ران كوخاف يواصل سرد المخاوف والتهديدات : الطائرات المسيرة غيرت قواعد اللعبة

قال القائد السابق للدفاع الجوي في كيان العدو الإسرائيلي، العميد احتياط ران كوخاف، إن تهديد الطائرات المسيّرة يهيمن بشكل متزايد على ساحة الصراع، وأن الهجمات اليمنية الأخيرة على إيلات، تظهر أن آلية الدفاع الجوي نفسها صارت بحاجة إلى “دفاع”، وأنه لا يجب على إسرائيل انتظار المفاجآت التالية.
وفي مقالة نشرتها صحيفة جيروزالم بوست   الإسرائيلية، في الــ30 من سبتمبر المنصرم  قال كوخاف إن “ساحة الصراع تتغير بشكل جذري، فبدلاً عن الاعتماد على منصات باهظة الثمن وسريعة ومتطورة، ازدادت هيمنة الطائرات غير المأهولة، الأقل تكلفة والأبسط والأبطأ، وهذا التهديد يُمكّن من ضرب أهداف استراتيجية بتكلفة منخفضة للغاية”.
وأضاف أن “طائرة مُسيّرة لا تتجاوز تكلفتها بضع مئات من الدولارات قادرة على إغلاق مطار دولي في أوروبا، أو في (بن غوريون)، وإلحاق الضرر بعشرات المدنيين في إيلات، وقد أثبتت هذه الأنظمة فعاليتها في ساحات عدة”.
وبحسب كوخاف فإن الطائرات المسيّرة “تمثل تهديداً فريداً بفضل مزيج قاتل من انخفاض السعر وسهولة التشغيل والدقة المتزايدة باستمرار، حيث تُحلّق على ارتفاع منخفض وتسير ببطء، ببصمة رادارية ضئيلة، مما يجعلها شديدة التخفي ويصعب اكتشافها مبكراً، حتى أن بعضها يعمل في أسراب، ما يشكل إرهاقاً متعمداً للأنظمة الدفاعية”.
وتابع: “النتيجة هي ساحة معركة متغيرة، حيث تتعرض كل من الجبهة الداخلية والقوات العسكرية لأضرار باهظة بسبب أداة رخيصة”، معتبراً أن “أنظمة الدفاع الجوي نفسها أصبحت أهدافاً، لذا يجب عليها حماية نفسها للبقاء وأداء مهمتها”.
وقال: “بعبارة أخرى، نحن الآن بحاجة إلى الدفاع عن الدفاع الجوي”.
وأشار كوخاف، الذي كان أيضاً في السابق متحدثاً باسم الجيش الإسرائيلي، إلى أنه “برغم معدلات الاعتراض العالية التي حققها سلاح الجو الإسرائيلي، لم يتمكن من الدفاع بشكل كامل عن أهداف مثل مدينة إيلات الجنوبية أو مطار رامون، والمشكلة ليست تكنولوجية فحسب، بل هي مفاهيمية بالدرجة الأولى”.
وأضاف: “نحن في إسرائيل بحاجة إلى حماية متعددة الطبقات على ارتفاعات منخفضة جداً، قريبة من الأرض، تجمع بين وسائل كشف متنوعة، بما في ذلك الرادارات، والأنظمة الكهروضوئية، والصوتية، واستخبارات الإشارات (جمع المعلومات الاستخبارية عن طريق اعتراض وتحليل الإشارات الإلكترونية)، إلى جانب طبقات اعتراض متنوعة، وينبغي أن تشمل هذه الحماية القتل الناعم- الإلكتروني وغيره- والقتل الصارم، والقتل الحركي، باستخدام صاروخ أو مدفع أو طائرة اعتراضية بدون طيار، أو ذخيرة متسكعة، أو قذيفة، والمفتاح هنا هو اللامركزية والمرونة: أنظمة متفرقة تعمل على شبكة واحدة، مع إدارة متقدمة للمهام، ودمج الذكاء الاصطناعي للتصنيف واتخاذ القرارات في الوقت الحقيقي”.
وقال: “الدروس المستفادة من أوكرانيا ومن حروبنا، تظهر أن السؤال ليس ما إذا كان التهديد سوف يتطور، بل كيف نستعد له مسبقاً”.
واختتم بالقول: “إن تهديد الطائرات المسيّرة الصغيرة يعتبر اختباراً جدياً للقوة الوطنية.. يواصل العدو تحويل الألعاب المدنية إلى أسلحة، ولا يسعنا انتظار المفاجأة التالية”.

قد يعجبك ايضا