الدكتور مصباح الهمداني يكتب عن :وعدُ الآخرة! ….وإعصار الحديدة!..وسُليماني المسيرة!

 

الدكتور مصباح الهمداني يكتب عن :وعدُ الآخرة! ….وإعصار الحديدة!..وسُليماني المسيرة!

 

لم تستطع دول التحالف كلها حتى اللحظة، ابتلاع المشهد المهيب لعرض وعد الآخرة في الحديدة.
ولا ألومهم في ذلك، فنحن أبناء الوطن ومداميك اليمن، لم نُصدق ما رأيناه، لولا أن المشاهِد فيها آلاف الشهود، والبث بالصوت والصورة.
لقد بدا واضحًا تمايل التحالف يمينًا ويسارًا، وهو يشاهِد مالم يتوقعه، ويرى بأم عينية مالا يُصدِّقه.
ويتساءل بحرقة ووجع؛ كيفَ فعلها السيِّد ودفَع بكل رجال الدولة إلى ساحة العرض، وفيهم رئيس الدولة، وإخوة القائد، وكل الوزراء، وكل القادة؟ أخذ التحالف يعض أصابع الحسرة والندامة!
إنها الفرصة الذهبية التي يستطيع بها القضاء على صنعاء في الحديدة، وعلى مساحةٍ محددة ومكشوفة ومُعلنة ومُصورة ولا تخفى على أعمى!
لماذا لم يفعلها العدو؟! ويأتِ بسربٍ من الطائرات، ليُحرق المكانَ بكله؟!
أتدرون أن الإجابة على هذا السؤال أصعب من الفعل ذاته! أتظنون أن العدو لم تنفتح شهيته لفرصةٍ كهذه؟
أتحسبون أنه لم يحدث نفسه بارتكاب الجريمة، وهو صاحب الجرائم المليونية؟! فقد فعلها في الصالة الكبرى، وفي مئات الأعراس والأسواق والمدارس والمستشفيات؟!
إذًا ما الذي منعه من اغتنام الفرصة؟! وإلحاق الكارثة الكبرى باليمن؟!
لن تجدوا الجواب إلا عند ذلك القائد الرباني العَلَم، سيدي المولى عبد الملك بن بدر الدين، ذلك الرجل الذي لا يُقدِم على خطوة، إلا بعد أن يستجلبَ لها أسباب السماء والأرض.
لَم يكُن العرضُ مغامرة، ولا استعراض انتحاري، بل كانَ مدروسًا ومُعدًا على أكمل وجه، وكما كان الكمالُ ظاهرٌ في العرض، فإنَّ أكمل الكمال كان جاهز عند أي مفاجأة.
لقد تحسس الأمريكي والإسرائيلي أيديهما وقدميهما ورأسيهما، وبطونهما الغاطسة في البحر، وأمعائهما المتسربة في القواعد، وقوْتِهما المخزون في مخازن العبيد في السعودية والإمارات، وشاهدوا المشهد العظيم بصمت مُذل، وأعينٍ مُنكسرة، وأيادٍ مرتعشة، لأن اليمن لم يقُم بهذا العرض؛ إلا وخلفه من يحميه، بقوةٍ واقتدارٍ وكفاءةٍ وشجاعة.
إن الحقيبة النووية تكون دائمًا مع رؤساء الشر في هذا العالَم، وحقيبتنا اليمانية كانت ومازالت وستظل بيد سيدنا ابن البدر، لحماية العَرض والعِرض والأرض.
إننا يجبُ أن نتحدث عن (وعد الآخرة) ليلًا ونهارًا، لأن الحديث عنه لم يتوقف في القنوات المعادية برُعبٍ وقلق، وليكن حديثنا عنه بفخرٍ وتهديد.
وإن العدو اليوم، يحاولُ امتصاص صدمته المدوية، باختلاق أزمةٍ هنا، وزوبعةٍ هُناك، ونحنُ بحول الله ورجال الله، أكثرُ وعيًا، وأشد بأسًا، وأصدقُ أنباءً، وفينا علم الهُدى وتلاميذه العظماء. والله غالبٌ على أمره.

قد تكون صورة ‏‏وقوف‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

وعدُ الآخرة!

لستَ وحدَكَ أخي الرئيس من ذرَفتَ الدَّمع، بل أجزِم أن الآلاف بل الملايين ذرفوا الدَّمع، أو أصابتهم الدهشة، ولهِجَت ألسنتهم بالشُّكر.

