مركز “ستيمسون” الأمريكي : «إسرائيل» فشلت في ردع اليمن وتبحث عن استراتيجيةٍ جديدة للمواجهة

نشر مركزُ مركز “ستيمسون” هو مركز أبحاث واستشارات مقره في واشنطن العاصمة  تقريرًا  في الــ16 من أكتوبر الجاري  بعنوان “إسرائيل بحاجة إلى استراتيجيةٍ أفضل لهزيمة اليمن تناول فيه تصاعدَ القلق الإسرائيلي من الدور المتنامي للقوة اليمنية في جبهة البحر الأحمر، وفشلَ الكيان في تحقيق أيّ من أهدافه العسكرية أو السياسية منذ بدء العدوان على اليمن في يوليو 2024.
التقرير الذي أعدّه الباحث الصهيوني داني سيترينوفيتش – أحد كبار ضباط الاستخبارات الإسرائيلية سابقًا – أقرّ بعجز إسرائيل عن فهم طبيعة تنظيم أنصار الله، مشيرًا إلى أن تل أبيب كانت تفتقر إلى المعلومات الاستخبارية الدقيقة حول قدرات اليمنيين رغم تاريخهم المعروف في مواجهة الكيان الصهيوني ودعم القضية الفلسطينية.
وأكد التقرير أنَّ إسرائيل أخطأت التقدير عندما افترضت أنَّ ضرباتها الجوية على اليمن ستخلق “توازن ردع” يشبه ما حاولت فرضه على حزب الله وحماس، لكنه فشل تمامًا أمام الإرادة اليمنية التي واصلت هجماتها على أهداف إسرائيلية وبحرية في البحر الأحمر.
وأوضح التقرير أنَّ إسرائيل شنت سلسلة من الغارات الجوية في يوليو 2024 استهدفت البنية التحتية في الحديدة وصنعاء، بما في ذلك محطات الطاقة والمطارات، لكنها لم تُحقق أي نتيجة سوى مضاعفة المعاناة الاقتصادية للشعب اليمني.
ورأى التقرير أن وقف إطلاق النار بين الكيان وحماس – إن حدث – لن يغيّر من حقيقة أن انصار الله أصبحوا جزءًا من معادلة الردع الإقليمي، وأنهم لن يتوقفوا عن استهداف إسرائيل أو مصالحها البحرية، لأنهم يعتبرون أنفسهم اليوم حماة محور المقاومة بأسره.
وأشار التقرير إلى أن أنصار الله قد يستمرون في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة رداً على أيّ عدوانٍ إسرائيلي يستهدف لبنان أو إيران أو حتى المقدسات في القدس المحتلة، كما سبق أن أعلنوا في بياناتهم.
التقرير الصهيوني دعا إلى ما أسماه “استراتيجية طويلة المدى” لمواجهة اليمن، لا تعتمد على الاغتيالات أو الضربات الخاطفة، بل على بناء قدرات استخبارية وتحالفات بحرية جديدة.
وأوصى بتعاونٍ أوسع مع الأسطول الأمريكي الخامس ودولٍ خليجية كالسعودية والإمارات، للحد من قدرات اليمنيين،
لكن التقرير نفسه اعترف ضمنيًا بفشل إسرائيل في تحقيق وجود فعّال في البحر الأحمر، مؤكّدًا أن تصريحات المسؤولين الصهاينة عن “إسقاط نظام صنعاء” مجرد أوهامٍ لا تستند إلى واقع ميداني.
وأشار إلى أنَّ ما يجري في البحر الأحمر أثبت أن اليمنيين يمتلكون قدراتٍ استراتيجية حقيقية، وأنّ أيّ مغامرة إسرائيلية جديدة لن تجلب سوى مزيدٍ من الخسائر.
ويرى مراقبون أن هذا التقرير يعكس حجم الارتباك داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، بعد أن تحوّل البحر الأحمر إلى ساحة مواجهة مفتوحة، وفقدت إسرائيل القدرة على تأمين خطوطها البحرية. ويؤكد المراقبون أن تل أبيب، ومعها واشنطن، أصبحتا تدركان أن القوة اليمنية الصاعدة غيّرت قواعد الاشتباك في المنطقة، وأنَّ أيّ تهديد ضد اليمن لن يمرّ دون ردٍّ موجع، كما برهنت الهجمات الدقيقة التي طالت ميناء إيلات وعدة أهداف للكيان خلال الأشهر الماضية.
ويخلص التقرير إلى ان “الخطر اليمني” بالنسبة للكيان الصهيوني لن يختفي، لأن اليمن اليوم بات رقماً صعباً في معادلة الردع، وقوةً إقليمية حقيقية رسّخت حضورها العسكري والسياسي والإعلامي،

قد يعجبك ايضا