“الاتفاق النووي.. أوروبا تتراجع عن التزاماتها وإيران تفضح الانحياز للصهاينة”
اتهمت إيران الدول الأوروبية بالتسبب في فشل الاتفاق النووي الموقع عام 2015، محملة إياها مسؤولية عدم الوفاء بالتزاماتها، وذلك قبيل اجتماع سيُعقد الجمعة في إسطنبول مع ممثلين عن فرنسا وألمانيا وبريطانيا.
وكانت إيران قد وقعت مع الدول الكبرى اتفاقًا عرف باسم “خطة العمل الشاملة المشتركة”، فرضت بموجبه قيودًا على برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات. غير أن هذا الاتفاق انهار فعليًا بعد انسحاب واشنطن منه عام 2018 في عهد دونالد ترامب، وسط عجز أوروبي عن حماية إيران من تداعيات القرار الأمريكي.
ورغم تعهدات باريس ولندن وبرلين بالحفاظ على الاتفاق، فشلت في تطبيق أي إجراءات فاعلة، فيما انسحبت الشركات الأوروبية خوفًا من العقوبات الأمريكية، ما أدى إلى تدهور الوضع الاقتصادي الإيراني.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن “الأطراف الأوروبية أخفقت في تنفيذ التزاماتها وكانت شريكًا في تقويض الاتفاق”، محذرًا من أن استمرار هذا النهج سيدفع طهران إلى خطوات أكثر حزمًا.
وعشية لقاء إسطنبول، أكدت إيران أنها ستجري أيضًا مشاورات ثلاثية مع روسيا والصين في طهران، لمواجهة التهديدات الأوروبية باستخدام ما يعرف بـ”آلية الزناد” لإعادة فرض العقوبات.
وفي حين تزعم الدول الأوروبية أن طهران تجاوزت نسبة التخصيب المسموح بها، تؤكد إيران أن هذا جاء ردًا على النكث الغربي، مشيرة إلى أن تخصيبها لليورانيوم بنسبة 60% لا يعني السعي لسلاح نووي بل يأتي في إطار حقها المشروع.
ورفض المتحدث الإيراني أي حديث عن إعادة العقوبات، واصفًا ذلك بأنه غير مبرر ولا أخلاقي، وقال إن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي أمام محاولات إخضاعها سياسيًا واقتصاديًا.
وتأتي هذه التحركات في ظل تصعيد عسكري خطير، بعد قصف صهيوني وأمريكي استهدف مواقع نووية وعسكرية داخل إيران، ما دفع طهران إلى وقف المفاوضات مع واشنطن التي كانت تُعقد بوساطة عمانية.
وفي الوقت ذاته، نقل كبير مستشاري المرشد الإيراني، علي لاريجاني، تقييمات القيادة الإيرانية بشأن التصعيد إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع عقد في الكرملين.
وأكد بوتين دعم موسكو لحل سياسي يُنهي التصعيد، لكنه لم يتخذ موقفًا صارمًا ضد العدوان الإسرائيلي-الأمريكي، ما دفع بعض الأوساط الإيرانية إلى التشكيك في فعالية الدعم الروسي.
وتتمسك إيران بحقها في مواصلة برنامجها النووي لأغراض سلمية، نافية مزاعم الغرب بوجود نية لصنع سلاح نووي، فيما تواصل الدول الأوروبية محاولاتها لفرض شروط جديدة تحت غطاء الدبلوماسية، رغم شراكتها الصريحة في الحرب الاقتصادية والعسكرية ضد إيران.
الكاتب: محرر الحقيقة