أسرار عن الثورة اليمنية جهلها الكثير || عابد حمزة
حتى تتضح الحقيقة ويعرف الجميع أن الثورة اليمنية كانت ثورة ناجحة استطاعت دون غيرها من ثورات الربيع العربي أن تبتر يد الخارج وتحصن نفسها من سمومه دعونا نتحدث عن تحولات مثيرة وأشبه ما تكون بالخيال سبقت دخول صنعاء وما تلى ذلك من أحداث انتهت بحرب دولية اعلنت من واشنطن في سابقة تعد الأولى من نوعها بعد أن أجبر المقاتل اليمني الولايات المتحدة على النزول من الشجرة والتظاهر بأنها أكبر وأرفع من التنازل لمصارعة شعب مستضعف لا يستحق الالتفاتة إليه
لقد ساد اعتقاد لدى تحالف الشر الأمريكي ومرتزقته في الداخل أن ثوار شمال الشمال بإمكانهم تحقيق بعض المكاسب وإحداث بعض الثغرات هنا أوهناك أما الزحف باتجاه صنعاء ودخولها فهذا شئ مستحيل ولا يمكن تصديقه وعليه وبناء على هذا الاعتقاد جاءت احداث عام واحد صادمة واشبه ما تكون بالخارق للعادة فمن فك الحصار عن صعدة وطي جبهات التكفيريين في كتاف ودماج وحرض إلى دخول بلاد حاشد وسقوط محافظة الجوف وحجة والمحويت وعمران وأخيرا محاصرة صنعاء ودخولها في ثلاثة أيام والعجيب هنا أن كل محافظة دخلها المجاهدون في ذلك العام شهدت انضباط أمني وأخوة وتعايش سلمي بين المواطنين بجميع طوائفهم وانتماءاتهم القبلية والحزبية والمذهبية حتى العاصمة صنعاء التي ظن الكثير من السياسيين والكتاب ومعهم الغالبية من عديمي الوعي أن شباب الثورة غير قادرين على ضبط الأمن وتأمين حياة الناس جاءت أحداث المناطق الوسطى لتكشف لهم مدى هشاشة تفكيرهم وجهلهم بالقوة المؤيدة بنصر الله للثورة الشعبية المباركة
فما هي إلا أسابيع معدودة من دخول صنعاء وطلائع الجيش واللجان الشعبية تقتحم ثكنات وحصون القاعدة في ذمار وإب والبيضاء والحديدة وفي غضون ثمانية عشر يوما تم الحسم وطردت القاعدة من تلك المحافظات وحقق الجيش واللجان الشعبية انتصارا عظيما لو لم يكن فيه إلا أنهم استطاعوا فضح اكذوبة أمريكا الكبرى التي ظلت لأكثر من ثمانية عشر عاما توهم العالم بأنها تقود حربا كونية على قاعدتها الاستخباراتية في اليمن حدثت الانتصارات تلك في الوقت الذي كان العمل جاريا على قدم وساق لقصقصت ما تبقى لأمريكا من أوراق واجنحة داخل أجهزة الدولة وملاحقة الخلايا الإجرامية التي خصصت لإثارة الفوضى والقتل والتفجيرات والإغتيالات وما شابه ذلك وبانتهاء معارك المناطق الوسطى تم الانتهاء من قصقصت ما نسبته 95% من تلك الأجنحة
العدو من جانبه لم يستسلم للأمر الواقع وما ألت إليه الأحداث بل بدأ بتدشين مرحلة جديدة من الصراع مع الشعب اليمني تمثل بحشد ما تبقى من المرتزقة وقطاع الطرق وفلول الهاربين من المحافظات الوسطى وعمد أيضا إلى تهريب هادي ثم الشروع في تنفيذ جريمة جامعي الحشحوش والمحطوري وكانت هذه الجريمة البشعة بمثابة اعلان حرب سابعة من قبل العدو الذي خطط لأن تكون في بداية الأمر حربا استنزافية يديرها عبر عملائه في محافظتي مأرب وتعز غير مدرك أن الثورة قد تجاوزت هؤلاء الأقزام بمراحل ومسافات طويلة فما هي إلا ايام وأغلب مديريات عدن وأبين والضالع وشبوه ولحج قد سقطت وحسم الأمر فيها وعليه وجد العدو الخارجي بقيادة أمريكا وليس السعودية كما يزعم البعض نفسه أمام خيارين إما الإقرار بالهزيمة وتسليم اليمن لليمنيين أرضا وسيادة أو الحرب ولا خيار إلا الحرب وغير الحرب معناه ضياع مشروع استعماري كبير والتفريط فيه أو التقاعس عن تنفيذه معناه دق ناقوس الخطر على أمن إسرائيل ومصالح أمريكا في المنطقة