لماذا يخاف العدو الإسرائيلي يخاف من انتصار اليمنيين الأحرار

 

أنّ يشارك العدو الإسرائيلي في العدوان على اليمن فهذا أمر مؤكد منذ بداية العدوان والذي اعلُن من واشنطن، وظهرت حينها تصريحات مسؤولين صهاينة بأن اليمن يمثل تهديداً على كيانهم الغاصب، ولا حاجة هنا لسرد معلومات خاصة ومحدَّدة للتأكد من أن العدو الإسرائيلي يؤدي دوراً رئيساً في العدوان على اليمن لاسمّا وأن المكانة التي يحتلها البحر الأحمر في استراتيجية الأمن القومي الإسرائيلي تكفي كمؤشر صريح ومباشر للدلالة على حجم الدور والتورط الذي يؤديه العدو الإسرائيلي في العدوان على اليمن.

 

إن الحديث عن التهديد الذي يشكّله أنصار الله على الأمن القومي لكيان العدو الصهيوني لم يعد مجرد مخاوف أو تقدير نظري، بل بات حقيقة قائمة، وخاصة بعد فشل العدوان السعودي الأميركي، وهذا ما اكده معهد أبحاث الأمن القومي” الصهيوني في تل أبيب

وفي تقرير حمل عنوان (معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب: انتصار أنصار الله دعم لفلسطين… وتهديد لإسرائيل) اعده المحلل السياسي علي حيدر، ذكر موقع صحيفة “الأخبار” اللبنانية  أن معهد ابحاث الأمن القومي الصهيوني أشار الى تهديد جديد على حرية الإبحار لكيان العدو الصهيوني في أعقاب الحرب في اليمن.

وأضاف «معهد أبحاث الأمن القومي» في القراءة التي قدمها الباحثان الصهيونيان (يوآل غوجنسكي وعوديد عيران) أن هناك مصلحة واضحة لكيان العدو بأن تكون يد ما أسماه التحالف العربي في اليمن هي العليا، لأن وجود قوى ثورية في اليمن يعرض المصالح الصهيونية للخطر، وقد يلحق ضرراً بالحركة البحرية من الكيان وإليه.

 

وحول ذلك، وبالعودة قليلاً الى أبرز الأسباب الحقيقية لشن العدوان الغاشم على اليمن يتبين بما لا يدع مجالاً للشك أنه جاء ترجمة للقلق الإسرائيلي من ثورة الشعب اليمني سبتمبر 2014م،وتنفيذاً لمخطط تآمري صهيوأمريكي بذريعة مكافحة النفوذ الايراني بغية تدمير اليمن واحتلاله، ونهب ثرواته، والسيطرة على المنافذ البحرية في اليمن، وإحكام السيطرة على باب المندب، وذلك خدمة لمصالح العدو الإسرائيلي في المقام الأول.

 

وقد تجلى ذلك المخطط بوضوح تام والشواهد على ذلك كثيرة لعل أبرزها ما جاء على لسان رئيس وزراء كيان العدو الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) الذي أصدر تحذيراً إلى الكونجرس الأمريكي بشأن اليمن، يضمن خطورة سيطرة الثوار اليمنيين على مضيق باب المندب، وتأثير ذلك على أمن (إسرائيل)، على حد زعمه، كما عبّر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق «بني غانتس» عن قلق كيانه في محاضرة القاها في معهد واشطن للسياسة، معبراً عن قلقه، حيث قال: “ما يقلقني هو باب المندب والطرق البحرية الأخرى، إذ إنها أشد إقلاقاً من البرنامج النووي الإيراني”، مشيداً بالوقت نفسه بالدعم الأميركي غير المحدود والاستثنائي الذي تقدمة الولايات المتحدة لإسرائيل، من أجل الحفاظ على تفوّقها العسكري النوعي في المنطقة.

