الأخبار-والتحليلات-العربية-التي-تناولتها-صحيفة-الحقيقة-في-العدد364″”الذكرى الرابعة عشر لحرب تموز .. النصر المخضب!–ثلاث سنوات على تحرير الموصل من “داعش”–ستة أعوام على عدوان غزة: أكثر من 1500 وحدة سكنية لم تُبنَ و500 مصنع متضرّر”

ستة أعوام على عدوان غزة: أكثر من 1500 وحدة سكنية لم تُبنَ و500 مصنع متضرّر

أكد رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار في قطاع غزة جمال الخضري أن أكثر من 1500 وحدة سكنية ما زالت لم تُبنَ بعد ستة أعوام من العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014.

وشدد الخضري في تصريح صحفي على أن أكثر من ٥٠٠ مصنع في قطاع غزة متضررة بشكل كبير جراء العدوان، وأن ٨٥٪ من مصانع القطاع أصابها ركود وشلل بسبب استمرار الحصار.

وقال الخضري إنه رغم انتهاء العدوان لكن آثاره ما زالت مستمرة، وما زال الواقع في قطاع غزة صعباً واستثنائياً ومأساوياً.

وأشار إلى أن معاناة أصحاب البيوت المهدّمة التي لم يتم اعمارها حتى الآن مركبة حيث استمرار الحصار والوضع الإنساني الصعب، إلى جانب عدم قدرتهم على إعمار منازلهم.

وبيّن أن المئات من اصحاب المصانع والمنشآت الاقتصادية التي دمّرت وتضررت خلال العدوان، تكبدوا خسائر فادحة، ولم يتم اعمار ورشهم أو حتى تعويضهم.

وقال الخضري “الواقع ينذر بما هو أخطر، خاصة في ظل وجود مشاكل اقتصادية، وضعف في القوة الشرائية، وقلة في الموارد والدخل”.

وأشار إلى أن جائحة كورونا وما تبعها من آثار اقتصادية، وما نتج عن تأخر وتقليص الرواتب، تزيد هذه المعاناة وتفاقمها.

وجدّد الخضري مناشدة المانحين بالوفاء بالتزاماتهم أمام أصحاب البيوت المتضررة، والمتضررين جراء العدوان، باعتبار ذلك الوفاء قانونيا وأخلاقيا وإنسانيا، ويجب أن لا يتأخر لأن مئات العائلات ما تزال بعد ستة أعوام من العدوان في عداد المشردين.

كما أكد رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار في قطاع غزة أهمية الاستجابة الدولية لممارسة ضغوط حقيقية على الاحتلال الاسرائيلي لإنهاء حصار غزة غير القانوني وغير الأخلاقي وغير الإنساني، الذي يتناقض مع كافة مبادئ القانون الدولي، ويرتقي لعقوبة جماعية يحاسب عليها القانون الدولي، معتبرًا أن تأخر تحرك المجتمع الدولي تجاه رفع الحصار ينذر بمزيد من الكوارث الإنسانية والاقتصادية

ثلاث سنوات على تحرير الموصل من “داعش”

يستذكر العراقيون في العاشر من شهر تموز/ يوليو الذكرى السنوية الثالثة لتحرير مدينة الموصل من عصابات “داعش” الاجرامية، بعد معارك طاحنة استمرت ثلاثة اعوام، اشتركت فيها مختلف صنوف الاجهزة العسكرية والامنية العراقية، كقطعات الجيش والشرطة والاتحادية ومكافحة الارهاب والحشد الشعبي والبيشمركة.

رئيس الجمهورية برهم صالح، قال في بيان له بهذه المناسبة، “كانت تضحياتنا عظيمة، وكان نصرنا وكرامتنا وهيبة بلدنا تستحق منّا مثل هذه التضحية، وكانت لحظة “داعش” انتكاساً لقيم الإنسانية والتمدّن والحضارة، وكان نصرنا على المجرمين إعلاء لهذه القيم وكرامةً للإنسان وتسامياً للحياة”.

واشادَ الرئيس صالح بدور المرجعية الدينية بتحقيق الانتصارات على عصابات “داعش”، قائلا “أُحيي بتقدير واعتزاز الدور المسؤول للمرجعية الدينية في هذه المواجهة، وهو دور أساس في تحقيق النصر، كما أحيي عزم وشجاعة العراقيات والعراقيين بمختلف مدنهم وقراهم ممن انتخوا لنداء التحرير ولم يصبروا على ضيم”.

