أين الجيوش العربية والإسلامية؟

محمد عبدالمؤمن الشامي

في زمن تتخاذل فيه الجيوش العربية والإسلامية عن أداء واجبها تجاه الأمة، ويغيب معظمها عن ساحات المواجهة مع العدو الصهيوني، يقف الشعب اليمني وجيشه المجاهد نموذجًا حيًا للصمود والتضحيات. غزة والأرض المحتلة ليست وحدها في مواجهة العدوان، فاليمن اليوم يتقدم الصفوف، مؤكدًا أن الإرادة الصلبة والوعي الجهادي أقوى من أي قوة عددية أو عسكرية. وفي كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في استشهاد القائد الجهادي الكبير الفريق محمد الغماري جُدِّدت رسالة صريحة للأمة: التضحيات اليمنية ليست لحظات عابرة، بل مدرسة للأجيال القادمة وصمام أمان للأمة في مواجهة التحديات الكبرى.

جدّد السيد القائد التأكيد على أن موقف الشعب اليمني سيبقى صفحة نورانية مشرقة في تاريخ الأمة ومدرسة للأجيال القادمة، مضيفًا أن شهداء اليمن ارتقوا في أداء مسؤولياتهم الجهادية، وهم نجوم مضيئة في مدرسة العطاء والثبات. التضحيات اليمنية ليست مجرد لحظة عابرة، بل دروس مستمرة في الصمود والتحدي، حيث كل شهيد قدم حياته في سبيل الله والوطن هو شاهد حي على إرادة الأمة الصلبة

وأوضح السيد القائد أن الشعب اليمني تميز بانطلاقته المباركة في مواجهة العدو الصهيوني، وأن الجيش اليمني مجاهد بروح إيمانية وجهادية عالية وبصيرة واضحة، ليكون ركيزة أساسية في الدفاع عن الوطن والكرامة. هذا الموقف يعكس عمق الهوية الوطنية والإيمانية، ويبرز اليمن نموذجًا حقيقيًا للمقاومة التي لا تعرف التردد أو الانكسار. الشعب والجيش متشابكان في الهدف والمصير، متحدان في مواجهة أي عدوان، مؤكدين أن القوة الحقيقية لا تأتي من العدد أو المعدات، بل من الإرادة الصلبة والوعي الثابت.

وفي كلمة حاسمة تتضمن تأكيدًا على الاستعداد واليقظة، قال السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي: “يجب أن يستمر التوجه في مواكبة التطورات والأحداث في فلسطين والمنطقة بشكل عام، وسنبقى في حالة جهوزية تامة للعودة إلى العمليات ومستويات التصعيد العليا إذا عاد العدو الإسرائيلي إلى عدوانه في الإبادة الجماعية والحصار والتجويع للشعب الفلسطيني”.

هذا الإعلان يضع خارطة الاستجابة اليمنية في مشهد إقليمي متقلب.. استعداد دائم، متابعة دائمة، واستعداد للارتقاء بالرد إلى مستويات أعلى إذا ما تواصلت سياسات الإبادة والحصار. وهو ما يرسخ موقف اليمن كقوة رادعة ومشارك فعلي في معركة حماية الشعب الفلسطيني وكرامته.

وفي رسالة مباشرة لكل الأمة، تساءل السيد القائد: “أين هي الجيوش العربية والإسلامية التي يزيد عددها على 25 مليونًا ولا تجد لها صدى أو موقفاً؟”، مؤكدًا أن الحالات الاستثنائية في الدفاع عن الأمة تتعلق بالجمهورية الإسلامية في إيران وقوى المقاومة والجهاد، بينما بقيت معظم الجيوش العربية والإسلامية غائبة عن المشهد، عاجزة عن تحمل مسؤولياتها في أصعب المراحل. هذا التساؤل ليس مجرد نقد، بل كشف لحقيقة غياب الالتزام العربي والإسلامي أمام العدوان الصهيوني، مما يجعل الدور اليمني أكثر وضوحًا وتميزًا.

وأضاف السيد القائد: “أين هي الجيوش بضباطها وقادتها وكوادرها، وما الذي قدمته للأمة في أصعب المراحل؟”، موضحًا أن غياب هذه الجيوش يعود إلى أن أسسها ومنطلقاتها لم ترتقِ إلى مستوى المسؤولية والالتزام في اللحظة الصحيحة. فحين تتخلى الجيوش العربية والإسلامية عن واجبها، يظهر الشعب اليمني وجيشه كحائط صد حقيقي، يدافع عن الأرض والكرامة ويثبت أن الإرادة والإيمان أقوى من أي قوة عددية أو عسكرية.

وأكد السيد القائد أن ما يميز اليمن هو التكامل بين الوعي الشعبي والجيش المجاهد، حيث لا تقتصر الجبهة على الدفاع عن الأرض فحسب، بل تمتد لتشكل صمام أمان للأمة في مواجهة التحديات الكبرى. اليمن بهذا الصمود يقدّم نموذجًا حيًا للالتزام والوفاء للقضية الفلسطينية وحقوق الأمة، مُشدِّدًا على أن التضحيات الحقيقية لا تُقاس بالأرقام، بل بالروح الجهادية والإيمان الراسخ بالحق.

ويأتي خطاب السيد القائد في ظل تاريخ طويل من التحديات التي واجهتها الأمة العربية والإسلامية، حيث أثبتت التجارب أن بعض الجيوش، رغم أعدادها الكبيرة، غائبة عن أداء دورها الفعلي، بينما تحلّ قوة الإرادة والإيمان محل القوة العددية. اليمن اليوم يشكل نموذجًا حيًا ودرسًا عمليًا لكل الأجيال، بأن الأمة القوية تعتمد على وعي شعوبها وجيشها، وليس على التعداد أو المواقع الرسمية.

ختامًا، يظهر موقف السيد القائد أن اليمن مدرسة عملية للأجيال القادمة وصوت صادق للأمة في مواجهة العدوان الصهيوني. شهداء اليمن وقياداته يثبتون أن الإرادة الصلبة والثبات على الحق هما وحدهما من يكتبان التاريخ ويكتبان صفحات المجد، بينما يبقى الغياب العربي والإسلامي شاهدًا على فشل الكثير من الدول الكبرى في الدفاع عن حقوق الأمة. اليمن صامد، والمقاومة حاضرة، والشعب مستمر في تقديم تضحياته، لتبقى الحقيقة واضحة: القوة الحقيقية ليست بعدد الجيوش، بل بالإيمان والوعي والصمود، وأن أي تهديد أو عدوان مهما كان حجمه لن يستطيع كسر إرادة شعب يملك الحق والوعي والجهاد.

قد يعجبك ايضا