عرض اليوم في الحديدة فوق الوصف، وأعلى من الخيال، بعد ثمان سنوات من الحرب، تتخرج دُفعات جديدة، لأكثر من ثلاثين ألف متدرب جديد!

أين نجِدُ هذا؟ وأي بلدٍ يمتلكُ هذا الزَّخَمُ والإصرار؟!

ثمان سنوات تمَّ فيها قصف الجيش اليمني واللجان، بأكثر من نصف مليون غارة، واليوم تخرج المُعدَّات والآليات، وكأنها طرية ندية، تحملُ روائح المصانع الزكية.

لاشك أن العدو أصيبَ بالجنون، وهو يرى ما يسميهم (بالميليشيَّات)، يقومون بعرضٍ ينافس أرقى الدول الصناعية، ويتفوق على أذكى الكليات العسكرية.

أسلحةٌ جديدة متطورة، يتم عرضها، وكأننا نعيش نهضةً صناعية مترفة، لا حربًا كونية مُهلِكة.

يتمُّ الإعلان عن القدرة إلى الوصول إلى أي نقطةٍ في البحر، من أي مكان في اليابسة. منطِقٌ لا يجرؤ على قوله، إلا رجال اليمن!

صواريخ تهز بَدَن الصديق، وتُرجِف فؤاده، من اسمها قبل فعلها؛ كفالق، والمندب، وروبيج، فكيف بالعدو المُترقِّب.

تشكيلات نوعية إبداعية رادعة، من الجوية والبحرية والبرية.

حضور رجال الدولة من الرئيس والوزراء والقادة العسكريين، دون حسابٍ لأحد، أو خوفٍ من أحد، وهذا إن دلَّ على شيء ٍ فإنما يدل، على أنَّ ما تحت الأرض قادر على نسف من يجرؤ من فوق الأرض، وأن هناك ما يمكن به نسفَ وجود أي مجنون يجرؤ على المساس بهذه الوجوه المباركة.

كلمة القائد كمسك الختام، وفيها النقاط على الحروف، في عرض عسكري مهيب، له مليون دلالة، وألفُ رسالة عند العدو الجبان.

مفاجأة أخيرة لفتت نظري، وأدركتُ أنها رسالة النصر، حينما تم إظهار قائد ألوية النصر اللواء عقيل الشامي، فقد كان هذا القائد كقاسم سليماني، وعماد مُغنية، يُسمَع به، ولا يُرى إلا للعسكريين، وكانَ نشر صورته من المُحرمات، التي يُعاقب عليها، وظهوره اليوم وإلقاءه خطاب افتتاح العرض يحملُ أقوى الرسائل التي أرادها السيد القائد سلام الله عليه من خلال هذا البطل الأسطوري، الذي سأفرد له حديث آخر.

سلام الله عليكم في المنطقة الخامسة، وفي ألوية النصر، وفي البحرية والجوية، وفي كل سهل وجبل وساحة ومعسكر.

وكل الإجلال والتقدير والتسليم لسيدنا وقائدنا إلى العزة والمجد والنصر؛ سيدي أبا جبريل. والحمد لله رب العالمين.

 

 

 

قد تكون صورة ‏‏‏شخصين‏، و‏‏أشخاص يقفون‏، و‏زي عسكري‏‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

 

سُليماني المسيرة!

إنَّ من أعظم الشرف لأقلامنا المتواضعة، أن نكحل رؤوسها في نعال المجاهدين، ونتلمسَ بمدادها بقايا غُبار أقدامهم الطاهرة.

ولقَد تعودنا أن نكتب عن الشهداء ، ولكن عرضَ الأمس، حلَّق بي في سماء أحد الشهداء الأحياء.

ولهذا سأطير في سمائه، وقد ظهر لأول مرة في تاريخه الجهادي.

وهو بحق أحد العظماء الذين تفخر بهم اليمن، من مشرقها إلى مغربها.

والده عالم خولان الطيال وقاضيها السيد العلامة أحمد بن علي الشامي رحمه الله ، وله أربعة إخوة شهداء، منهم البطل أحمد الذي استشهد في الحرب الثانية في نشور، في موقف بطولي يعجز التاريخ عن وصفه، حينما استبسل مع رفاقه أمام الدبابات برشاشاتهم الكلاشنكوف، حتى انتهت الرصاص، وواجهوا الموت مقبلين مستبسلين. وأخوه الآخر يحيى بطل خلية صنعاء، وصاحب البطولات الفدائية، والتي في واحدة منها اعترض موكب عفاش واشتبك هو ورفاقه معهم حتى استشهد، ومزقوا جسده بطريقة وحشية إجرامية…

ولكي لا أبتعد عن بطلنا المقصود، بالحديث عن إخوته. فلابُد أن أعود إليه.

