التأثير التكنولوجي للصواريخ الانشطارية اليمنية .. ونهاية اسطورة الدفاعات الإسرائيلية

ضمن معركة إسناد غزة ومواجهة كيان العدو الإسرائيلي الخبيث بدأت القوات المسلحة اليمنية بعون الله تعالى نقل عمليات القصف من النمط التكتيكي الى المستوى الاستراتيجي عبر أنظمة الصواريخ الفرط صوتية والطائرات الانتحارية ,فخلال العملية الأخيرة نفذت ضربة صاروخية مزدوجة ضد أهداف بالغة الحساسية في يافا المحتلة كان إحداها بصاروخ فلسطين-2 يعمل برأس انشطاري MIRV الذي أختبر بنجاح للمرة الثانية. حيث تمكن الصاروخ بفضل الله تعالى من بلوغ منطقة الهدف ونشر الرؤوس الحربية الصغيرة لتحقق إصابات مباشرة .

الصواريخ الانشطارية (العنقودية )

تعتبر تقنية الرأس الانشطاري (Clustered Warhead) نوع من الرؤوس الحربية التي تحمل على الصواريخ أو القنابل، حيث تحتوي على عدد من الرؤوس القتالية الصغيرة التي تنتشر في المرحلة النهائية من مسار الصاروخ ، والتي طورت لعمليات القصف المساحي والاهداف الضخمة .

آلية العمل تتم عبر بلوغ الرأس الحربي الرئيسي المنطقة المحددة ثم تبدأ عملية الانشطار التلقائي لنشر الرؤوس الفرعية ليتجه كل رأس فرعي نحو موقع مختلف داخل دائرة محددة. وبطبيعة تصميم الرؤوس الفرعية يمكن تكون رؤوس خارقة ،او حرارية، ارتجاجية أو شظايا متفجرة عنقودية

جانب الاستخدام يتم لغرض اتجاهين ابتداء بتحييد الدفاعات الجوية لكيان العدو الإسرائيلي عبر تشتيت الرادارات وإغراق أنظمة الاعتراض يليها قصف البنى التحتية الواسعة مثل المطارات، القواعد، والموانئ، إضافة الى مناطق التجمع .فالرأس الانشطاري يعمل على زيادة فعالية الإصابات التدميرية عبر توسيع محيط الضرر مع تقليص هامش الخطأ .

“الانهيار العملياتي لدفاعات كيان العدو”

في تقييم أنظمة العدو الإسرائيلي الاعتراضية (مثل القبة الحديدية، آرو-3، وداود السهم وكذلك منظومات ثاد )فقد بُنيت على مبدأ التعامل مع هدف مفرد (Single Target Track) سوآءا صاروخ او طائرة. لذا فموجهتها صاروخ متعدد الرؤوس يعتبر أمرا غير تقليدي فسرعان ما تنهار منظومات الرصد والتحكم ( الرادارات) تلقائيا كونها ستضطر للتعامل مع عدة أهداف في وقت واحد وضمن مسافة حرجة للغاية ما يجعلها تحت ضغط عملياتي يتجاوز بنيتها التقنية وقدرتها بالكامل . لذا تُشكّل الرؤوس المتعددة ظاهرة تعرف “Target Saturation”، أي “إغراق الهدف”، ما يؤدي إلى فشل كلي لمنظومات العدو في عملية الاعتراض.

في الجانب الآخر و مع فرضية لو تمكنت أنظمة الدفاع من اعتراض الرأس الحربي قبل وصوله إلى الأرض، فإن الاعتراض سيحرر الرؤوس الصغيرة سيما اذا كانت فوق مدينة فالرؤوس ستتساقط ضمن اتجاهات غير قابلة للتحديد، وهو ما يحوّل الاعتراض من خطوة احتوائية الى مصيبة ستصنع كارثة اكبر من الكارثة التي ستحصل في حالة فشل اعتراض الصاروخ .

عملية قصف مطار اللد بالصاروخ الانشطاري

الهجوم الناجح على مطار اللد (بن غوريون) عبر صاروخ فلسطين 2 الانشطاري حقق تحولا جديدا في مسرح العمليات فقد تمكن بفضل الله تعالى من اغراق وتحييد أنظمة العدو الدفاعية وصنع رقعة نيران واسعة اصابت بعض المباني في المنطقة المحيطة بالمطار بشكل مباشر بالإضافة الى ان عملية القصف ضاعف الهلع داخل المستوطنات القريبة، حيث لم تعد نقطة واحدة مهددة، بل مساحة كاملة ضمن محيط القصف.

لذا قطعان الصهاينة داخل المستوطنات او المدن الكبرى كمدينة يافا وحيفا هم بالفعل في دائرة جحيم هذه الصواريخ ولن يكونوا في آمان ابدا خصوصا اذا حاولت أنظمة العدو اعتراض الصاروخ فوق هذه المدن اذ لا يمكن تحديد مناطق آمنة أو خارجة عن نطاق خطر صواريخ تعمل بالانشطار وتنشر القذائف في اتجاهات غير منضبطة

ضمن الابعاد أيضا القفزة النوعية في تحقيق التكامل بين الصواريخ الفرط صوتية والرؤوس الانشطارية فعندما يتم تحميل الرؤوس الانشطارية على صواريخ من نوع (Hyper Sonic Missiles)، فالقيمة الهندسية تصبح مدمرة ومعقدة بشكل اكبر . فالصاروخ يطير بسرعة تفوق 10–15 ماخ، ما يعني أن زمن الاستجابة لدى العدو يُختصر إلى ثوانٍ معدودة. فمع السرعة العالية تأتي مرحلة انفصال الرؤوس التي ستنقض على الأهداف بسرعات مستقلة، وهو ما يعجز أي رادار أو منظومة دفاع صهيونية عن تعقّبها أو اعتراضها تحت أي ظرف.

في الأخير نؤكد أن الرؤوس الانشطارية ليست نهاية التطور، بل هي علامة على بداية حقبة جديدة من التفوق اليمني الذي فرض قواعد اشتباك جديدة على كيان العدو، قواعد لا يمكن التراجع عنها دون أن يُكلّف العدو ثمنًا وجوديًا باهظًا. وبهذا، فإن عمليات القصف القادمة لن تكون فقط موجّهً نحو هدف بعينه، بل ستحمل رسالة شاملة: أن كل نقطة في الكيان المحتل باتت داخل رقعة الحريق، وأن القادم – بفضل الله – أعظم، واكثر نكالا بالعدو الصهيوني المجرم من الأعماق الحيوية والعسكرية والاقتصادية وصولا الى الأعماق النووية فجميعها تحت الجحيم

تقرير : زين العابدين عثمان

قد يعجبك ايضا