من جانبه، ثمّن رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي المواقف الشجاعة والمشرّفة لمختلف صنوف القوات المسلحة وعموم ابناء الشعب العراقي وللمرجعية الدينية في مواجهة عصابات “داعش” والتصدي لها ودحرها، اذ اكّد في بيانه بهذا الشأن، أنّه “كانت وقفة قواتنا المسلحة، وقفة مسؤولة وتحمل كل معاني الحميّة والشجاعة التي أثمرت هزيمة ناجزة للتنظيم الإرهابي على يد أبطال الجيش العراقي والشرطة ومكافحة الإرهاب، والحشد الشعبي والبيشمركة وباقي صنوف قواتنا، وكل من نذر دمه من أجل أن يبقى بلده مُصاناً وكرامة أبنائه في عز ورفعة، مثلما كان لموقف المرجعية الدينية الرشيدة كلمتها الحاسمة المبدئية المنطلقة من شرف الاعتزاز بكرامة هذا الوطن، ومثلما كانت عبر كل العصور سندا للخير، وقوة للمحبة والتآلف والعيش السلمي”.

وشدّد الكاظمي على اهمية استذكار الشهداء، الذين وصفهم بـ”المثابات الشامخة التي رفعت اسم العراق عاليا وحفظت له الكرامة وأمدّته بأسباب بقائه، مثلما بقي عبر عصور طويلة، منارا للعالم وقبلة للناظرين، وموطنا للحضارة الأولى”، في ذات الوقت الذي عبّر عن الفخر والاعتزاز والسمو لعوائلهم وأهلهم ومحبيهم.

اما رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، فقد انتهز ذكرى تحرير الموصل ليؤكد على “أهمية إسراع الحكومة في إعادة النازحين والبدء ببرامج الإعمار الضرورية، وتعويض المتضررين من أبناء نينوى وجميع المدن المحررة، وكشف مصير المغيبين من أبنائها، ولزوم منح عوائل الشهداء والجرحى من أبناء العراق حقوقهم القانونية الكاملة، وضمان العيش الكريم لهم، عرفانا بجميل التضحية التي قدمها هؤلاء الأبطال”.

الى ذلك اكّد رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، “انّ ماتحقق من نصر تاريخي أذهل العالم لم يكن ليتحقق لولا ذلك النداء الإلهي الذي لبّاه أبناء الحشد الغيارى، أبناء الفتوى العظيمة لسماحة المرجع الأب السيد السيستاني دام ظله، الذين ارخصوا الأرواح دونه غير آبهين للموت، بل ومستأنسين به يحذون بذلك حذو أصحاب الحسين عليه السلام”.

واشار رئيس هيئة الحشد الشعبي الى انّه “لم يكن لهذا النصر ان يتحقق لولا تضحيات جيشنا الباسل بكل صنوفه وشرطتنا الاتحادية البطلة والأسود من قوات مكافحة الإرهاب والرد السريع والنخبة الخيرة من أبناء العشائر الاصلاء، حيث التنسيق العالي والتلاحم الكبير بين المقاتلين بمختلف تشكيلاتهم الذي عجّل بالنصر ووحّد الهدف والمصير ودحر الدواعش واذاقهم الهوان والهزيمة”.

واستذكر الفياض بهذه المناسبة قادة النصر الشهداء وفي مقدمتهم نائب رئيس هيئة الحشد الشهيد ابو مهدي المهندس، “الذي لا تذكر معركة من معارك التحرير الا ويكون اسمه عنوانا لها وذاكرة حية على بطولات الذين اتخذوه ابا وقائدا ميدانياً وصانعاً للنصر كما توّجَته المرجعية بذلك”.

وفي معرض تهنئته بهذه المناسبة، ثمّن وزير الدفاع جمعة عناد سعدون الادوار والمواقف التاريخية المشرّفة للمرجعية الدينية ولشتّى صنوف القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وأبناء الشعب العراقي، وأشاد في ذات الوقت بالجهود المبذولة لإعادة إعمار هذه المدينة العريقة وإعادتها الى ألقِها وزهوها، كمدينة علم وحضارة وتاريخ.

رئيس أركان الجيش الفريق الركن عبد الامير رشيد يار الله، فضلا عن إشادته بكل افراد القوات المسلحة والمؤسسات والاجهزة الامنية التي ساهمت بصنع النصر الكبير على عصابات “داعش”، شدّد على استذكار دور الشهداء الابرار والجرحى الابطال، وقدّم الشكر والتقدير “لفرسان الاعلام الابطال الذين كانوا ـ بحسب قوله ـ المرآة التي عكست صورة الانتصارات والكلمة الصادقة التي نقلت للعالم اجمع بشائر التحرير”.

