ثقافة عسكرية … الدفاع الجوي السلبي ـ الأساليب والوسائل

 صحيفة الحقيقة ـ خاص

الدفاع الجوي السلبي: يطلق على كافة الإجراءات والتدابير المتخذة من أجل التقليل من تأثير الهجمات الجوية المعادية.. وقبل التطرق الى علاقة الدفاع الجوي السلبي بالبعد الاستراتيجي نلقي نظرة تحليلية للدفاع الجوي السلبي من البعد الاستراتيجي ، لنتعرف اولا على نشأته وتأثيراته في بعض الحروب الحديثة ، و إجريته وتدابيره .

كان أول استخدام للدفاع الجوي السلبي في سنة 1914 عندما قام امر إحدى الوحدات العسكرية الفرنسية بالاستعانة بفنان من أجل إخفاء وتمويه مواقع وحدته وبالرغم من بساطة تلك التدابير التي استخدمت فقد كان لها تأثير كبير مما جعل القوات البريطانية والألمانية تستخدم تلك الإجراءات ، وبمرور الوقت ازدادت تلك الإجراءات تطورا لتواكب تطور وسائل الاستطلاع والهجوم الجوي فشملت إجراءات وتدابير ابعد من الخنادق والانتشار . و حرب الخليج الثانية اوضحت مدى أهمية الدفاع الجوي السلبي .

  ​

*إجراءات وتدابير الدفاع الجوي السلبي تتضمن ما يلي :-

  1. الغش والتمويه ويشمل مجموعة الإجراءات والتدابير التي تتخذ لغرض تضليل العدو بالنسبة لتوزيع وغرض ووضع المنشأة والوحدات والمعدات القتالية وإيصاله الي الاستنتاجات والقرارات الخاطئة ويتضمن :-

– الأهداف الوهمية ( مواقع هيكلية ، مصادر حرارة لإرباك السطع والتوجيه الحراري ) .

– المرسلات الوهمية .

– تنظيم فترات الإرسال .

– المواقع المدمرة جزئيا .

– الستائر الدخانية و حواجز البالونات.

2- الاختفاء وهى مجموعة الإجراءات والأعمال التي تتخذ من أجل إخفاء المنشأة والوحدات والمعدات القتالية عن وسائل السطع والهجوم الجوي المعادي وتتضمن :-

(( الخنادق والملاجئ ، الانتشار، شباك التخفي ، الطلاء المضاد للحرارة ))

 

*أهمية الدفاع الجوي السلبي

أولا : الموارد المتوفرة من الدفاع الجوي الإيجابي ، والتي إن سمحت بتخصيص دفاع جوي إيجابي لكل الأغراض والمنشئات التي يمكن ان تستهدف بهجوم جوي ( سياسيه ، صناعيه ،عسكريه ) سيؤثر سلبا على ميزانية الدفاع أو ربما يؤثر على قرار ترتيب أولويات الأغراض الواجب توفير دفاع جوي إيجابي لحمايتها

ثانيا : الكلفة الاقتصادية ، إجراءات الدفاع الجوي السلبي وخصوصا إذا تم تخطيطها كأحد المراحل عند تخطيط المنشآت الحيوية في الدولة فإنها لن تشكل عبئا على ميزانية الدفاع ويكون تأثيرها إيجابي جدا في الحفاظ على قيمة تلك المنشآت وكذلك على الروح المعنوية عند فشل الهجوم الجوي في إحداث اضرار كبيرة .

ثالثا : الإضافة الهائلة التي تقدمها هذه الإجراءات للأغراض المحمية بدفاع جوي إيجابي والتي تجعلها أشبه بالنقطة القوية إن جاز التعبير .

رابعا : بسبب التطور التقني الهائل في وسائل الهجوم الجوي فإن وسائل الهجوم الجوي ستحقق جزء من مهمتها ولو بسيط جدا وبدون إجراءات الدفاع الجوي السلبي سيكون ذلك الجزء البسيط الذي تحقق من مهام وسائل الهجوم الجوي المعادي كارثيا بالنسبة لنا .

 

* طرق التمويه والخداع في الدفاع السلبي :

-التخفي : وهو عملية إخفاء الهدف بشكل كامل وتعني عدم إظهار أي ملامح شكلية توضح أي معلم أو جزء منه .

-المزج : وهو عملية تمويه الهدف ومزج ملامحه الشكلية مع طبيعة الأرض الموجود عليها بحيث لا يمكن التمييز بينهما .

-الخداع : وهو عملية بناء هياكل أو وسائل كاذبة تشابه من حيث الشكل للنماذج الحقيقة وتسمى مواقع خادعة .

ولكي يكون التمويه فعالاً ينبغي أن يؤمن العناصر التالية:

لزوم الاختفاء عن المراقبة الأرضية، ضرورة الاختفاء عن المراقبة الجوية بما في ذلك محاولة تجنب الصور الجوية العادية و الملونة، الاختفاء عن أجهزة الرصد التي تكشف الحرارة والرائحة وصوت حركة الجنود أو سلاسل الآليات، أن يتم في كل ظروف المعركة وفي الليل والنهار مهما كان العدو بعيدا، ضرورة أن يكون الإخفاء مستمراً ،أن يتأصل في نفس المقاتلين حتى يصبح غريزياً، أن يتم بإبداع وابتكار مستمرين.

