استمرار إحتجاز سفن المشتقات ستحول أخطر كارثة إلى كوارث بقلم / منير اسماعيل الشامي

استمرار إحتجاز سفن المشتقات ستحول أخطر كارثة إلى كوارث

بقلم / منير اسماعيل الشامي

في بيان شركة النفط المعلن يوم امس الثلاثاء والذي صرحت الشركة من خلاله عن وصول السفينة ( فيكتوري ) إلى غاطس ميناء الحديدة والتي تحمل على متنها (٢٩٦٤٢) طن من مادة الديزل بعد احتجازها التعسفي ل ٢٤ يوم من قبل تحالف العدوان ، مايؤكد على استمرار تحالف العدوان في احتجاز سفن المشتقات النفطية، وأنه يتعمد ذلك بقصد خنق الشعب اليمني ومضاعفة معاناته في جريمته هذه التي تهدف اساسا إلى خنق المخنوق وحصار الشعب المحاصر منذُ خمسة أعوام مضت، كما أكد بيان شركة النفط أن تحالف العدوان ما زال يحتجز خمس سفن أخرى .

ولأن الآثار المترتبة على استمرار العدوان في احتجاز سفن المشتقات النفطية تفضي إلى نتائج كارثية على الشعب اليمني كافة، فإنعدام مادة الديزل في المرافق الصحية مثلا يتسبب بوفاة المئات من المرضى كل يوم بسبب توقف مراكز الغسيل الكلوي ، وفساد الدم في ثلاجات مراكز الدم، وتوقف الخدمات الصحية، المعتمدة على الكهرباء كالمختبرات وأجهزة الكشف الطبي المختلفة، وأجهزة غرف العناية المركزة، وكذلك أجهزة الحضانة للخدج من الأطفال وكل ذلك يعني موت المرضى الذين تعتمد حياتهم على هذه الأجهزة ما يعني أن الضحايا من الوفيات باليوم الواحد من هؤلاء المرضى يتجاوز المئات إن لم يكن بالآلاف، وأن من يسقطون جراء جريمة العدوان في احتجاز سفن المشتقات يفوق عدد الذين يسقطون بغاراته وقذائف مدافعة، وصواريخة

كذلك فإن استمرار أزمة المشتقات النفطية تنعكس على حياة جميع المواطنين وتزيد من حجم معاناتهم من خلال ارتفاع وتضاعف اسعار السلع والخدمات، وتدفع بالغالبية العظمى منهم إلى أبواب المجاعة الكبرى بسبب البطالة وانقطاع المرتبات، الناتجة عن حصار العدوان وحربه الإقتصادية المستمرة من قبل سنوات .

إضافة إلى ذلك فإن أزمة المشتقات الناتجة عن إحتجاز العدوان لسفن المشتقات يتسبب في توقف جميع القطاعات الخدمية الأخرى كالزراعة، والمياه والصرف الصحي ،وتصريف القمامة
والمواصلات ، والإتصالات، …إلخ

وعلى ما ببدو من خلال بيان شركة النفط فأن تحالف العدوان مصر على الإستمرار في ارتكاب هذه الجريمة التي لا تقل عن أن توصف بجريمة حرب متكاملة الأركان، رغم ما تم الإتفاق عليه برعاية الأمم المتحدة من توريد ايرادات ميناء الحديدة إلى حساب مرتبات موظفي الدولة، وإلتزام حكومة الإنقاذ بذلك وتنفيذها الفعلي لهذا الإتفاق، وبالتالي فلم يعد هناك أي مبرر لتحالف العدوان او حكومة الفنادق للإستمرار في إحتجاز السفن، فلماذا يستمرون في ارتكاب هذه الجريمة ؟

ألا يعني ذلك أن الذريعة التي احتجوا بها لحجز السفن ليست إلا شماعة ، وأن الهدف الأساسي من عملية الإحتجاز هو استهداف الإنسانية اليمنية في جميع مجالات الحياة ؟

ومع تكرار العدوان لجريمة احتجاز سفن المشتقات النفطية بين كل فترة وأخرى فإن أخطر كارثة إنسانية ستتضاعف وستعم كل أفراد الشعب من أقصاه إلى أقصاه دون استثناء وستتفاقم نتائجها بكوارث بيئية، وصحية، واقتصادية، واجتماعية، يصعب السيطرة عليها او حلها وتعم المدن والأرياف، ولذلك فلا بد من تدارك وقوع ذلك بإيقاف تحالف العدوان عن المضي في مواصلة هذه الجريمة او تكرارها مستقبلا بكل الطرق المتاحة، وهذا ما يتوجب على قيادتنا أن تتحرك فورا وتستخدم كل الخيارات المتاحة أمامها لتحقيق ذلك .

قد يعجبك ايضا