في حين عدّ نائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن عبد الامير الشمري، ملحمة تحرير الموصل بأنها “كانت بوابة النصر العسكري الكامل على  خرافة “داعش” الإرهابية، واصفاً اياها بالملحمة العراقية الخالصة بفضل دماء وتضحيات العراقيين، وداعياً الى جعل هذه الملحمة محطة ذاكرة نوعية  للأجيال القادمة لتكون على قدر المسؤولية في حماية العراق والدفاع عنه”.

وكانت عصابات “داعش” الارهابية قد اجتاحت في العاشر من شهر حزيران/ يونيو من عام 2014 مدينة الموصل ومدن عراقية اخرى، وبعد أربعة اعوام تم تحرير المدينة  بالكامل بعد معارك متواصلة استمرت بضعة شهور، في اطار عمليات التحرير التي انطلقت في السادس عشر من شهر تشرين الاول/ اكتوبر من عام 2016 تحت عنوان (قادمون يا نينوى)، التي تمّ الشروع بها من الجانب الايسر للمدينة لتمتد وتنطلق في التاسع عشر من شهر شباط/ فبراير 2017 الى الجانب الايمن، علماً انّ الانتصار الشامل على فلول “داعش” قد تحقق في اواخر عام 2017 بعد تطهير كامل الاراضي العراقية من “داعش”.

الذكرى الرابعة عشر لحرب تموز .. النصر المخضب!

هناك أيام لا تسقط من الذاكرة ولا تهرم بمرور الزمن.

فكيف اذا ما كانت تلك الايام تمثل “النصر المخضب” على الحرب الاسرائيلية على لبنان بعنوان شعبه ومدنه وقراه عاصمة وجبلاً، بقاعاً وشمالاً وساحلاً، من الحدود إلى الحدود: في البر والبحر والجو..

وكيف وقد انتهت تلك الحرب بالنصر المخضب بدماء الشهداء، نساء وفتية وصبايا الورد، وأرامل رفضن مغادرة بيوتهن وفضلن أن تكون مدافنهن حتى لا يتعرض المسعفون للخطر.

ولقد وجدنا من المفيد في هذه الأيام بالذات، ومع طرح الرئيس الاميركي مشروعه لشطب فلسطين، شعباً وقضية مقدسة، في ما سماه “صفقة القرن” والتي اتخذ من المنامة في البحرين منصة لإطلاقها، أن نذكر اللبنانيين خاصة والعرب عموماً، بتلك الصفحة المشرقة من التاريخ العربي وهي: حرب تموز ـ آب 2006 التي طوت صفحة الهزائم وفتحت صفحة جديدة في تاريخ الصراع العربي ـ الاسرائيلي.

هنا، وعلى امتداد أيام، سنستعيد وقائع النصر المخضب في تلك الحرب التي فشل العدو الاسرائيلي في تحقيق اهدافه من عدوانه الشامل، براً وبحراً وجواً، وعلى امتداد مساحة لبنان.

والأهم سنعيد، على مدار الايام التالية اهم حديث ادلى به سماحة الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله وفيه تقييم شامل لتلك الحرب بأسبابها ونتائجها والتداعيات التي نجمت عنها فغيرت النظر إلى العدو الذي لا يقهر، اسرائيل، والى المقاومة، بل إلى لبنان والى العرب جميعاً عبر نتائج الحرب الأولى التي خسرتها اسرائيل وانسحبت من جنوبي لبنان بعدما سمع العالم كله صراخ جنودها وعويلهم قبل أن يتم نقلهم في المصفحات إلى حيث يعالجون..

كذلك شاهد العالم كله البارجة الحربية “ساعر 5” وهي تحترق غير بعيد عن شواطئ بيروت وسماحة السيد حسن نصرالله يدعو اللبنانيين لمشاهدتها واللهب يتصاعد من اطرافها قبل أن يتمكن العدو من سحبها.

“النصر المخضب” صفحة مشرقة في التاريخ العربي الحديث، وبين اسباب اعتزاز “السفير” بدورها الوطني والقومي ما قدمته من خدمة اعلامية، بالتغطية الشجاعة، بالكلمة والصور، على امتداد شهر كامل، بلا نوم، لتسهم بدورها في مقاومة المحتل ومن وقف خلفه داعماً ومسلحاً، ومن تراخي واستكان في الداخل ـ لا سيما على المستوى الرسمي ـ فجلله العار وأسقط من صفحات هذه المرحلة الناصعة من تاريخ الامة العربية المجيدة.