 

*شروط الموقع الأساسية وهي:

– لا بد أن يوفر إخفاء كامل للمعدات والأفراد عن نظر العدو بالإضافة إلى الحماية والتمترس من نيران العدو وذلك حسب نوع الأسلحة .

– موقع يسمح بالحركة بمرونة أثناء الضرب والمناورة في القتال ( الانسحاب ، التقدم ، تغير المكان ) .

– أن يتمتع بحماية كاملة ضد الهجمات المباغتة من مشاة العدو على الأرض من الأمام والخلف واليمين واليسار.

– أن لا يعيق الضرب أو الإطلاق من أيً من الأسلحة داخلة على حساب الآخر أي يسمح للجميع بالمشاركة .

– أن يسمح بكثافة الضرب أو الإطلاق والسيطرة على سير المعركة .

 

*التمويه :

يعرف نظام التمويه بانة عبارة عن تجنب كل مظاهر الأشكال والمعالم التي تعبر عن مظهر الموقع أو كشف أي هدف فيه والتي يمكن من خلالها أن يكشفها العدو وهي : الظل ،اللمعان ،اللون ،الخلفية الضوئية، الصوت ،الحركة ،الآثار ،الشكل الهندسي ،الحرارة .

-الآثار الدالة على التمويه : وهي الدخان، الغبار ، الضوء ،الموجات التي تظهر بواسطة أجهزة الرصد.

 

* وسائل التمويه والإخفاء:

عند تنفيذ عمليات الإخفاء والتمويه يراعى في ذلك استخدام المواد الصناعية والطبيعية للمساعدة العملياتية لدمج أشكال الأفراد والمعدات بطبيعة شكل الأرض المحيطة والكائن عليها الموقع ، والمواد الصناعية هي تلك المواد الخاصة لعمليات الاختفاء والتمويه من الدهانات والأسلاك والخيش والأسلاك الشائكة والنسيج والشبكات المزخرفة وغيرها، والمواد الطبيعية هي المواد الطبيعية المحيطة أمثال الحشائش والأشجار والمياه …الخ وهذه المواد إذا أحسن اختيارها فأنها ستضاهي نماذج طبيعة الأرض المحيطة بالشكل واللون وهناك سبب واحد وهو أن النباتات تذبل وتبهت إذا قطفت وتلافياً لذلك يتم تغييرها بسرعة .  

أ/الخداع البصري:

تنخدع عين الإنسان من خلال تأثير خداع من بعض الإجراءات العادية كالضوء والألوان والعلامات وغيرها، من هنا دخلت هذه الإجراءات السابقة على الصور أو المعالم المميزة على المركبات والأسلحة، كما أن اختيار المواقع المناسبة قد يساعد أيضا في عملية الخداع البصري مثلا خلف البنايات أو الأشجار، استخدام شباك التمويه، خاصة الأنواع الحديثة منها، والتي تخفي الطاقة الحرارية للمعدات والتقليل منها، بحيث لا تظهر في أفلام الأشعة تحت الحمراء، كما تعمل بعض أنواع الشباك الحديثة، على تشتيت الموجات الرادارية، التي تصدرها محطات وأجهزة الاستطلاع الراداري، فلا تنعكس من المعدات المخفاة أي انعكاسات رادارية.

 ب/خداع التحركات:

ويتم عن طريق خطة متكاملة، لتبادل احتلال المواقع بالمعدات الحقيقية والهيكلية، مع الأخذ في الاعتبار، إتقان إخفاء المعدات الحقيقية، وإظهار الزائفة بصورة الحقيقية فبالتدريب والوعي للأفراد ومن خلال بذلهم جهود هائلة من التحركات لاحتلال ونشر منصات الصواريخ وتوزيع الطائرات الاعتراضية التي الكثير منها زائف لإخفاء التحركات الحقيقية وعلى القوات التي تريد النجاح لخطتها الخداعية في إخفاء حقيقي وإظهار الزائف بصورة الحقيقي . 

ت/خداع المواقع

يتم تنفيذ عمليات خداع المواقع من خلال تصميم مواقع دفاع جوي هيكلية خداعية متعددة تقوم باستنزاف جزء كبير من إمكانات التهديدات مكوناتها ومعداتها ، بحيث تصنع نماذج هذه المعدات مطابقة للحجم الطبيعي للمعدات الأصلية بحيث تكون مواد البناء والتصميم قليلة التكاليف مع إضافة بواعث إيحاء لأشعة الكشف تحت الحمراء مع مراعاة محاكاة الموقع الأصلي من الناحية الإدارية والاتصالات السلكية واللاسلكية .

ث/الخداع الإلكتروني :

هو أحد اساليب الحرب الإلكترونية، ويعرف بأنه تعمُّد إرسال موجات كهرومغناطيسية، أو تغيير اتجاهها أو امتصاصها، أو انعكاسها، بغرض تضليل العدو. والخداع الإلكتروني يتم عن طريق التقليد ، أو التضليل، أو تمثيل نشاط إلكتروني؛ فالخداع عن طريق التقليد هو إحداث خلل في جزء من شبكات العدو الإلكترونية عن طريق إشعاع موجات كهرومغناطيسية بنفس الأسلوب الذي يتبعه العدو والدخول بها في شبكاته بغرض إرباكه.

 

قد يعجبك ايضا