الأنصار صمود وانتصار

بقلم: احترام عفيف المُشرّف

بلغ اليمانيون أوج شموخهم، والكون بالصمت المهين تقزما، تحدثنا لسنوات عن العدوان وهمجيته وتجبره وكيف أنه لم يستثني أحد من البشر والحجر وعن تخبطه وشرائه للضمائر الميتة ورغم كل هذا تقزمه أمام العملاق اليمني،

وقد رأينا أن يكون حديثنا  اليوم عنه عن اليمن أرضاً وإنسانا.

 

يمن الشموخ والعزة والصمود، بوركت من وطن وبورك شعبك الصابر الأبي الذي شنت عليه حربا كونية فصبر وصمد وقاوم وانتصر،  يقول نبليون: هناك قوتان بالعالم قوة العقل وقوة السيف، وفي اليمن كانت هاتين القوتين إضافة إلى القوة الأولى والأساسية وهي الإيمان، الذي به صمد هذا الشعب وتحمل ما لايحتمل من عدوان وحصار وتكالب الأمم عليه مابين مشارك ومؤيد وأخرس عن قول كلمة حق الأمن رحم ربي من شرفاء العالم.

 

ولأنه اليمن مهد الحضارة وأصل العز ومن نبع العروبة والذي من سلالت أهله ولد العرب ومن ثقافتهم نبغ الأدب وانبرت البلاغة والفصاحة، ومن رجاله جات الطلاقة والسماحة كيف لا وهم أول من جاء بالمصافحة.

 

وكيف يهزم من هذا وصفهم وتلك نعوتهم وكيف يرجى  سهيل من قعر جب من ظن أن اليمن يهزم أو أن شعبه يستسلم.

 

وهم أهل الحكمة والقوة الذين عرف عنهم أنهم إن قاموا لنصرة رجل ماتركوه حتى رفعوه، فكيف بهم إن قاموا لنصرة أرضهم وحفظ أعراضهم، أنهم من لانت ورقة قلوبهم وأفئدتهم للحق وكانوا أهل الإيمان وشعب الأنصار.

 

وبقدر رقتهم ولين عريكتهم فهم الأسود الضارية والوحوش على من اعتدى عليهم أو أراد أرضهم، وهم من لاتثنيهم عن قضيتهم ولا عن الذود عن أرضهم كثرة عدوهم أو طول سنين الاعتداء عليهم، هم الصامدون بلأمد فلا فرق عندهم أكان صمودهم لسنين أو عقود فعزيمتهم لاتلين، وقوتهم لاتخور، وإن طال الزمن، وأرضهم مثلهم مباركة طيبة لأهلها ومقبرة مهلكة لغازيها،  اليمن الأشداء رجاله المسترات بالحياء والحجاب نساؤه ذوي الفهم والذكاء، أطفاله اليمن الذي يقف في وجه أعداءه ومن غزاه رجاله ونساءه وأطفاله ذئاب مفترسة، متمرسون على السلاح ومتعاونة معهم أرضهم وجبالهم وأوديتهم حتى غدت اليمن وأهلها أسطورة يتداولها التاريخ.

 

أهل اليمن أخذوا من كل شيء أعلاه فلهم في السماء النجم، ولهم في البيت الركن، ولهم في المدينة الأنصار ولهم من الرحمن النفس ولهم من النبي الدعاء فمن ذا يضاهيهم ومن ذا يظن هزيمتهم ومن ذا يراهن على صمودهم، فمن ذا بمقدوره أن يهزم رجال أذهلوا التاريخ وكتابه على مر الزمان، وأرض سميت بذات الجنتين منذ القدم، بوركت من وطن وبورك أقيالك من رجال وخاب وخسر من ظن هزيمتك.

قد يعجبك ايضا