تلويح يمني بإغلاق «المندب»: تورّط واشنطن يخاطر بالتهدئة

أكّدت مصادر عسكرية في صنعاء أنّ التحرّكات العسكرية الأميركية ومساعي واشنطن لتوسيع نطاق المعركة وجرّ المنطقة إلى حرب إقليمية، ستدفع حركة «أنصار الله» إلى الدخول رسمياً في المواجهة إلى جانب إيران. وقالت المصادر، لـ«الأخبار»، إنّ صنعاء «لن تكون خارج أي معادلة إقليمية، بل ستكون جزءاً من هذه المعادلة في حال دخول أميركا على خط المعركة، إلى جانب استمرار عمليات الإسناد اليمنية لقطاع غزة».

وكان لمّح عضو «المجلس السياسي الأعلى»، الفريق سلطان السامعي، في تصريحات صحافية، إلى أنّ «صنعاء قد تغلق مضيق باب المندب في حال تدخّلت الولايات المتحدة في الحرب ضد إيران». وأكّد أنّ «الحرب الجارية منذ أيام بين إيران والكيان الصهيوني مدعومة من الغرب وأميركا، وهي ليست حرباً على إيران فقط، بل على الأمة الإسلامية جمعاء».

كذلك، أعلن عضو المكتب السياسي، لـ«أنصار الله»، محمد البخيتي، أنّ «صنعاء قد ترفع مستوى دعمها لإيران، من تأييد حقّها في الدفاع عن نفسها، إلى الدخول في المواجهة في إطار عملية الوعد الصادق 3». واعتبر، في تصريحات صحافية، أنّ «الكيان الصهيوني تجاوز كل الخطوط الحمر باستهداف المنشآت النووية الإيرانية»، مؤكّداً أنّ الحركة «ستتدخّل لدعم إيران ضد الاعتداءات الصهيوينة كما دعمنا إخواننا في غزة»، مضيفاً إنّ «الاحتلال فشل في تحقيق أهدافه في غزة واليمن، ولن يستطيع حسم المعركة مع إيران». كما عبّر عن ثقته في قدرة «الحرس الثوري الإيراني» على تحقيق انتصارات كبيرة.

ويرجّح مراقبون في صنعاء، إغلاق مضيق باب المندب في حال عمدت طهران إلى إغلاق مضيق هرمز، وذلك لمضاعفة الضغوط على الولايات المتحدة ومنع أي تحركات عسكرية في البحرين الأحمر والعربي. وقد ينهي هذا التوجّه العمل باتفاق التهدئة البحرية المعلَن بين صنعاء وواشنطن، منذ مطلع الشهر الماضي.

وحذّرت مصادر اقتصادية، في حديث إلى «الأخبار»، مِن أنّ «توسيع نطاق الحرب قد يجرّ المنطقة جميعها إلى دائرة الصراع، وستكون هناك مضاعفات اقتصادية مباشرة على اقتصاد المنطقة والعالم»، مشيرة إلى أنّ «أي تحرّك أميركي ضد إيران سيدفع صنعاء وطهران إلى إغلاق مضيقّي باب المندب وهرمز اللّذين يشكّلان نقطتّي اختناق رئيسيّتين في المنطقة، ويمرّ عبرهما ما بين 13 و20 مليون برميل من النفط الخام يومياً، فضلاً عن عشرات سفن الحاويات».

والظاهر أنّ ثمّة مخاوف أميركية – بريطانية فعلية من عودة العمليات اليمنية في البحرين الأحمر والعربي. وفي هذا السياق، أعاد وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، فتح ملف التهدئة مع صنعاء، وقال في تصريح إنّ بلاده «ملتزمة حماية الملاحة في البحر الأحمر»، رغم أنها سحبت حاملة الطائرات «هاري ترومان» قبل شهور. كذاك، نقلت صحيفة «فايننشال تايمز» عن مسؤولين قلقهم من إمكانية تأثير التصعيد مع إيران على اتفاق التهدئة مع «أنصار الله»، مشيرين إلى مخاوف من أن تؤدّي أي تطورات في البحر الأحمر إلى رفع جديد لأسعار التأمين البحري. ولفتت الصحيفة أنّ «العديد من الشركات التجارية بدأت فعلياً تخفيض تغطيتها وإعادة تقييم شروط التأمين البحري».

رشيد الحداد الخميس 19 حزيران 2025

قد يعجبك ايضا