هذه هي الدول العربية التي كشف وزير الاستخبارات الاسرائيلي عن علاقاتهم الوثيقة معها؟

 

أجرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية لقاء مع وزير الاستخبارات في الكيان الإسرائيلي “اسرائيل كاتز” والمعروف باسم (الجرافة السياسية) حيث بيّن في اللقاء وبشكل علني أن الكيان الإسرائيلي يتعاون مع عدد من الدول العربية بغية التصدي لقوة إيران وحزب الله، وفيما يلي نص اللقاء كاملاً.

واشنطن بوست: بعد كل ما قيل في الأسابيع القليلة الماضية من قبل الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية الجديدة، هل تعتقد أن حلّ الدولتين مع الفلسطينيين هو حل يمكن تنفيذه أم إنه حل ميت أصلاً؟

كاتز: دعني أتكلم من منظور واقعي، حتى أولئك الذين يريدون خلق دولتين يعرفون أنه لا يمكن القيام بذلك في الوقت الراهن، إن الرئيس الفلسطيني (محمود عباس) هو رئيس ضعيف، ويحتاج للدعم الأمني من “إسرائيل”، ولطالما كانت حماس متطرفة، ولكن منذ تغيير (إسماعيل هنية) ووضع (يحيى السنوار) في موقع القيادة، فإن الجناح العسكري لحركة حماس يسيطر حالياً على قطاع غزة، وقد كان هناك فروق دقيقة وصغيرة في السابق وتلك الفروق كانت قد تساعدنا على الوصول إلى إنشاء دولة فلسطينية، والآن هذه الفروق لم تعد موجودة في الأساس، فأي نوع من الدولة الفلسطينية يمكن أن نخلق في هذا الواقع؟

واشنطن بوست: ما هو الحل لإحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين؟

كاتز: أنا أنظر للسلام بمنظور إقليمي، فالسلام يمر بطبقات معينة والتي تبدأ بالتنسيق الأمني بين “إسرائيل” والدول العربية المعتدلة، بما في ذلك الفلسطينيين المعتدلين، فيوجد علاقات بالفعل بين إسرائيل والدول العربية السنية في المنطقة، ونحن لا يسمح لنا أن نقول ما هي لكنها تشمل البلدان التي ليست بيننا وبينهم اتفاق سلام أو علاقات دبلوماسية علنية.

واشنطن بوست: ماذا تقصد كيف سيكون هذا العمل مع تلك الدول العربية؟

كاتز: هناك أيضاً المحور الإيراني وحزب الله، هناك نوعان من المجموعات التي هي ضدّ هذا المحور هما “إسرائيل” والدول السنية، خاصة بعد إنشاء الاتفاق النووي الإيراني في الوقت الذي كنا ننتظر فيه من أمريكا أن تفعل شيئاً لوقف الأنشطة الإيرانية في المنطقة، حيث تريد روسيا اليوم أن تقيم شراكة مع إيران لأسباب خاصة بها، ولكن الآن، هناك تغيير في الموقف من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة والتي أعطت لنا الأدوات والدعم لتعزيز الشراكات مع الدول السنية للقتال ضد إيران، حيث إن واحداً من أهداف الإدارة الأمريكية الجديدة هو تعزيز العلاقات بين “إسرائيل” وهذه الدول.

واشنطن بوست: بعد تبادل المعلومات الاستخباراتية وتصعيد مستوى السلام الإقليمي الاستراتيجي، ماذا يأتي بعد ذلك؟

كاتز: السلام الاقتصادي الإقليمي، لقد سعى رئيس الوزراء لدفع هذه الفكرة لبعض الوقت مع الأمريكيين أيضاً، فعندما حكم الأتراك هنا، قاموا ببناء خط قطار في جميع أنحاء المنطقة، وبسبب التوترات منذ قيام دولة “إسرائيل” وإنشاء حدود جديدة، تم التخلي عن هذا النظام “القطار”، أما الآن لدينا تجديد خطوط القطارات في “إسرائيل”، ونحن نريد تمديد هذا الخط حتى يصل إلى الأردن، حيث سيكون الأردن المفتاح الذي يربط خط القطار الإسرائيلي ومنه خطوط في جميع أنحاء العالم العربي، ونحن لدينا أيضاً خطة لربط الفلسطينيين بهذا النظام.

فتحت “إسرائيل” مؤخراً خط قطار من ميناء حيفا إلى بيسان (قرب الحدود الأردنية)، ونحن يمكن أن نمدّ هذا الخط، عبر جسر الشيخ حسين، وصولاً إلى مدينة إربد في الأردن، ومن هناك، يمكن أن يبدأ خط الاتصال مع المنطقة بأسرها، يوجد لدي الدعم الكامل من رئيس الوزراء في هذا الشأن، ونحن نعمل حالياً لحشد الدعم في المنطقة، من دول الخليج والأردن وحتى السعودية، فلقد اجتمعت بالفعل مع كبار المسؤولين في الأردن حول هذا الموضوع.

واشنطن بوست: لماذا تعتقد أن هذا سوف يعمل ويشمل الكثير من الدول، بما في ذلك قادة الدول التي ذكرتها؟

كاتز: أولاً، هناك مصلحة مالية في هذا، وثانياً، إنهم دائماً يبحثون عن طرق النقل البديلة حتى يتمكنوا من الوصول إلى أوروبا، وكيفية وصول البضائع في أوروبا إليهم، بالفعل، خلال العام الماضي، بسبب إغلاق سوريا، استخدمت تركيا الموانئ الإسرائيلية لإرسال 5000 شاحنة من البضائع عبر الشرق الأوسط.

واشنطن بوست: كيف لكل ما ذكرت أن يحقق السلام بين “إسرائيل” والفلسطينيين؟

كاتز: التنسيق الأمني والسلام الاقتصادي يساعد على إحداث السلام السياسي الدبلوماسي، الذي هو أكثر تعقيداً لأسباب مختلفة.

واشنطن بوست: ولكن هل هو أمر منطقي الحديث عن السلام في المنطقة قبل حل المشكلات مع الفلسطينيين؟

كاتز: الفلسطينيون يعرفون كيفية البقاء على قيد الحياة، لديهم أعمالهم في كل مكان، وهذه الخطة تعطي لهم الفرصة للتواصل اقتصادياً مع بقية دول الشرق الأوسط، ويمكن أن ينشأ السلام من ذلك، قد لا يكون السلام الذي من شأنه أن يسمح لإسرائيل بالتوجه إلى دمشق أو الرياض لأكل الحمص، وتلك هي المفاهيم الساذجة، ولكنه السلام الفاعل، وأعتقد أن هذه الخطة يمكن أن توجد ضمن شروط الشرق الأوسط اليوم.

قد يعجبك ايضا