إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى….بقلم / أحمد الرازحي

فتية الكهف هم النموذج للشباب المتشبع بثقافة القرآن الملتزمين بالحق والعدل في ميادين الشرف والتضحية والإباء كما في صوالين السياسة . مصداقاً لقول السيد القائد : فنحن نحن … أهل صدق ووفاء وعزم وإباء .. وفي خطاب آخر قال : نحن نذرنا انفسنا لخدمة الشعب اليمني العظيم الذي ننتمي إليه .. وفي خطاب آخر قال : نحن في طليعة شعبنا في الدفاع عن كرامة الآنسان وشرف الأرض مستعدون للتضحية ولأن نقدم أرواحنا الغالية فداء للوطن .

في الحرب كما في السلم : لهم علمٌ ومعرفةٌ بمن سادوا ومن بادوا وكيف يحرر الإنسان .. هم هم : بناة حضارة أنتم وفيهم نهضة الأمم … وفي النصر يطلب الكريم العدل والحق كما فعلوا في اتفاق السلام والشراكة بعد أن مكن الله عباده .. ولهم في رسول الله يوم فتح مكة قدوة وأسوة حسنة وفيهم العلم والحلم والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين .. أثبتوا بحق جدارتهم في قيادة المرحلة سياسياً وعسكرياً وأمنياً وإدارياً وإجتماعياً واقتصادياً واستطاعوا أن يقدموا النموذج الراقي للقيادة الحكيمة ..

في إدارة مشاورات السلام بالكويت نموذج ومدرسة سياسية فريدة : فالمنتصر على الميدان يفاوض المهزومين ويفرض شروطه كما هي عادة الحروب والصراعات ، ولكن من تشبع بثقافة القرآن على العكس من ذلك لا يطغى ولا يسرف في القتل إمتثالاً لامر الله وبهديه يقتدون وإنما طلبوا السلام ( العدل ) و ( الشراكة ) وهم منصورين بإذن الله وتأييده وميادين القتال كلها تشهد لهم تحطيم أحلام السعودي والأمريكي السرابية وفشل عاصفة حزمهم أمام صمود الشعب اليمني العظيم .. طلب رجال الله السلام الذي يحمل معنى واحد فقط وهو ( العدل ) وطلبوا ( الشراكة ) في الوقت الذي يطلب خصمهم في الطرف الآخر من طاولة المشاورات الإستسلام للظلم والبغي ويطلب العودة للأحادية السياسية والاقصاء لكل من يخالفه من قوى سياسية لها قاعدة شعبية واسعة ترفض عودة العملاء إلى الحكم من جديد .

هنا يقدم فتية الكهف مظهراً من مظاهر الإباء والالتزام بمبادئ الحق والعدل والحرية كما لم يفعل أي حزب أو مكون سياسي أو شعبي في الدول التي تدعي أنها تصدر لليمن ديموقراطية وتتبنى مفهوم الشرعية المزعومة وهي عن هذه المصطلحات بعيدة كل البعد .. وكفى بفضائح الأمم المتحدة ودول تحالف البغي والعدوان ومواقفها خلال أكثر من عام ونصف مضت خير دليل على ازدواجية المعايير لديها وغياب ضمير الانسانية .
والإباء هو : أن يأخذ المرء أقل مما يستحق طواعية وبطيب خاطر وهذا ما يفعل المنتصرون اليوم في مشاورات السلام بالكويت ، فكل أخبار الجبهات تحكي بشائر النصر الذي يعزز مواقف الوفد الوطني ولأن الحق أمضى وأقوى وله قوة أخلاقية دافعة تمضي به لأن يكون واقعاً يعيشه الناس في اليمن استطاع فتية الكهف أن يستوعبوا المتغيرات فيما عجز خصومهم السياسيين في الطرف الآخر القادم من الرياض واستطاع العقل السياسي الحكيم أن يغلب الجهل المتغطرس العقيم عديم الفائدة وفي الوقت الذي سيتبنى العالم كله مرغماً رؤية السلم والشراكة ويرفض استمرارية هذه الحرب التي تجري على غير هواهم سيقبل رعاة المؤامرة ودول تحالف البغي والعدوان الشراكة كفرصة أخيرة يقدمها الشباب الحريصون على استقرار اليمن واحتواء الأزمات السياسية ومعالجة آثار العدوان والحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه ..

لا يستطيع المبعوث الأممي لليمن اسماعيل ولد الشيخ أن يتجاوز مبدأي السلم والشراكة في إي اتفاق أو تسوية سياسية يسبقها بالتأكيد وقف كامل للعدوان على اليمن وكسر للحصار الجائر والقيود الاقتصادية وبهذا يقتنع الطرف الخاسر أن لا مناص من العودة إلى بيت الطاعة والاعتراف بالخسارة والهزيمة كقدر محتوم لكل عميل وخائن لوطنه .

الزمن كفيل بتخليد المواقف العظيمة لفتية الكهف الذين أذهلوا العالم بحكمة قل نظيرها وصبر استراتيجي وهدوء واطمئنان في حرب عالمية كونية يعجز العدو أمامه أن يحقق أي مكسب سياسي أو عسكري حقيقي .. ومن يؤت الحكمة فقد أوتي شيئاً عظيماً ..

_________________________________
* الصورة لرئيس المجلس السياسي لأنصار الله : العقل الاستراتيجي الأستاذ / صالح الصماد أثناء استقباله لموفد الأمين العام للأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ

قد يعجبك ايضا