 

وبالتزامن مع حلول مناسبة “الذكرىالسنوية للصرخة”، التي يحييها الشعب اليمني، تلك “الصرخة” ، أو “الشعار” الله أكبر  الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام،   الذي اطلقه القائد المؤسس الشهيد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي والذي يمثل موقفا يجسد البراءة من أعداء الأمة أمريكا وإسرائيل، ويجسد السخط ضدهم، ويعيد البوصلة تجاه قضية الامة الأساسية “فلسطين المحتلة”، يتناول التقرير أن مما رفع من مستوى القلق الإسرائيلي في المرحلة الأخيرة، أن «أنصار الله» بتوجهاتهم العقائدية والاستراتيجية إزاء قضية فلسطين، باتوا حقيقة ثابتة من حاضر اليمن ومستقبله، ولم يعد بإمكان أي قوة إقليمية أو دولية القفز عنهم أو تجاهلهم، وتتعاظم قدراتهم الصاروخية المتنوعة، بما يهدد حركة الملاحة الإسرائيلية في تلك المنطقة التي تشكّل معبراً إلزامياً لإسرائيل من المحيط الهندي وإليه.

 

وبعد الفشل الذريع لقوى تحالف العدوان في اليمن،  وتجلي الصمود المذهل للشعب اليمني وجيشه المغوار ولجانه الشعبية والذين سطروا أروع ملاحم البطولة، دعا «معهد أبحاث الأمن القومي» في تل أبيب القيادة الإسرائيلية إلى تركيز جهودها على منطقة البحر الأحمر وزيادة معرفتهم بهذه الساحة ودراسة كيفية استثمار الموارد العسكرية والسياسية لمنع تحقق التهديدات المحتملة على إسرائيل في هذه المنطقة، في إشارة إلى «أنصار الله».

واضافت القراءة التي قدمها «المعهد»، انه لم يعد الحديث عن التهديد الذي يشكّله «أنصار الله» على الأمن القومي الإسرائيلي، مجرد مخاوف أو تقدير نظري، بل بات حقيقة قائمة، وخاصة بعد فشل العدوان السعودي الأميركي. وعلى هذه الخلفية، رأى أيضاً: «لقد تكوَّن تهديد جديد على حرية الإبحار (الإسرائيلي) في أعقاب الحرب في اليمن.

 

واستناداً إلى هذه الحقيقة التي سلمت بها القراءة، لم يُخفِ «المعهد» الدور الذي يمكن اليمن أن يؤديه في دعم المقاومة والقضية الفلسطينية، مشيراً إلى «تحويل اليمن إلى محطة ترانزيت للتهريب إلى حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة، بدل السودان».

 

وختاماً،، يمكن القول إن أمة أنصار الله بمشروعهم القرآني التحرري أصبحوا كيانا يؤرق العدو الإسرائيلي ويرعبه في قعر كيانه الغاصب وهذا يعد شاهدا حيا على عظمة هذا المسروع المقدس ، كونه مشروع  يعيد البوصلة تجاه الأعداء الحقيقيون للأمة العربية والإسلامية،  وقضيتهم الأساسية فلسطين المحتلة ، ويجسد السخط ضدهم، الذي لطالما سعى الأعداء الى تفاديه بشتى الوسائل، ولعل عدوانهم السافل على اليمن وشعبه حين رأوه يتخلص من عباية الوصاية لأمريكا واحذيتها في المنطقة ، وينحو نحو الاستقلال الحقيقي وبناء دولة مدنية قوية يكون لها ثقلها وعلاقتها القائمة على الندية اقليميا ودوليا ،  لخير شاهد على ذلك ، وهذا بالطبع هو مصدر قلق العدو الصهيوني وأمريكا وكل دول الاستكبار والهيمنة لذلك جاؤوا بقضهم وقضيضهم للاعتداء على الشعب اليمني المسلم العزيز ومحاولة اركاعه وإعادته الى بيت الطاعة ومربع الوصاية لكنه اثبت برجاله الابطال ومواطنيه الصامدين وتكاتف كل فئاته الحرة والشريفة أن لا عودة لزمن الوصاية مهما طال أمد هذا العدوان الغاشم الذي كانت سلبيته على الاعداء أكثر بكثير من ايجابياته  التي كانوا يؤملونها .

قد يعجبك ايضا