“أوفِك 19”.. عين تجسس إسرائيلية جديدة في الفضاء تستهدف اليمن وإيران وغزة

الحقيقة ـ جميل الحاج

في خطوة جديدة ضمن سباق التفوق الاستخباراتي والتجسس العسكري، أعلن الكيان الإسرائيلي، أمس الثلاثاء 2 سبتمبر2025، عن إطلاق القمر الصناعي “أوفِك 19” إلى الفضاء، وهو قمر مخصص للتجسس والرصد العسكري.

الإعلان يأتي في وقت تتصاعد فيه العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة، ما يرجح أن تكون اليمن على رأس أولويات مهام هذا القمر، إلى جانب مراقبة تحركات محور المقاومة في المنطقة.

وفقاً لوسائل إعلام العدو، يتميز القمر الصناعي الجديد بقدرات رادارية متقدمة تمكنه من جمع المعلومات العسكرية الحساسة من الفضاء، بما في ذلك:

ـ مراقبة التحركات العسكرية وتحليل أنماطهاـ تحديد مواقع الصواريخ والمعدات القتالية بدقة عالية ـ رصد التحركات اللوجستية للقوى المناهضة للعدو الإسرائيلي.

ويعمل “أوفِك 19” في المدار الأرضي المنخفض، على ارتفاع يتراوح بين 500 و600 كيلومتر، ما يمنحه القدرة على الحصول على صور عالية الوضوح في مختلف الظروف الجوية، سواء ليلاً أو نهاراً.

وحدة 9900.. العقل المدبر

بعد اكتمال مرحلة الاختبارات والدخول في المدار، ستتولى الوحدة 9900 في شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) للعدو الإسرائيلي مسؤولية تشغيل “أوفِك 19”.

وتعتبر هذه الوحدة من أهم مراكز التحليل الاستخباراتي الإسرائيلي، حيث تختص بجمع ومعالجة الصور والبيانات الملتقطة من الأقمار الصناعية، لتوفير معلومات حيوية تدعم الخطط العسكرية وصنع القرار الأمني.

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن الاحتلال يسعى إلى نشر نحو 20 قمراً صغيراً في المدار، بما يتيح تغطية شاملة للمنطقة، مع قدرة متطورة على رصد البرامج الصاروخية والنووية لدول محور المقاومة، بالإضافة إلى إعطاء إنذارات مبكرة بشأن أي عمليات إطلاق صواريخ باليستية.

تاريخ العدو التجسس الفضائي

القمر الصناعي “أوفِك 19” ليس الأول من نوعه، فقد سبقه سلسلة أقمار تجسس كان آخرها “أوفِك 13” الذي أُطلق في مارس 2023. هذه السلسلة من الأقمار مكّنت الاحتلال من توسيع رقعة تغطيته الاستخباراتية لتشمل مناطق واسعة من لبنان وسوريا والعراق وشمال إفريقيا، فضلاً عن تعزيز قدراته على متابعة أنشطة إيران واليمن.

إطلاق “أوفِك 19” يعكس إصرار الكيان الإسرائيلي على تعزيز تفوقه في مجال الفضاء، باعتباره جزءاً أساسياً من استراتيجيته العسكرية لضمان التفوق النوعي في مواجهة خصومه.

الدعم الأمريكي والغربي

لا يكتفي الاحتلال بأقمار التجسس التي يمتلكها، بل يستفيد أيضاً من الدعم الأمريكي والغربي. فوفق إحصاءات عام 2022، تمتلك الولايات المتحدة وحدها أكثر من 239 قمراً اصطناعياً عسكرياً، من أصل أكثر من 3400 قمر اصطناعي تدور حول الأرض، وهو ما يتيح لها تزويد الكيان الصهيوني بمعلومات استخباراتية متقدمة ضمن التعاون الاستراتيجي بينهما.

ورغم هذه القدرات التجسسية الضخمة، تواجه قوى ودول محور المقاومة هذا التحدي بأساليب مبتكرة، عبر تكتيكات تهدف إلى إخفاء التحركات وتحضيرات العمليات العسكرية.

إعلام العدو الإسرائيلي نفسه يعترف بأن نجاح المقاومة في تضليل هذه الأقمار يعد إنجازاً استثنائياً، نظراً لأن الوحدة 9900 تستطيع يومياً إنتاج مئات بل آلاف الصور الفضائية، بالإضافة إلى إمكانية البث المباشر لأهداف محددة.

اليمن تحت عين “أوفِك 19”

لا يخفى أن اليمن يمثل مصدر قلق متصاعد للكيان الإسرائيلي، فخلال الفترة الماضية من الأسناد اليمني لغزة، أطلقت القوات اليمنية صواريخ باليستية بعيدة المدى باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي كان أخرها الصاروخ الذي أُطلق من اليمن الجمعة الماضي الذي يحمل رأسا انفجاريا قابلا للانشطار، والذي عجزت منظومات العدو الإسرائيلي من اعتراضه.

وهو نوع من الرؤوس الحربية التي صُممت لتحدث انفجارات متعددة وتُلحق دمارا واسعا للغاية داخل دائرة الاستهداف. ما جعل الاحتلال الإسرائيلي يضع اليمن على رأس لائحة التهديدات.

لذلك، يُتوقع أن يكون “أوفِك 19” جزءاً من خطة إسرائيلية لرصد منصات الإطلاق ومخازن الأسلحة والطرق اللوجستية المرتبطة بالعمليات اليمنية.

وفي الختام يفتح إطلاق “أوفِك 19” فصلاً جديداً من فصول التجسس الفضائي الإسرائيلي، ويضع اليمن وإيران وغزة وعموم محور المقاومة تحت مراقبة دقيقة في محاولة لعرقلة عملياتهم العسكرية.

غير أن التجارب السابقة أثبتت أن المقاومة طورت بدورها أساليب للمواجهة، تمكنها من تقليص فعالية هذه الأدوات التكنولوجية المتطورة. وبذلك، يستمر الصراع في بعده العسكري والاستخباراتي، حيث يحاول الكيان الصهيوني فرض هيمنتها بالعين الفضائية، فيما تعمل المقاومة على تحويل هذه الهيمنة إلى نقطة ضعف قابلة للاستهداف والإرباك.

قد يعجبك ايضا