وحين تشرفتُ شخصيًا بالإطلاع على ملفات الجرحى في معظم المستشفيات وخدمتهم ورعايتهم، وكنتُ شغوفًا بالاستماع لقصصهم الفدائية؛ تَردد كثيرا اسم (سِيدِي عقيل) -كما يُطلقون عليه- وكان نصف الجرحى تقريبا من ألويته.

بدأ الإسم يسكن أعماقي، ومع كل جريح أسمع قصصًا بطولية لهذا البطل تبكي مدامعي. أستمع إليهم وهم يتحدثون عنه وكأنما يتحدثون عن ولي من الأولياء وكرار جديد في هذا الزمن.

وكنتُ أظنها مبالغات، لكني أقف أمام شهودها الأحياء، وفيهم الأعمى والمشلول والمحروق ومقطَّع الأعضاء.

اشتقتُ لهذا البطل شوقًا لا يمكن وصفه، تمنيتُ تقبيل يديه وقدميه، وددتُ لو استطعتُ مسح التراب عن نعليه.

سنوات وأنا أسعى للقائه، مع تأكيد كل الجرحى بأنه لا يختلف عن أفراده، ويفاجئهم في كل مترس وجبل وخندق وحفرة، لكنه كثير التمويه، بعيد جدا عن الإعلام، ولم تنشر له صورة.

سيدي عقيل… قائد ألوية النصر… ليس في جسده مكان إلا وفيه رصاصة ساكنة، أو شظية متوغلة، أو حفرة من أثر صاروخ، أو حُرق من قصف طائرة، جروحه كثيرة من الحروب الست، إلى الثمان الكونية، تجدُ جرحا قد استقر فوق جرح، وإصابة قد غطت إصابة في ذات المكان، الكتفين والرأس والرقبة والصدر والبطن واليدين والقدمين. كل مكان يحدثك عن معركة، وكل جرح يسرد لك تاريخ بطولة.

أحد جروحه يحمل قصة لوحده… فيده اليمنى تعرضت لوابل من الرصاص، وسُجن بعدها أثناء الحروب الست، وكلما بدأت تتعافى، يخرجونه من السجن، ليكسروها ويعيدوه إلى زنزانته، وهكذا دواليك، وبعد خروجه، لم يتبق منها إلا السبابة، وكأنها إشارة ربانية، ليستطيع بها الرماية، وقد فعل بسبابته الأفاعيل.

سيدي عقيل… انطلق مع المسيرة وهو في الإعدادية، وقدوته إخوته الشهداء، وله قصص مؤلمة ومبكية مع جلاوزة النظام المجرم.

ومع العدوان كان البطل الشبل قد اشتد عوده، واكتمل بناؤه العسكري الجهادي القيادي العالي، وأصبح من رجال سيدي العلَم المخلصين ، وخاض غمار المسؤولية بجدارة، وقاد الألوية لواء بعد آخر، حتى أسماها القائد (ألوية النصر) ، لأنها لا تعود إلا براية النصر، سواء في ميدي أو حرض أو الساحل أو فتنة البيضاء أو الدريهمي أو مارب أو الحدود.

وكانت جحافل الجيوش تنهزم أمام هذا البطل وألويته، وكان العدوان يسمع به كأسطورة مرعبة، ولكنه لا يجد له أثرا، وكلما تتبعوه في جبهة، يفاجئهم بهجومه في جبهة أخرى.

وأصبحت ألوية النصر رأس حربة في ميادين النصر، مع بقية التشكيلات العسكرية بلا استثناء.

وبالتأكيد فإن نشر صورة سليماني المسيرة في عرض وعد الآخرة، وإلقاؤه كلمة العرض، في حضرة الرئيس، ومباركة القائد العَلَم، دلالة وإشارة على إعلان النصر بأسماء القادة وصفتهم وصورهم.

فالسلام على سيدي عقيل الشامي(أحد الموصوفَين بقليل المؤونة كثير المعونة) ، وعلى قائده وقائدنا السيد العلم أبا جبريل وعلى كل مجاهد في أنحاء الوطن الطاهر.

 

قد يعجبك ايضا