية وتمويعها بل كان يؤكد على أنها يجب أن تتجدد في كل عام حتى تصل إلى النتيجة المطلوبة وهي زوال اسرائيل وعودة اصحاب الأرض إلى أرضهم وديارهم.

ومنذ انطلاق هذه الصرخة وانطلاق يوم القدس العالمي انظمّ إلى قافلتها العديد من أحرار العالم واصبحت رسماً ومحفلاً تقيمه العديد من دول العالم وشعوبها تلبية لنداء قائد المستضعفين الامام الخميني رحمة الله عليه ونصرة للقضية الفلسطينية ودعماً للشعب الفلسطيني في ثورته وانتفاضته المقدسة.

اليوم ونحن على أعتاب الانتفاضة الثالثة للشعب الفلسطيني وفي العام 2017 وبعد أن سقطت الأقنعة عن العديد من الوجوه الكالحة وظهرت حقيقة العديد من حكام العرب الذين باعوا الضمير وفرطوا في الأرض والعرض وتهافتوا على مسألة التطبيع مع العدو الصهيوني يجب على شعوب الدول العربية والعالم الاسلامي أن تعزز من مشاركتها في يوم القدس العالمي وتجعله انتفاضة دولية عارمة تهز كيان الظلم وتزلزل عروش الظالمين والحكام الخانعين والمنبطحين من الذين باعوا انفسهم وضمائرهم إلى امريكا والغرب ومدوا يد المصافحة والمسالمة لاسرائيل العدو الاول والأكبر للاسلام وللعرب وللأمن في المنطقة.

يجب أن نجعل يوم القدس العالمي في هذه السنة يوماً مشهوداً تتذكره الأجيال بفخر واعتزاز لأن الحقيقة بانت والخفايا ظهرت والنوايا تكشّفت ولم يعد هناك ما يتم الخشية منه والخوف عليه فإذا لم ننصر القضية الفلسطينية ونحارب الشر في عقر داره فسوف نكون نحن على قائمة الشر وسوف يأتون إلينها إن لم يكن اليوم فغداً وإن لم يكن غداً فبعد حين.

يجب الوقوف مع الشعب الفلسطيني في محنته وقضيته واحياء يوم القدس العالمي بأفضل شكل ممكن وايصال صوت المظلومين إلى عنان السماء وإلى خلف جدران بناية الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان وتعريف العالم بما يجري في فلسطين من ظلم واستهتار بأرواح وحقوق البشر.

يجب أن يتم استئصال اسرائيل من على وجه الأرض كنظام وحكومة وفكر منحرف حتى يعيش الشعب الفلسطيني واليهودي وبقية الاديان والطوائف جنباً إلى جنب في سلام وتسالم وطمأنينة واستقرار من دون التعرض أو التجاوز على حقوق الآخرين وسلبهم حقوقهم وامتيازاتهم وغصبهم اراضيهم وممتلكاتهم.

إن مبدأ العيش الاخوي تكفله جميع القوانين والاعراف والأديان والعقل السليم من دون التجاوز والاحتلال واغتصاب الارض والعرض وهتك الحرمات وازهاق الأرواح.

إن اليهود في العالم اجمع يمقتون الكيان الصهيوني الغاصب ويعتبرونه غدة سرطانية يجب استئصالها واجتثاثها لأنها شوهت اسم اليهود ودنست الديانة اليهودية وانتهكت جميع الحرمات وغصبت ارضاً ليست لها وجرّت الويلات على رؤوس الآمنين من اليهود والمسلمين والمسيحيين في فلسطين.

يوم القدس العالمي هو يوم التلاحم العالمي تحت راية واحدة من دون التوجه إلى الدين ولا المذهب ولا العرق ولا الانتماء ولا الطائفة ولا التوجه والفكر.. الجميع ينادي نداءاً واحداً (الموت لاسرائيل) والجميع له هدف واحد (تحرير فلسطين) والكل تحت راية واحدة (نصرة المظلومين).

يجب أن يهز يوم القدس عروش الظالمين ويزلزل الأرض تحت اقدام المستعمرين حتى لا يحسوا بالطمأنينة ولا يشعروا بالأمان في مراكزهم ودوائر قرارهم لان هناك ثورة عالمية تريد اجتثاثهم واقتلاعهم من أرض فلسطين لتعود الحياة إلى طبيعتها وتنتعش الأرض بأهلها وتتخلص من الغدة التي خنقت انفاسها (اسرائيل) الغدة السرطانية التي طالب الامام الخميني في خطابه بوجوب اجتثاثها من الارض لكي تنتهي كل الفتن والمؤامرات والظلم على الأرض؛ فالصهاينة هم سبب كل البلايا والمحن والمشاكل في العالم لانهم اينما حلو ووضعوا بصمتهم جلبوا الخراب والدمار والحروب، لذلك يجب أن يتم استئصالهم والقضاء على وجودهم بكل قوة وحزم وتخليص فلسطين والعالم من شرورهم وكوارث افعالهم.

يوم القدس العالمي: ثورة ونهضة، فكر ومبدأ، حركة وتضاهرة، مبدأ وعقيدة، دين وإيمان، لا ينكفأ ولا يتوقف

#حتى_زوال_اسرائيل

 

الكاتب العراقي ـ علي البدراوي

قد يعجبك ايضا