السيد القائد يؤكد على فضل العشر الأواخر من رمضان ويحث على ضرورة استغلال ليلة القدر

 

اكد السيدُ عبدُالملك بدرالدين الحوثي، على فضائل العشر الاواخر من شهر رمضان المبارك واهمية التماس ليلة القدر فيها.
وقال قائدُ الثورة، في محاضرته الرمضانية العشرون، ان شهر رمضان من أوله إلى آخره هو شهرٌ مبارك، وعظيم الفضل، والعمل فيه يمثِّل فرصةً مهمةً في القربة إلى الله -سبحانه وتعالى-، والأجر فيه مضاعف، والعطاء التربوي والروحي لهذا الشهر المبارك، والأثر المهم لصيامه وقيامه والأجواء المباركة فيه، يساعدنا على التزود بالتقوى، منوها الى الفرصةٌ المهمةٌ في هذا الشهر لاكتساب الأجر والفضل سيما وان التجارة فيه مع الله رابحة، والفضل فيه عظيم.
ولفت الى اهمية العشر الأواخر منه خاصة وان رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- أنه كان يولي العشر الأواخر بالمزيد من الاهتمام، والمزيد من العناية، وكان- كما ورد في الأثر- إذا أتت ليلة الحادي والعشرين شمَّر واجتهد، وشدَّ المئزر، وكثَّف من اهتماماته بالقربة إلى الله والدعاء والذكر والعبادة.
وشدد قائدُ الثورة، على ضرورة تحري ليلة القدر في العشر الاواخر بدلا من التركيز على بعض الليالي مؤكدا ان هذا هو الأفضل للإنسان، وان اهتمامه بالعشر بكلها سيجعله أكثر احتمالاً لنيل هذا الفضل العظيم، واغتنام فرصة ليلة القدر.
وبين ان حديث القرآن الكريم عن ليلة القدر حديثٌ عجيب، حيث يلفت نظرنا إلى أهمية هذه الليلة من جوانب متعددة: خصوصا وانها الليلة التي نزل فيها القرآن الكريم، ولعظمة القرآن الكريم ولبركته اختار الله أن ينزله في هذه الليلة.. لافتا الى فضل القران وقدسيته ودوره في إخراج الناس من الظلمات إلى النور، لذا كان نزوله في ليلةٍ مباركةٍ وعظيمةٍ ومهمة، هي ليلة القدر.

وعن أهمية ليلة القدر قال السيد القائد انها ليلة تقديرٍ للأمور، في تدبير الله -سبحانه وتعالى- لأمور عباده على مستوى العام القادم، كما يأتي التدبير التفصيلي لكثيرٍ من شؤون حياة الناس على المستوى الشخصي لكل إنسان، وعلى المستوى الجماعي للأمم، والمجتمعات، والكيانات.. موضحا ان تدبير الله لأمور عباده يتعلق إلى حدٍ كبير بطبيعة توجهاتهم، وسلوكياتهم، وعلاقتهم بالله وهذا من أهم ما يجب أن يستوعبه البشر.
وقال : ان الإنسان عندما يفعل الخير، يترتب على ذلك النتائج الإيجابية له في حياته، وما يكتبه الله له في الدنيا والآخرة، وعندما يعمل الشر، ….. يترتب على ذلك النتائج السيئة عليه في هذه الحياة وفي الآخرة، القانون الإلهي عن النفس البشرية: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَ

ا اكْتَسَبَتْ}[البقرة: من الآية286]..

وشدد على ضرورة حرص المؤمنون في توجههم العملي على الاهتمام الفعلي، والتحركٍ الجاد، لما له من اهمية في القربة إلى الله وذلك من خلال العمل الصالح الذي يتضاعف فيه الاجر حيث يقول المولى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}[القدر: الآية3]،.
واضاف ما يعمله الإنسان من العمل الصالح إذا قُبِلَ منه في ليلة القدر، سيتضاعف بمقدار عمر انسان، مبينا ان الأعمال الصالحة من جهاد، من إنفاق… من أنواع البر، من الصدقات، من الإحسان، من الصلاة… من كل أعمال البر المتنوعة، يتضاعف فيها الاجر أضعافاً كبيرةً جدًّا، وكأنَّ الإنسان قدَّم ذلك على مستوى أكثر من ثمانين عاماً.
ويستمر قائد الثورة في سرد فضائل ليلة القدر انطلاقا من قوله تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ}[القدر: الآية4]، حيث تتنزل الملائكة فيها من السماء إلى الأرض، وفق التدبير الإلهي؛ والإجراءات التي يتم الترتيب لها في الأرض، اضافة الى ما تتمتع به ليلة القدر من سلام بقوله {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}[القدر: الآية5]، اي انها ليلة سلامٍ من العقوبات الإلهية،.
كما تحضى ليلة القدر بالبركة، وفيها {يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}[الدخان: من الآية4]، يفصل ويميز .
وحول ما ينبغي اتباعه في هذه الليلة يؤكد السيد القائد على اهمية الدعاء بطلب المغفرة، انطلاقا من نهج الأنبياء وما كانوا يفعلونه، بالاضافة الى طلب النجاة والعتق من النار، والدعاء أيضاً بالنصر، بالفلاح، بخير الدنيا والآخرة، والدعاء بالآية المباركة الجامعة: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}[البقرة: من الآية201]، وكذا طلب التوفيق، والدعاء إلى الله فيما يتعلق بقضايا معينة يعاني منها الإنسان في حياته، أو مشاكل معينة، أو أمور معينة، أو قضايا ذات تأثير معين على الإنسان، وايضا الدعاء بالنصر في مواجهة أعداء الله.
.
وانتقد السيد القائد تقصير الناس في الأدعية القرآنية، واهتمامهم بدلا عنها بكثيرٍ من الأدعية من هنا وهنا.
وقال نحن لا نلوم ولا نذم على مسألة الاهتمام بالأدعية، سواءً من الصحيفة السجَّادية أو من غيرها من الأدعية المأثورة، ولكن مع التركيز على الأدعية القرآنية

