يوم القدس بعث لروح الإسلام في الأمة د. مهيوب الحسام

يوم القدس بعث لروح الإسلام في الأمة
د. مهيوب الحسام
إحياء يوم القدس هو إحياء للإسلام بمبادئه الأصيلة الحقة وقيمه وأخلاقه في نفوس الشعوب العربية والإسلاميةالمؤمنة بالله وبحقهافي حريتها وعزتها وكرامتها وحقها في ثرواتها وسيادتها على ارضها واستعادة قرارها
والإحتفاء بهذا اليوم هو خلق وبناء الوعي الامة الذي سلبه منها اعداءها طيلة قرون خلت وإحياء للواجب الديني والأخلاقي والقيمي والسوية الإنسا نية وبعث للجهاد في سبيل الذي تم تغييبه قسرا وبعث لقيم الحق والعدل والإنصاف وهدى الله في الوقوف على الحق ومع الحق ضد الباطل ومواجهة المستضعفين للمستكبرين وهو كذلك إحياء لواجب الدفاع عن النفس والأرض والعرض ونيل الحرية والكرامة والعزة التي أرادها الله لامة محمد صلى الله عليه وعلى آله وباعتها كثير من انظمة الامة العميلة والخائنة لله ورسوله ولشعوبها وامتها
إن إحياء يوم القدس العالمي بمثابة إعلان ثورة على الباطل بكل صنوفه وانواعه بل اكثر من ذلك فهو ثورة على الثقافة المنحرفة الخارجة قيم الدين الإسلامي الحنيف التي عمل الأعداء الامة على غرسها فيها وفيه عودة حقيقية لروح الإسلام الحق وهو تنفيذا لتوجيهات الله سبحانه وتعالى واتباعا لهدي القران الكريم رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.
إن الإحتفال بذكرى يوم القدس ليس إحتفالآ عابرآ بذكرى عابرة أو بمناسبة محلية أو وطنية يمكن الإنقلاب عليها غدآ أو إحتفال بشأن دنيوي أو مادي صغير القيام بفعله وعدم فعله سواء أو أن القيام به لاينفع وتركه لايضر لا ليس كذلك أبدآ وإنما الإحتفال بذكرى يوم القدس العالمى هو الخروج من الغفلة وإحياء لذكرى إحتلال أرض ومقدسات في نفوسنا وفي نفوس أمتنا
وله اثر بالغ وهو إحياء لروح الإيمان والجهاد والهوية الإيمانية هو عمل من منطلق واجب ديني وأخلاقي وقيمي فأرضنا العربية الفلسطينية محتلة ومقد ساتنا ومسرى نبينا محتلة من قبل عدو صهيوني يحتل الأرض وينتهك العرض ولم يكتفي بذلك بل يسعى لتحويل ذلك إلى قضية سياسية يمكن تجاوزها بالتنازل عن الأرض والعرض والكرامة وفوق ذلك لم يكتفي بفلسطين بل يقوم بالعدوان على كافة أقطار الأمة والسعي لتفتيتها مرة أخرى بعد التقسيم الاول للأمة بإتفاقية سايكس بيكو التي لم تكن الأمة طرفآ فيه وإحتفالنا بيوم القدس العالمي هو إحياء للإسلام في نفوسنا كأمة مسلمة
ومشاركة الشعب اليمني العظيم في هذا الإحتفال وإحياء هذه الذكرى هو رفض للإحتلال والهيمنة ورفض للإستعمار لأن عدم مشاركتنا في هذا الإحتفال ولو في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي في الحد الادنى بسبب كورونا وغيره يعني الموافقة على قيام الكيان الصهيوني على أرضنا الفلسطينية وموافقة منا على إحتلال بقية أراضي الأمة وموافقة منا على إستعمارنا وإستعبادنا من قبل أعدائنا واننا نختار ونفضل العبودية والذلة والهوان على الحرية والعزة والكرامة وفي هذا مخالفة لإنسانيتنا وأخلاقنا وقيمنا الدينية والإنسانية ومخالف للإسلام وللدين كله وللفطرة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها وحاشا ان نكون كذلك وموقف قيادتنا الثورية واضح جلي ومعلن وموقف الشعب اليمني مشهود في هذا الصدد من خلال خروجه بحشوده المليونية وهو يواجه عدوانا كونيا عليه وحصارا وتجويعا ليس له مثيل في التاريخ وعلى مدى اعوام العدوان الخمسة السابقة وموقف القيادة والشعب ثابت راسخ لانه موقف مبدائي عقائدي ديني ومعه محور المقاومة في هذه الامة الإسلامية من إيران الإمام الخميني
رضوان الله عليه مفجر الثورة الإسلامية ومؤسس الجمهورية الاسلامية في إيران الذي اعلن يوم القدس العالمي في العام 1979م وبذلك فإنه قد رسم خارطة طريق تحرير فلسطين وعاصمتها القدس الشريف من منطلق الإسلام بمعناه الحقيقي بعيدا عن مفهومه التجريدي الذي عمل الإستكبار العالمي وعملائه على زرعه في نفوس أبناء الأمة الإسلامية
وهكذا نجح الإمام الخميني رضوان الله عليه في إلقاء البعد العقائدي على القضية الفلسطينية وجعلها القضية المحورية الأولى للعرب والمسلمين وعنوان التحدي الرئيس الذي يواجههم في مقابل ما يعانونه من حالات الوهن والإٍستضعاف والتبعية لقوى الهيمنة والغطرسة العالمية ولتعود مدينة القدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الى وجدان الأمة من الباب الواسع وبات آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك من كل عام يوم تذكرة للمسلمين بأن عليهم بذل الغالي والنفيس لتخليصها من براثن الاحتلال ومؤشرا ً الى مدى وعيهم واستشر افهم لمستقبل قضيتهم وجاء القائد المؤسس السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه ليعيد الشعب اليمني إلى جادة الصواب من خلال هدي القرآن الذي بعثه في نفوس هذا الشعب ونهج
المسيرة القرآنية ورفع شعار البراءة من أعداء الله من خلال الصرخة في وجه أمريكاء والصهيونية أعداء الأمة وهو ما اغضب الصهيوأمريكي فأمر اوليايه وادواته الوقائية أن يأمروا نظام الوصاية عملائه واحذية أدواته باعلان الحرب الظالمة المجرمة على هذه الثورة التي يقودها السيد حسين
بدر الدين ويواصل نهجها قايد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين وذلك بالقضاء عليها وعلى قيادتها واستشهد القائد الموسي وبقية الثورة مستمرة في مواجهة نظام الإستكبار والإستعمار والعدوان ممثلا بالشيطان الاكبر الذي يقود مايسمى بالنظام الدولي المجرم الحالي المنهار والساقط بفعل ثبات وصمود الشعب اليمني العظيم ومحور المقاومة واصبح زوال الكيان الصهيوني المسمى “إسرائيل” المحتل للقدس والأرض الفلسطينية قريبا ومعه ستسقط انظمة العمالة والخيانة من اللكيان السعودي وبقية كيانات الخليج إلى طنجة وعد الله ولن يخلف الله وعده وسنة الله في الذين ظلموا ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا ولينصرن الله من ينصره

د. مهيوب الحسام

قد يعجبك ايضا