ابرز ما ورد في كلمة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في يوم القدس العالمي 22 رمضان 1444هـ

– أمر بتقوى الله سبحانه وتعالى حق تقاته، يعني أعلى درجات التقوى والخوف من المخالفة، وهي أتت في سياق التحذير من الطاعة لأهل الكتاب في سياق قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} فهي تحذير شديد من الطاعة لهم، ثم يبين أن ذلك نتيجته الحتمية هي الكفر {يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}.

–  يعرفون أهمية هذا الدين كعامل مهم وأساسي لبناء الأمة لتكون أمة قوية تحظى بالمنعة والعزة تمتلك كل وسائل القوة إن هي التزمت به وبقيمه وأخلاقه.

– وهم يدركون الأهمية المعنوية لهذا الدين، يدركون أنهم إذا نجحوا أن يجردونا من كل قيمنا لا نتملك قيم ولا أخلاق ولا فكر صحيح ولا معتقدات صحيحة فإنها تصبح أمة مفرغة جاهزة لما يأتي من جانبهم هم، وتصبح أمة غير محصنة لا بالوعي ولا بالفهم ولا تتحصن ضمن مشروع لها.. وبالتالي تكون متقبلة لما يأتي من جانبهم.

–  في هذا السياق هم يعملون على أن ننظر إليهم كأصدقاء وأن نتقبل ما يأتي من جانبهم، وهذا بهدف تسهيل مهمتهم بالسيطرة علينا من دون عوائق تواجههم.

–  هم يخافون جداً من الكلفة البشرية، تهتز كياناتهم بالتظاهرات، على المستوى المادي كذلك هم بخلاء لا يريدون أن يخسروا خسارات باهظة جداً.. هم يريدون في إطار حربهم على الأمة أن يربحوا.

– مثل ما يحصل في أسلوبهم في الحروب بالوكالة على المستوى العسكري، ويدفعون لهم قيمة السلاح.

–  فأتى التحذير في القرآن الكريم بشدة من التولي لهم والطاعة لهم، وهذه أول نقطة في الصراع معهم، وأول مفصل مهم في الصراع لهم، مسألة التولي لهم والطاعة لهم، وبين في القرآن الكريم أن النتيجة هي الارتداد.

– الله سبحانه وتعالى عندما قال {يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} قدمها كنتيجة حتمية عندما قال {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}.

– في مقابل سعيهم لتطويعنا وسعيهم إلى أن يكونوا في مقام المواجهة، علينا أن نسعى إلى محاربة تدخلاتهم والتعبئة ضدهم والتوعية تجاه خطرهم وكشف أساليبهم.

– بالرغم من وضوح حقيقة أنهم أعداء وخطرون والداء وسيئوّن… يسعى البعض إلى التطبيع وفي سبيل ذلك يسعون إلى تطويع الشعوب مثل ما حصل في النظام الاماراتي والسعودي والمغربي الذي عملوا على التأثير على شعوبهم ليتقبلوا الولاء لأولئك كأصدقاء.

– يصل الحال إلى أن يظلموا شعوبهم، في شعب البحرين، آل خليفة يجردون أبناء البحرين المسلم من جنسيتهم، ويعطونها لـ العدو الصهيوني، يخدمونهم أكثر مما يخدمون شعوبهم.

– في المغرب حصلت فظائع مخزية جداً، في تقديم بنات للصهاينة.

– والسعي ببوصلة العداء إلى من يقفون ضد أعداء الأمة، كم توجهت من حملات للشعب الفلسطيني من حملات في القنوات والتواصل الاجتماعي والصحف من إساءات وتشويه للشعب الفلسطيني.

–  أما اتجاه السكوت والتخاذل فهو غير مفيد للأمة، ولا ينبغي أن يكون خيارًا بديلاً عما هدى به القرآن الكريم.. الله سبحانه وتعالى هو أعلم بما هو الطريق الصحيح لمواجهة الأمة.

– السكوت هو تمكين الأعداء، وأي خيار غير ما هدى به القرآن الكريم هو خيار غير مجدي وخيار خاطئ.

– عندما أخبرنا الله أنهم يريدون أن يطوعوا الأمة ويكسبوا ولائها ليردوها عن دينها وقيمه وأخلاقه التي تبني الإسلام والإنسان القائمة على الفطرة الإنسانية بين القرآن الكريم أنهم يسعون إلى إظلالنا وإفسادنا.

– بعد أن تكون الأمة متقبلة لما يأتي منهم من رؤى وأفكار وثقافات وأوامر وما يفرضوه من توجهات وقرارات يقدمون بدائل عن القرآن الكريم وما يهدي إليه القرآن الكريم، بدائل مظلة وتغير واقع الأمة نحو الأسوأ.

