المخطط السياسي لإدارة الصراع الإيدلوجي .. مرحلة الفرز الطائفي….بقلم / وليد الحسام

أمريكا وإسرائيل استغلَّتا الأحداث التي عَمَّت أرجاء الوطن العربي أكثر من غيرهما وأكثر من ذلك أنهما نفخا في النار لتشتعل ، ولم تكتف أمريكا بإدارة الصراع في المنطقة وتدمير الأنظمة وإهلاكها وتشكيلها بما يتناسب مع مخطط الهيمنة التي تسعى إلى تحقيقه بل تجاوزت ذلك إلى مخطط إعادة تشكيل طبيعة تكوين المجتمعات لتجعلها مؤطّرةً في أيدلوجية دينية محمولةٍ على تهيئة الأوضاع لصراع عقائدي تاريخي طويل الأمد .

لقد وصلت أمريكا بواسطة أدواتها العميلة في الوطن العربي إلى مرحلة جرّ المواطنين في عملية فرز مذهبية (سنة وشيعة) ليس على أساس الخطاب الديني فحسب بل حتى وفق الخطاب السياسي وتوجهاته المعارضة لمشروع النفوذ الأمريكي أو المرحبة والمؤيدة لقراراتها، وكما يبدو أن مرحلة الفرز المذهبي جاءت عقب محو كل المذاهب الأصلية المتعايشة والمنتشرة لدى الشعوب ليكون الفرز مقسوماً على اثنين (شيعة _سنة) وأعتقد أن الهدف الحقيقي هو خلق صراعٍ استراتيجي _إنْ جاز لي هذا التوصيف _ فمَن أيّد سياسة روسيا وإيران والصين أُعتبرَ شيعياً ، ومَنْ أيّد سياسة أمريكا وإسرائل وآل سعود أُعتبرَ سُنيّاً، وفي اليمن على سبيل المثال نجد فئات مصابة بعقم التفكير تنْجرُّ وراء هذه الفكرة فمَنْ يقف ضد تحالف العدوان اعتبروه شيعياً حتى إن كان علمانياً أو سنياً حراً ومَنْ يؤيّد ذلك التحالف الإجرامي اعتبروه سُنيّاً حتى لو كان هدفه المال ولاعلاقة له بالدين .

من أخطر ما يصيب الأمة العربية هو انجرارها وانخراطها في هذا الصرع الذي سيكون قبراً يُدفنُ فيه الحلم العربي والإسلامي ؛ لذا يجب على شعوبنا التَّنبُه لهذا الأمر ونشر الوعي لمحاربة هذه الأفكار وحث الجميع على عدم الاستجابة لهكذا دعوات كي لانخرج من هذه المرحلة بصراع تاريخي يستفيد منه ويديره الأعداء .

قد يعجبك ايضا