التي هي جامعة، والتي قدَّمها لنا الله -سبحانه وتعالى-، الدعاء بالنصر: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}[آل عمران: من الآية147]،
واشار الى ان من الأدعية المهمة والعظيمة، {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}[البقرة: من الآية250]، والدعاء بالهداية وأن يقينا الله الزيغ: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}[آل عمران: الآية8]…
واضاف لا يحتاج الإنسان إلى تكلف، حتى العامي من الناس يمكنه أن يدعو الله بلهجته العادية، بعباراته العادية، لا يحتاج إلى تكلف، يطلب من الله النجاة من عذاب الله، يطلب من الله التوفيق، يطلب من الله حسن الختام، يطلب من الله الرزق، البركة، الخير، العافية…إلخ. يدعو للمؤمنين ولا ينسى الإنسان والديه من البر لهما: سواءً على مستوى الدعاء، أو على مستوى القرب .
ومن الاعمال الصالحة التي دعا السيد الى التركيز عليها، صلة الأرحام ونحو ذلك من القرب إلى الله -.
وتطرق السيد عبدالملك الحوثي الى حدث جليل وقع في حياة المسلمين وتحديدا في ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان المبارك حيث التحق الإمام عليٌ -عليه السلام- بالرفيق الأعلى شهيداً، بعد ان اصيب في ليلة التاسع عشر من شهر رمضان، مؤكدا ان نيل الامام علي الشهادة في ليلة الحادي والعشري من شهر رمضان المبارك، يعد بالنسبة للإمام عليٍ -عليه السلام-، فوزاً عظيماً له، حيث لقي الله -سبحانه وتعالى- في ليلةٍ قد تكون هي ليلة القدر شهيداً، مع رصيدٍ عظيمٍ جدًّا من العمل الصالح، والجهاد في سبيل الله، والهداية للعباد إلى دين الله، والمرتبة العالية جدًّا على المستوى الإيماني التي كان قد بلغها.
واكد ان رحيل الامام علي مثل أكبر نكبة وفاجعة للأمة من بعد وفاة الرسول النبي -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله- سيما وان الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله وسلم- قال للإمام عليٍ -عليه السلام-: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي)،.
واوضح ان رحيل الإمام عليٌ -عليه السلام-؛ كان ابضا خسارة رهيبة على الأمة، وفي مرحلة من أخطر المراحل في تاريخ الأمة، كما كان لرحيله تأثير كبير جدًّا في واقع الأمة، واستغل أعداء الأمة من المنافقين والطغاة والظالمين والجبابرة الفراغ الكبير الذي تركه رحيل الإمام علي -عليه السلام-، وتخاذل الأمة ما بعد ذلك عن الإمام الحسن -عليه السلام-، وعن الإمام الحسين -عليهما السلام-، فكانت النتيجة كارثية في واقع الأمة، وانتشر الضلال، وعمَّ الظلم والجور والملك العضوض.

واكد ان ما ميز الإمام عليٌ -عليه السلام- جانبين مهمين ورئيسيين:

الأول: أنه يقدم النموذج الأصيل والحقيقي والسليم عن الإسلام وعن الشخصية المسلمة، ويقدم النموذج الذي لا تشوبه شائبة، النموذج الأصيل، المتطابق حتماً مع المعايير والمواصفات القرآنية، مشيرا الى الكثير من مناقب وخصال الامام علي -عليه السلام- حيث كان شخصيةً متكاملةً فيما حمله من هذا الدين، فكان هذا التكامل وهذا الكمال الذي قدم فيه أرقى صورة عن الإسلام، وعن الإيمان، وعن الدين الإسلامي.

والجانب الثاني: وهو أيضاً في غاية الأهمية، وهو يمثل حلقة الوصل والامتداد الأصيل بالرسول -صلوات الله عليه وعلى آله-،

قد يعجبك ايضا