نيويورك تايمز : السعودية أدركت أن أمريكا لن تحميها

 

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” ، ان هناك انعطافة سعودية نحو الدبلوماسيّة لتهدئة التوترات مع أعدائها الإقليميين.

وذكر تقرير للصحيفة الأمريكية  ، الخميس ،  أنّ ولي العهد  السعودي محمد بن سلمان أطلق محادثات مباشرة مع “الحوثيين” الذين حاربهم لأربع سنوات، وأرسل إشارات لتخفيف الحصار الذي فرضه مع حلفائه، على “جارته الصغيرة الثرية”، قطر إن لم يكن لإنهاء هذا الحصار .

واضافت ان محمد بن سلمان شارك في محادثات غير مباشرة مع ، إيران، في محاولة لإخماد الحرب بالوكالة، المستعرة في أنحاء المنطقة.

ونقلت ” “نيويورك تايمز” عن محللين قولهم  أنّ هذا التحول من المواجهة إلى التفاوض، هو نتيجة لإدراك السعودية  أنّ حجر الأساس، منذ عقود، للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط، والقائم على أنّ الولايات المتحدة ستدافع عن صناعة النفط السعودية من الهجمات الأجنبية، أمر لم يعد من الممكن اعتبار أنّه مسلّم به .

وتطرق تقرير الصحيفة الى الهجمات التي طالت منشآت النفط السعودية في سبتمبر الماضي , وقال  أنّ الردّ الأميركي الفاتر عليها أوصل الرياض إلى حقيقة مفادها أنه، على الرغم من عشرات مليارات الدولارات التي أنفقها السعوديون على الأسلحة الأميركية، والتي تخطّت 170 مليار دولار منذ عام 1973، لم يعد بإمكانهم الاعتماد على الولايات المتحدة لتقديم مساعدتها، أو على الأقل، ليس بالقوة التي توقعوها.

واضافت الصحيفة نقلا عن المحليين إنّ السعوديين القلقين من اضطرارهم إلى الدفاع عن أنفسهم في محيط صعب وغير قابل للتنبؤ به، مدّوا أيديهم بهدوء إلى أعدائهم لوقف تصعيد النزاعات .

وقال الباحث في شؤون المنطقة في جامعة “كينغز كوليدج” لندن، ديفيد روبرتس للصحيفة : “أعتقد أننا سننظر إلى 14 سبتمبر/أيلول كلحظة مؤثرة في تاريخ الخليج”، ولفت إلى أنّه مع تحطّم افتراض أنّ الولايات المتحدة ستحمي السعوديين، يدرك هؤلاء الحاجة لأن يكونوا أكثر استيعاباً.

وأدت سلسلة الأحداث هذه إلى ما يصفه روب موالي، وهو مسؤول كبير في منطقة الشرق الأوسط في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، بأنه “شبه إعادة ضبط” للسياسات السعودية.

واضاف إنّ “الاستعداد المفاجئ لاستئناف الدبلوماسية في قطر واليمن، يعكس رغبة السعودية في تعزيز موقفها الإقليمي في وقت يشوبه الغموض والضعف”. وقد تلطخت سمعة السعوديين في واشنطن بشدة من جراء الحرب في اليمن، وحصار قطر، ومقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي على يد عملاء سعوديين في إسطنبول، العام الماضي.

قد يعجبك ايضا