الرد الايراني قادم والهدف.. شل ‘اسرائيل’
بعيدا عن العواطف ولغة الشعارات، نقول ان ايران تلقت ضربة موجعة فجر اليوم الجمعة عندما شن الكيان الصهيوني هجومه الغادر على مناطق سكنية ومنشآت نووية وعسكرية، اسفر عن استشهاد قادة عسكريين وعلماء نوويين إلى جانب أطفال ونساء، ولكن في المقابل وبعيدا عن العواطف ولغة الشعارات أيضا، نؤكد وبشكل قاطع أن الكيان الصهيوني سيتلقى ضربات إيرانية لن توجعه فحسب بل ستشله.
ما نقوله بديهية لا تحتاج لبراهين او ادلة، فالهجوم على ايران لن يمر دون رد مهما كانت الجهة المنفذة، والتجربة التاريخية اثبتت ذلك. لكن هذه المرة الرد الإيراني سيكون مختلفا، فالهجوم تجاوز كل الخطوط الحمراء وضرب بالحائط بكل الأعراف والقوانين الدولية، بل وحتى القيم الأخلاقية والإنسانية، فاذا لم يتم ردع هذا الوحش الصهيوني الذي اطلقته أمريكا، فلن تكون هناك أي حصانة لأي دولة ولا امن لأي شعب، لذلك فالرد الإيراني هذه المرة يجب أن يشل الكيان ويمنعه حتى عن الحركة بل وحتى التفكير مرة أخرى بالعدوان على ايران.
أولا وقبل كل شيء يجب أن نؤكد أن الرئيس الأمريكي ارتكب خطأ فادحا عندما اطلق كلبه المسعور نتنياهو على ايران ظنا منه أن الهجوم سيدفع ايران لتقديم تنازلات وهو ما ظهر جليا عندما قال بعد الهجوم : “تم إبلاغي بالهجمات مسبقا، ولا توجد مفاجآت، لكن الولايات المتحدة غير متورطة عسكريا، وتأمل أن تعود إيران إلى طاولة المفاوضات قريبا”. هذا التصريح يؤكد ان ترامب يعلم بالهجوم، ليس هذا فحسب بل انه هو من منح نتنياهو الضوء الاخضر، فهو يريد من الكيان الصهيوني أن ينفذ ما يريده هو، لأنه يعتقد أنه في حال تورطت أمريكا في الهجوم على ايران عندها ستدخل في حرب مفتوحة مع ايران. وهذه الحرب ترتد سلبا على القواعد والمصالح الامريكية في المنطقة، وعندها سيفقد قاعدته الشعبية التي ترفع شعار “أمريكا أولا” وهي حركة قادها ترامب والقائمة على فكرة أن توقف أمريكا حروبها الأبدية في العالم وان تنطوي على داخلها.
الأمر الذي تناساه ترامب أن تحقيق الهجوم الإسرائيلي واغتيال بعض القادة العسكريين والعلماء النوويين، لم ولن يدفع ايران إلى رفع الراية البيضاء، فهناك الآلاف من القادة العسكريين والعلماء النوويين في ايران، الذين صنعوا قوة الردع الإيرانية كما صنعوا الثورة العلمية الإيرانية بسواعدهم وعقولهم، ولم يستوردهما من الخارج، فمكان هؤلاء لن يكون شاغرا ابدا. هذا أولا، ثانيا ان ترامب الذي بدا الحرب يعتقد خاطئا ان بمقدوره أن يوقفها متى شاء، متناسيا أن الكيان الصهيوني لا يملك القدرة على أن يصمد، على عكس ايران وإمكان صمودها في حرب طويلة نظرا للجغرافيا والامكانيات وعدد السكان، وانشغال الكيان في حروب على اكثر من جبهة.
ترامب يتباهى الآن بأنه هو من زود الكيان بالأسلحة الأكثر فتكا بالعالم والتي تم استخدامها في هجوم اليوم ويصف الهجمات بالوحشية وانها ستكون اكثر وحشية لو لم ترضخ ايران لرغباته، متناسيا أيضا ان ايران تملك وسائل ضخمة على الرد وانها ستدفع ربيبته “إسرائيل” ثمنا باهظا لن ينفعه ندمه حينها. فايران ليست بالبلد الذي يتنازل عن كرامته الوطنية مهما كانت قوة وغطرسة العدو، فتخصيب اليورانيوم وامتلاك برنامج نووي سلمي، هو خط احمر وقضية كرامة وطنية بالنسبة للشعب الإيراني بمختلف توجهاته السياسية، وعندما تكون القضية النووية في ايران قضية كرامة وطنية، فلن تفلح مع ايران كل أسلحة أمريكا، والاعيب ترامب ونتنياهو وتقاسهما الأدوار، في سلب ايران كرامتها، والساعات القادمة وليس الأيام، ستكون حاسمة لإثبات هذه الحقيقة حتى لشخص مثل ترامب!.