هنا سنعيد نشر بعض الافتتاحيات في الصفحات الأولى، والأهم والأخطر: أكمل وأصرح حديث عن المجاهدين وأهلهم واللبنانيين عموماً، ومواقف الدول العربية والاجنبية من ذلك العدوان الذي ارتد هزيمة على العدو نصراً مؤزراً للبنان بشعبه ومقاومته الباسلة ولمن وقف معه من اخوانه العرب وفي العالم.

14عاماً على الوعد الصادق.. انتصار المقاومة.. وسقوط غطرسة الوهم الإسرائيلي

هو وعد المقاومة وعهدها الصادق الذي أثمر وفاء وانتصاراً، وهو عزيمة وإصرار مقاومين واثقين بحتمية الانتصار، نصر بحجم وطن وبمساحة أمة، انتصار لنهج المقاومة على نهج الخنوع والتسويات وفوز الصمود والثبات على مفهوم التطبيع والتبعية والاستسلام، فمع حلول الذكرى الرابعة عشرة لانتصار المقاومة الوطنية اللبنانية في تموز من عام 2006، ما زالت الانتصارات تتوالد والأمجاد تتراكم، ففي كل يوم يدحر فيه الإرهاب وأذنابه، وتنسف مخططات ومشاريع مشغليه عن جغرافيا منطقتنا يُدق إسفين في نعش الوهم التوسعي الصهيوني، ويبقى المحور المقاوم رغم كل عواصف الاستهداف الإرهابية التي تستهدف دوله، الرقم الصعب في المعادلات الإقليمية والدولية لما يمتلك من قدرات وخيارات ردع مؤثرة في مواجهة الأعداء.

كيان الاحتلال الإسرائيلي شن حربه العدوانية على لبنان في 12 تموز 2006 متسلحاً بغطرسة القوة والعجرفة، وبدعم أميركي ودولي وإقليمي وتآمر أعرابي، متوهماً أنه سيحقق أوهامه، لكن بطولات المقاومة وصمودها يدعمها ويؤازرها محور المقاومة أسقطت رهاناته وأربكت حساباته وتوقعاته، فكان النصر للمقاومة ومحورها وجرت “إسرائيل” وحلفاؤها ذيول الخيبة والهزيمة.

المقاومة التي انتصرت بعد صمود ثلاثة وثلاثين يوماً، فرضت معادلة فريدة عن إمكانية انتصار إيمان الإنسان وحبه لوطنه على آلة الحرب الهمجية، وتفوّق الإرادة القتالية على التكنولوجيا العسكرية المحصنة بالمدرعات والمحمية بالطائرات والمدعومة بالبوارج، حيث نجحت المقاومة الوطنية اللبنانية في إقامة توازن رعب وردع مع العدو الصهيوني، وتمكنت من زلزلة الكيان الصهيوني في العمق، وبالرغم من أن العدو وظف أحدث التقنيات العسكرية من وسائل التدمير وتكنولوجيا الحرب الحديثة في عدوانه الوحشي على لبنان إلا أن كل وسائل إجرامه وإرهابه لم تتمكن من كسر إرادة المقاومين، ولم تفلح “اسرائيل” في لي ذراع المقاومة التي وجهت للعدو صفعات متتالية موجعة.

فقد أحدثت انتصارات المقاومة الوطنية اللبنانية منعطفاً استراتيجياً في توازنات القوة وانتقالاً مفصلياً من التحرير إلى الردع، وتحولاً تاريخياً في الصراع العربي مع الكيان الغاصب الذي سقطت كل رهاناته وترهاته عن تفوقه العسكري والتكنولوجي، ليخرج مهزوماً يلملم خساراته وليبقى محور المقاومة صامداً شامخاً قادراً على التصدي لكل المخططات المشبوهة، ومستمراً في مواجهة ما يحاك للمنطقة من مشاريع تستهدف تفتيتها.

حيث كان التراجع في الأهداف المعلنة للحرب العدوانية التي شنها العدو الصهيوني على جنوب لبنان جلياً من خلال تصريحات وتخبطات حكام الاحتلال العسكريين والسياسيين منذ الأيام الأولى للعدوان، فمن هدف القضاء على المقاومة، إلى توجيه ضربة بنيوية لها، وصولاً إلى ضرب قوتها الصاروخية، لكن في النتيجة بات الكيان الصهيوني في الأيام الأخيرة للعدوان يستجدي توقفاً للحرب، وحرّك الضغوط الدولية لكي يكون إيقافاً غير مذلّ، لكنه كان أكثر من مذل.

