اجراءات اسرائيل ضد المقدسات أثبتت خيانة وعجز الحكام العرب

 

الاجراءات الباطلة التي اتخذتها سلطات الاحتلال في الايام الاخيرة ضد المقدسات الاسلامية في القدس، هي امتداد لاجراءات كثيرة سبقتها، وترجمة لمخططات معدة منذ زمن بعيد ضد المسجد الاقصى وصولا الى تهويده، عبر حلقات وفصول متتابعة في اطار المخطط الاجرامي الاوسع امتثالا لمعتقدات ومفاهيم باطلة بالية.
هذه الاجراءات التي تؤيدها الاحزاب الاسرائيلية الحاكمة والمعارضة، تؤكد حقيقة، لم يدركها البعض بعد، وهي أن المجتمع الاسرائيلي يسير بقوة نحو تطرف مقيت، وبالتالي، كل شيء متوقع من جانب الاحتلال، لذلك هناك ضرورة لوضع الخطط الكفيلة لمواجهة هذه السياسة، وافشال المخططات المرعبة التي تستهدف القدس والمقدسات.
عملية الاقصى التي نفذت في باحاته قبل أيام، ليست السبب الرئيس في اتخاذ سلطات الاحتلال لاجراءات السيطرة على الحرم القدسي الشريف، فاستهداف الاقصى لم يتوقف اجراءات وحصارا وعرقلة لاداء الشعائر الدينية، وتماديا في الحفريات وتركيب الاجهزة الالكترونية، مصرة على فرض سيادتها بالكامل على الاقصى والتقسيم الزماني والمكاني الذي سعت اليه اسرائيل منذ فترة طويلة ليس نهاية المطاف.
ما تقوم به اسرائيل، من خطوات باطلة، وأعمال عنف وتقتيل وقمع للمواطنين في القدس والمصلين الذي يؤمون المدينة، زيارة وعبادة، يدق ناقوس خطر، وبصوت عال لعله يجبر المتواطئين من الحكام والساعين للتطبيع بأرخص الاثمان على ادراك الحقائق كاملةن فهم متخاذلون خارجون على ارادة الامةِ، والاسلام منهم براء.
الاحداث الاخيرة والمستمرة اثبتت بجلاء ووضوح أن العديد من الانظمة قد شطبت القدس والمقدسات من أجنداتهم وجداول اهتماماتهم منذ زمن بعيد، وينتظرون بفارغ الصبر تصفية القضية الفلسطينية، وهم الذين يعيشون بالساحة الفلسطينية تجزئة وشرذمة وشراء ذمم، وصولا الى بناء التحالفات العلنية مع اسرائيل.
أحداث القدس، وصداها في محافظات الوطن، تؤكد للعابثين والمرتدين أن الشعب الفلسطيني، لن يسمح للاحتلال بتنفيذ مخططاته، وقدرة وشرف له، انه الوحيد الذي يدافع عن مقدسات الامة العربية والاسلامية، التي تعيش الهوان والضعف والاقتتال والحروب بالوكالة لصالح اعدائها، هذه الحال أحد العوامل الرئيسة التي تشجع اسرائيل على مواصلة تعنتها ومخططاتها التهويدية، والمس بالاقصى وهو جزء من العقيدة الاسلامية. فالاعتداء على المقدسات استهداف للمسلمين في كل بقاع الأرض.
هذه الامة لم تتحرك لانقاذ الاقصى ونجدة القدس وابنائها حتى ادانات حكامها خجولة مخزية، وما يقومون به هو استدرار عطف من واشنطن وتل أبيب بشكل مذل يؤكد تواطؤهم وعجزهم وتآمرهم، وعدم قدرتهم على مواجهة صلف الاحتلال وبجاحته.
ورغم فداحته وما يتعرض له الاقصى، وما ينتاب القدس وأبنائها، وكل الفلسطينيين في محافظات الوطن لم يجرؤ حكام العرب، على دعوة الجامعة العربية لعقد قمة عربية، ولو مصغرة لمواجهة خطورة الموقف، والسبب ارتباطاتهم المشبوهة، وعلاقاتهم المخزية غير المشرفة مع اسرائيل، التي وصلت الى درجة بناء التحالفات في كل الميادين.
لا أمل في أن يتحرك قادة العرب بجدية لمشاركة شعب فلسطين في تصديه لمخططات الاحتلال، وبالتالي كل اللوم يقع على الشعوب العربية التي لم تتحرك بقوة لاسقاط هؤلاء الحكام، أو اجبارهم على خوض المواجهة والاساليب كثيرة، والاوراق متوفرة.
لكن، وحسب العديد من المراقبين، فان التباعد والتشتت في المواقف بين العواصم العربية، والارتباطات المتباينة للحكام بجداول واجندات مشبوهة، الا أن الاعتداء على المقدسات في القدسن واجراءات الاحتلال لتهويد الاقصى والمدينة المقدسة والتصعيد الاسرائيلي، وما يتعرض له أهل القدس وأبناء فلسطين سيجبر كل المتواطئين والخونة على العودة الى صوابهم، والا مصيرهم مزابل التاريخ.
الاجراءات الباطلة الاخيرة ضد المقدسات والاقصى، تؤسس لمرحلة جديدة، مرحلة المواجهة والاشتعال، الذي سيمتد الى كل الساحات حتى تكنيس الاحتلال.   

قد يعجبك ايضا