ذكرى العالم الرباني..للشاعر/أبو زيد النعمي

قف عند ذكرى العالم الرباني
مستلهما عبق الهدى الروحاني

هذا مقام البدر حجة عصره
علم الجهاد مفسر القرآن

ومحرر الأفكار لما أسرعت 
غاراته بالرد والتبيان

وأبٌ لأعلام الزمان معلم
للسيدين الصفوة الصنوان

بيت ترى القرآن في أفعالهم 
متجسدا يتلى بكل لسان

هم خيرة الأخيار آل محمد
في العالمين وصفوة الرحمن

فيهم ترى خُلق النبي وفيهم
يتجسد الكرار والحسنان

مستهم البأساء والضرا الى
أن زلزلوا في طاعة الديان

وهنت قوى الدنيا فما وهنوا لها
بل واجهوا الأحداث باطمئنان

يا آل بدر الدين طبتم في الورى
أصلا وطاب الأصل في الأغصان

والله أعلم حيث يجعلها فما
بعد اختيار الله للإنسان

ولقد سرى البدر التمام مجسدا
لمكارم الأخلاق والإحسان

أفنى الحياة معلما ومربيا
ومجاهدا للظلم والطغيان

متصديا للمبطلين مبينا
لثقافة الثقلين أي بيان

ردا على شبه المضلين الأولى
جاءوا بفكر مظلم شيطاني

ومجاهدا في الله حق جهاده 
بالنفس والأموال والولدان

ويصاول الدهر الشديد لوحده
ويكابد التشريد في البلدان

ويغالب المرض العضال بجسمه
ويعيش وضع الجهد والحرمان

ولو انه داجى الطغاة لعاش في
ترف وذاق موائد السلطان

لكن بدر الدين لم يك طامعا
في زخرف الدنيا الحقير الفاني

بل كان في أمر الإله مشمرا 
مستعذبا في الله كل تفاني

يبغي رضاء الله حرا صادعا
بالحق مهما يحتمل ويعاني

لم تثنه في الله لومة لائم
وأذية الأعداء والإخوان

ورعا تقيا زاهدا متعبدا
مستسلما لله في إذعان

سهلا منيعا شامخا متواضعا
في أهله والناس والخلان

عذب الخصال كأنه مزن السما
في راحتيه من الندى بحران

ولقد أضاء وكل شيئ مظلم
فمحى الدجى وغشاوة الأزمان

حتى بدا فجر الشهادة والهدى
وأتى الحسين السيد القرآني

فمضى لمشروع الحسين مناصرا
لا مبطئا حاشا ولا متواني

متشردا في كل قفر يصطلي 
حمم الوغى وقنابل الطيران

ليجسد العلم الشريف مواقفا
قد عُمدت بالدم في الميدان

حتى نمت تلك الجهود وأثمرت
تلك الدماء بموطن الإيمان

نصرا وتأييدا وهديا لم يزل
مجدا ومفخرة لكل يماني

فقضى سعيدا بعدما حمد السرى
وأضاء نور الله في الأكوان

مولاي بدر الدين كنت ولم تزل
علما لأهل العلم والعرفان

يا قدوة المستبصرين ورائد ال
متطلعين لجنة الرضوان

كم أنت حي في ثراك فلم تزل
لك تكتب الآثار عمرا ثاني

ولكم هنا من ميت فوق الثرى
صمتا أمام جرائم العدوان

جعلوا من العلم الشريف وسيلة
للصد والتثبيط والخذلان

ولسوف تبقى بعد موتك خالدا
في أنفس الأجيال والوجدان

فجزاك رب العرش عنا سيدي
خير الجزاء وأوسع الغفران

روح وريحان نعيم خالد
أبدا وجنات جناها داني

وعليك صلى الله بعد محمد
والآل صفوة ربنا المنان

قد يعجبك ايضا