– هذا التوجه بالنسبة لهم هو مبكر من جانبهم،هم منذ اليوم الأول يسعون إلى محاربة الإسلام وصرف الناس عنه {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}.

– في هذا الزمان يمتلكون من وسائل التأثير ما لم يكن معهم مثل فيما مضى، ومن وسائل النشر التي تصل إلى كل بلد ومدينة وأسرة.

– النخب هم الأكثر تقبلاً وبغرور.. الله قال عنهم {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِيلَ} لذلك هم يريدون أن يظلوكم بكل المجالات وأن ينحرف بكم عن الغاية التي تصل بكم إلى النجاح.

– في المجال السياسي يتجهون إلى إظلال الأمة،

– في المجال الاقتصادي، حولوا الأمة الإسلامية إلى سوق استهلاكية لبضائعهم تدر لهم الأرباح الهائلة، ويأخذون المواد الخام بأبخس الأثمان.

– في مجال الإعلام، يسعون إلى السيطرة عليه، والسيطرة على الرأي العام، ونشاطهم الإعلامي وتأثيرهم الإعلامي واضح.

– في المجال الاجتماعي يسعون إلى تفكيك المجتمع ويعملون على أن يجعلوه كيانات متباينة.. يعملون على فصل المرأة عن كيانها وأسرتها.

– كل بلد وله عشرات السنين غارق في أزمات سياسية واجتماعية، الوضع الصحي تدهور والتعليم تدهور المجالات كلها يسود فيها الفشل.. وحتى البلدان المتقدمة جداً اقتصادياً، الحالة نفسها أنها تتنافس كأسواق ضخمة لمصلحتهم.

في تحركهم للإفساد، الله يقول عنهم {وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا} ومن ضمن ذلك الفساد الأخلاقي، وهو من أسوأ ما يفعلونه بشكل واضح، يسعون بشكل مكثف لنشر جريمة الزنا.. يدفعون بشكل عجيب الناس للاختلاط الفوضوي.. يسعون بشكل مكثف إلى كسر الحواجز الفطرية المهمة.

-قوى الشر تسعى لفصل المرأة عن أسرتها ويحركونها لتكون عنصرا مفسدا في المجتمع

– حتى أن المنظمات في بلدنا سعت إلى تسفير النساء إلى خارج البلد بدون محرم، يشترطون أن تسافر وحدها، يسعون إلى إفسادها حتى تتحرك بتعليماتهم تسعى وفق الأنشطة التي يأمرونها بها.

– يسعون بشكل شنيع وفاضح ومخز لنشر جريمة الفاحشة “المثلية” ويسعون إلى قنونتها وتطبيعها لا يعترض عليهم أحد.. ونشاطهم لهذه الجريمة نشاط مخزٍ، أمريكا تتحرك في هذا الاتجاه واللوبي الصهيوني يتحرك في ذلك تحرك قانونيا وحقوقياً وإعلامياً.

– يقومون بنشر المخدرات بشكل شنيع، ويستغلون ضعاف الإيمان.. يستهدفون في ذلك أبناء المجتمع.

– من ضمن ذلك أيضاً الغازات والمبيدات التي تصنع عندهم هم، لاستخدامها في الزراعة، فتتحول من مبيدات حشرية إلى مبيدات للإنسان.. تتحول إلى وسيلة لقتل شعوبنا بشكل كبير، تنشر أمراض السرطان بشكل كثير تفتك بصحة المجتمع وتتحول إلى وسيلة قتل لمجتمعنا.

– يجب أن نستحضر الصراع معهم، وأن نسعى إلى أن نتحصن منهم، وأن نسعى إلى مواجهة  أساليبهم في كل المجالات، علينا أن ندرك طبيعة الصراع معهم أنهم في كل ميدان في كل مجال، فلنتحرك في كل المجالات، لا يودون لنا أي خير لنا {مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ }.

– تضيع كل العناوين، لا يبقى حقوق الإنسان، لا يبقى حقوق المرأة، يقتلون الناس ويقطعونهم بأسلحتهم الفتاكة، يقتلون الأطفال الأجنة في بطون أمهاتهم، يقصفون المدن والقرى، يستهدفون المصالح العامة للناس.

– أين هي حقوق الطفل الفلسطيني أين حقوق المرأة الفلسطينية، أي هي حقوق شعب العراقي، فيما فعلوه عندنا في اليمن من جرائم وحشية.

– فيما يتعلق بقدراتهم العسكرية، يسعون إلى امتلاك كل أنواع الأسلحة البيولوجية وغيرها كل أنواع الأسلحة التي تفتك بالناس، هذا يعبر عن نفسيتهم الشيطانية ووحشيتهم.

– بالمقابل يحاصرون الشعب الفلسطيني ليكون مجرداً من السلاح، لكي يتحركون بالجرافات لهدم بيته واقتلاع أشجار الزيتون دون أي مقاومة.

