الوطن .. اشواق وطموحات….بقلم / علي احمد جاحز

لصنعاء شوق خرافي لا ينفك يأسر القلب في شراكها كل يوم ، لا يوجد بلد في العالم يشبه اليمن ولا مدينة تشبه صنعاء ، هذا ما يتملكك ويصير ضمن قناعاتك و مسلماتك بمجرد ان تغيب عنها ولو لاسابيع قليلة ، ولم يبالغ الشاعر الذي قال ” ما مثل صنعاء اليمن ” .


تعدينا الشهرين و زاد الحنين الى صنعاء و تضاعفت الاشواق ، بل نستطيع ان نقول ان الروح والقلب قد سبقانا الى صنعاء ولم يتبق هنا في الكويت سوى الجسد مشتعلا باللهفة الى ربوع الوطن ولقاء الاهل والاحبة في صنعاء ذات الهواء النقي والاجواء الساحرة .

الوطن يظل اغلى واثمن واقدس الاشياء بالنسبة للانسان، واستغرب ممن يهون عليه ان يبيع وطنه بحفنة مال او حتى بمال الارض ، كيف يهنأ العيش بلاوطن وكيف يرضى ان يحتمل معاناة الغربة والمهانة ليقف في جبهة مواجهة ضد الوطن ، و يضحي بكل شيء ليقف مع اعداء الوطن ، بل كيف وصل الحال باناس يدفع دمه وروحه في سبيل اعداء الوطن .

الفترة التي قضيناها في الكويت علمتنا الكثير من الاشياء التي لم نكن نعيها من قبل ، علمتنا كيف يكون العيش خارج الوطن مرا و ثقيلا و صعبا لدرجة لا توصف ، علمتنا كيف يكون الانسان بلاوطن غريبا ضعيفا ، علمتنا كيف يكون في احسن الحالات ضيفا فقط ، علمتنا معنى الحنين و الشوق والعشق للوطن ولتراب الوطن ، علمتنا لذة الرضا بما يجود به الوطن قليلا كان او كثيرا صعبا او سهلا مرا او حلوا فرحا او حزنا شقاء او سعادة .

ولعل الظروف التي يمر بها الوطن قد اعطتنا دروسا بالغة في اهمية ان نضحي لاجل الوطن و نبذل الغالي والنفيس و نسعى ونتعب و نعمل بجد و اخلاص لاجل بناء الوطن ، لاجل ان نحصنه من اي مخاطر قادمة وندفع عنه كل المؤامرات و لا نبخل باي شيء مهما كان في سبيل ان يكون وطننا عزيزا كريما مستقلا امنا مستقرا .

حين نشاهد البلدان الاخرى نشعر بالغيرة كيف استطاع الاخرون بناء اوطانهم وكيف هم حريصون على حمايتها من كل الاخطار التي قد تهددها وكيف يحملون ثقافة حب الوطن على راس ثقافاتهم و يضعون مصلحة الوطن على راس اهتماماتهم ، يتناغمون في مشاعرهم تجاه الوطن ، يتناغم الكبير والصغير المسؤول والمواطن في نسق واحد حين يتعاطون مع مصالح الوطن و نهوضه و تحسين سمعته و حفظ امنه واستقراره ، بل حتى على مستوى نظافته و اناقته .

جدير بنا كشعب يمني ان نتوقف امام انفسنا ونسألها ماذا قدمنا لاجل الوطن ، وحري بنا ان لا نشعر بالوهن والضعف مهما كانت الظروف في سبيل ان نرفع شأن وطننا و نحمله على اكتافنا ليرقى الى مستوى لا يقل شأنا عن افضل الدول التي نعرفها ، وليس الامر صعبا ولا مستحيلا ، لنبدأ من تحرير الوطن و تحصين الوطن و استعادته من ايادي العابثين و نبعده عن اطماع الغزاة والمستعمرين ، ومن ثم سنستطيع ان نبني ما دمرته آلة العدوان و مرتزقته ، وننهض به و نسير به في ركب الرقي والنهوض الذي لا يتوقف .

قادرون ان ننتصر باذن الله وبعون الله و قادرون ان نحقق آمالنا وطموحاتنا في عيش كريم في احضان وطن كريم و ننعم بخيراته و نتجاوز كل هذه المصاعب التي انهكتنا و انهكت وطننا ، عائدون يا صنعاء ، عائدون يا احبة ربا صنعاء ، عائدون يا يمن .

‫#‏عيدنا_جبهاتنا‬
——
يوميات – الثورة – عدد اليوم الاربعاء 29 يونيو 2016م

قد يعجبك ايضا