والجميع يدرك اليوم أن ما جرى ويجري في سورية، والحرب الإرهابية الشرسة التي تشنها منظومة العدوان بحق شعبها، يقف وراءها العدو الصهيوني ودول التآمر والهيمنة العالمية وفي مقدمتها أميركا، وذلك لوقوفها إلى جانب المقاومة الوطنية اللبنانية وصمودها في وجه مشاريع ومخططات الاحتلال في المنطقة.

معجزة المقاومة الهندسية في أعقاب انتصار المقاومة في تموز 2006 مباشرة، عبر أحد مراقبي الأمم المتحدة عن ذهوله حين شاهد تعقيد وتحصين إحدى شبكات الأنفاق التي أقامتها المقاومة على بعد مئتي متر فقط من الحدود مع فلسطين المحتلة، حيث تنشط استخبارات جيش الاحتلال التي تستخدم أكثر أجهزة التجسس تطوراً في العالم، وعلى بعد كيلومترات قليلة من مقر قيادة قوات الأمم المتحدة في الناقورة، حيث كانت الشبكة الهندسية معقدة جداً ومحصنة جداً ومحمية بـِ سُمْكِ متر من الاسمنت المسلح، ولكن ولعلم هذا المراقب بطبيعة المراقبة المكثفة ولقرب الشبكة الكبير من الحدود علّق مذهولاً حين رآها بعد الحرب: “يبدو أن المقاومة قامت بجلب الإسمنت إلى هنا بالملعقة “مشيراً إلى أن شبكة الأنفاق كانت هائلة وتمّ تحصينها وتمويهها بطريقة فعالة جداً لتكون إحدى مفاجآت حرب المفاجآت، ما عطل قدرة جيش الاحتلال لاحقاً على تدميرها أو إجبار المقاومين على إخلائها خلال الحرب.

اعترافات العدو الصهيوني: واجهنا خصماً إعلاميا ذكياً ومتطوراً

لعب الإعلام المقاوم دوراً ريادياً مشرفاً ومكملاً لبطولات المقاومين وصمود الشعب، وأحدثت الحرب النفسية التي أبدى الإعلام المقاوم فيها مهارة وحرفية في دك وزعزعة الثقة لدى قادة جيش الاحتلال عن طريق توثيق العمليات بالصوت والصورة لدحض ادعاءات الاحتلال، حيث وثقت المقاومة خلال تلك الفترة عملياتها من اقتحام مواقع وأسر جنود صهاينة والتصدي للعدوان، إضافة إلى اختراق مواقع العدو الالكتروني

ة، أو من يؤيده، وبث رسائل للعالم عن حقيقة الكيان الغاصب‏ وجرائمه.

فقد قال ألون بن دافيد المعلق العسكري للقناة العاشرة الصهيونية في معرض توصيفه الحرب الإعلامية بين المقاومة اللبنانية وكيانه الغاصب خلال حرب تموز 2006 « كانت تلك حرباً غير ناجحة، وأقول إن إعلامنا عكس حرباً لم تكن جيدة .. “إسرائيل” واجهت في الحرب خصماً إعلاميا ذكياً ومتطوراً ذا قدرات إعلامية وبنية تحتية إعلامية لم تعرف “إسرائيل” مثيلاً لها، حزب الله كان خصماً أشد ذكاء من جميع الخصوم، لقد كانت الحرب الأشد في الناحية الإعلامية من أي حرب سابقة”.‏

شهادات فينوغراد: متزعمو الاحتلال يقرون بالهزيمة

ولا تزال تداعيات انتصار المقاومة اللبنانية في تموز تلقي بظلالها على كل مفصل من مفاصل كيان الاحتلال وهو ما يظهر جلياً من خلال المناورات العسكرية التي يجريها على الدوام جيش الاحتلال سواء على صعيد التدريب والتجهيز العسكري أم تأهيل ما يسمى بالجبهة الداخلية لديه محاولاً الاستفادة من عبر هزيمته في تموز التي تضمنها تقرير لجنة فينوغراد التي شكلت عقب الحرب واستمعت إلى شهادات كبار قادة العدو السياسيين والعسكريين لتخلص إلى تقييم أسباب الهزيمة وسبل معالجتها.

قد يعجبك ايضا