– هم أعداء يسعون إلى تجريد الأمة من كل عناصر القوة على المستوى العسكري والاقتصادي والاستقرار السياسي والمنعة والعزة.. وضوح عدائهم كاف لا يمكن الجدال فيه.

– يحتلون الأوطان وينهبون الثروات، يفرضون لهم قواعد عسكرية لإذلال الأمة والسيطرة عليها في كل المواقع الاستراتيجية في البحار والمضائق، يتجهون إلى منع أي نهضة لهذه الأمة اقتصادية تقوم على أساس صحيح، يحاربون هذه الشعوب بالحصار.

– يتجهون لمحاربة كل صوت حر من أبناء هذه الأمة يسعى إلى الدفاع عن كرامتها وحقوقها المشروعة، يعملون بشكل دؤوب في الضلال والإفساد.. يسعون إلى منع سيادة الإسلام في بلادنا.

– الموقف القرآني الذي يدفعنا للتصدي لهم وفق توجيهات الله هو الموقف الصحيح والناجح والمجدي، وإذا كان البعض يحمل عقدة فقدان الأمل فهو ناتج عن قلة وعيه بالقرآن الكريم.

– ماذا فعل التولي لهم لتلك البلدان التي حتى  عدلت مناهجهم الدراسية، هل عدل بالمقابل الصهاينة مناهجهم مثل ما عمل هؤلاء.. لا يفعلون شيئا في مقابل الخطوات التي فيها تقرب لهم.

– مهما كانت هذه الهجمة على أمتنا، ومهما كانت حالة الارتداد أمام هذه الأمة، فلا يأس، بل أن الوعد الإلهي بشر المستجيبين لله في أمتنا أنه في ظل هذه الهجمة يأتي الفرج والنصر { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ  ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ  وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }.

– هداية الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم فيما يهدي إليه من مواقف وتوجيهات هي طريق الفلاح والفوز وهي التي تدفع نحو المواصفات التي يجب أن تكون محط تركيز وأن نسارع إليها، بدءا بتولي الله سبحانه وتعالى ومعادات أعداء الأمة، ينبغي أن نسعى إلى فك الارتباط بهم وأن نتمسك بالقرآن والرسول وقرناء القرآن.

– أن نتحرك كما أرشد الله في القرآن الكريم في مواجهتهم بالجهاد في سبيل الله { يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ } الجهاد في سبيل الله في كل المجالات وكل الميادين.

– نعرف ما يريدون وما يخططون وما يهدفون إليه، فنتصدى لهم ونحن نحمل الروحية الجهادية، ففرق كبير جداً بين السماء والأرض في تحرك الإنسان بشكل بارد وباهت.

– على مستوى الجهاد في سبيل الله في كل المجالات أن نسعى للانتقال من حالة الجمود في الموقف والعمل، إلى العمل في كل الميادين، وأن نتوجه عكس توجهاتهم على المستوى السياسي نسعى للارتباط بهدى الله والاستقرار السياسي.

– على المستوى الاقتصادي لنكون أمة منتجة ومقاطعة لما يأتينا منهم.

– في التعليم ليكون بناء لنفعه الإنسان وأثره التربوي والأخلاقي والقيمي، والعناية بالعفة والتثقيف..

–  الموقف منهم يعود إلى موقفنا وتمسكنا بالقرآن الكريم، والتقوى التي أتى الأمر بها في سياق الخطر التي يأتي لنا من جهتهم { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } وأن نثق أن طريق القرآن هو الناجح، وأنه الذي يضمن لنا النجاح، وأن نستفيد من العون الإلهي والتأييد الإلهي.

– ندرك أن التولي لله هو طريق النصر، {وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ } ونثق ونؤمن أن النتيجة الحتمية لمئال الكيان الصهيوني في فلسطين هي الهزيمة والزوال، هذه حقيقة قرآنية.

– الله يقول {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} ولذلك عندما نتحرك لمواجهة الكيان الصهيوني والموقف منه وفق مقتضيات هداية الله سبحانه وتعالى فلنطمئن إلى أن مآله هو الزوال وأن عاقبته المحتومة هي الهزيمة.. لذلك لنتحرك بكل ثقة، لا مشكلة علينا إلا بإهمالنا  وتقصيرنا.

– الموقف تجاه العدو الصهيوني هو موقف طبيعي، فكيف يأتي البعض ويقبل تلك اليد التي تقتلك وتهينك.

– في هذا السياق أدعو شعبنا العزيز للخروج يوم غدا يوم القدس العالمي ليعبر عن هذا العداء ومناصرة الشعب الفلسطيني والتأكيد على وحدة كلمتنا مع محور المقاومة وللتأكيد على حضورنا لأي معركة فاصلة ضد الكيان الصهيوني الزائل حتما.

 

 

قد يعجبك ايضا