اليمن:ما وراء التصعيد الأمريكي ضد الصيادين ورفع مستوى التوتر في البحار المحيطة ؟ وما هي أسرار الحرب على الموانئ ؟

 

تصاعد نشاط القوات الأمريكية في المياه المحيطة باليمن بشكل ملحوظ خلال الشهريين الماضيين.

إلا أن التحركات الأمريكية، أخذت في الآونة الأخيرة، طابعاً أكثر عنفاً، قياساً بما كان عليه الوضع سابقاً، حيث قامت قوات البحرية الأمريكية الأحد قبل الماضي، بإطلاق النار على قارب صيد، مأ أدى إلى مقتل أحد الصيادين واصابة اثنين اخرين بجروح في سواحل محافظة المهرة شرق البلاد.

وقد تم الهجوم على صيادي المهرة، بعد قرابة أسبوع من اقدام البحرية الأمريكية على اعتقال عدد من الصيادين اليمنيين قبالة سواحل الحديدة في البحر الأحمر غرب اليمن.

ويعد الهجوم الأمريكي على الصيادين اليمنيين مؤشراً خطيراً حول حجم التوتر الذي تعايشه القوات الأمريكية المتواجدة في المياه البحر العربي والبحر الأحمر المحيطة باليمن.

ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة رفعت مستوى حالة الاستنفار قبالة سواحل اليمن، في إطار ما يبدو استعدادات أمريكية لتدشين مرحلة جديدة من الصراع داخل خطوط الملاحة البحرية في البحرين الأحمر والعربي التي تستحوذ اليمن على معظم شواطئهما.

ويعتقد مراقبون أن الاعتداءات الأمريكية على الصيدين اليمنيين، ينم عن تحضيرات غير معلنة من قبل الولايات المتحدة، لتصعيد عسكري محتمل في اليمن،

حيث تشير الهجمات التي شنتها القوات الأمريكية على الصيادين اليمنيين خلال فترة أقل من أسبوع، إلى واشنطن قررت التخلي عن سياسة اللعب من خلف الستار والتدخل بشكل مباشر في الحرب على اليمن.

خلال العام 2021 أعلنت الولايات المتحدة تشكيل تحالف جديد في البحر الأحمر بحجة ” حماية الملاحة في البحر الأحمر” إلا ذلك التحالف أخذ شكلاً مريباً، من حيث افتقاره للذرائع من جهة، إضافة إلى كونه لا يخرج عن سياق تصريحات المسؤولين الأمريكيين حول ما يصفونه بـ”المخاطر التي تهدد الملاحة البحرية في البحر الأحمر”. وهي تصريحات تعبر في حقيقتها عن توجهات أمريكية في السيطرة على باب المندب، وجزر اليمن المتناثرة في الامتداد الطبيعي لباب المندب في البحرين الأحمر والعربي، وقد سبق لقائد القيادة الوسطى الأمريكية السابق، كينيث ماكينزي، أن اعترف صراحة خلال مقابلة مع قناة الجزيرة أواخر مايو 2021، أن الولايات المتحدة على تنسيق كامل مع الإمارات فيما يخص قيام الأخيرة بنقل قواتها من ارتيريا إلى جزيرة ميون اليمنية الواقعة على مدخل البحر الأحمر.

مع الأخذ بعين الاعتبار أن الولايات المتحدة تحتفظ بعدد من السيناريوهات لتفخيخ طرق الملاحة في باب المندب والبحر الأحمر، ويعد استخدام سيناريو الجماعات الإرهابية، أحد أبرز الذرائع التي قد تلجئ إليها واشنطن لتثبيت تواجدها العسكري في مضيق باب المندب وجزر اليمن، حيث لا يستبعد البعض أن يعمل الأمريكيون على الدفع بالجماعات الإرهابية لتنفيذ هجمات تستهدف السفن التجارية في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، بما يوفر الحجج للأمريكيين بفرض تواجد عسكري على أطراف باب المندب وجزر اليمن في البحر الأحمر، حيث سبق للجنة تنفيذ اتفاق السويد التابعة لحكومة صنعاء، أن حذرت من قيام التحالف بحشد الجماعات الإرهابية إلى سواحل اليمن الغربية، وقد ظهرت ملامح تفخيخ السواحل بالإرهابين من خلال جملة من السلوكيات تمثلت بإقدام مجندين تابعين للتحالف على تفجير المساجد القديمة والأضرحة الصوفية، التي ترى فيها الجماعات الإرهابية، بدعاً محرمة، وهي واقعة اعترفت قوات التحالف بالمسؤولية عنها، ووعدت بمحاسبة مرتكبيها.

وخلال الأسبوع الماضي تم تداول صور فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، لتدريب جماعات إرهابية ضمن قوات طارق صالح في مدينة المخا الساحلية المطلة القريبة من باب المندب.

 

ما هي أسرار الحرب على الموانئ اليمنية؟

 

الموانئ اليمنية بشكل عام وميناء عدن بشكل خاص تحتل أهمية كبيرة في خطوط الملاحة الدولية والتجارة العالمية حيث يعتبر ميناء عدن من أكبر الموانئ الطبيعية في العالم .. وخلال الخمسينات من القرن الماضي تم تصنيفه كثاني ميناء في العالم بعد ميناء نيويورك لتزويد السفن بالوقود الأمر الذي جعل مدينة عدن تستمد أهميتها وحيويتها من خلال هذا الميناء.

 

حسناً فعلت جامعة إب بتنظيمها المؤتمر الدولي لحرب الموانئ والصراعات المسلحة وصراح النفوذ في ميزان القانون الدولي والذي جاء في وقته ليدق ناقوس الخطر للتنبيه إلى عملية التدمير الممنهج الذي تسلكه دول التحالف في تدمير واحتلال الموانئ اليمني وجعلها خارج الجاهزية خدمة لموانئ أخرى.. فمن الناحية الجغرافية يقع ميناء عدن وسط ميناء جدة وميناء بئر علي الإماراتي وبحسبة بسيطة نعرف أن ميناء جدة حقق إيرادات عام 2020 بلغت 91 مليار دولار ، فيما يحقق ميناء جبل علي الإماراتي سنويا 53 مليار دولار.. رقمين مهولين يزيلان الالتباس عن أسباب تدمير دول التحالف لميناء عدن وإخراجه عن الجاهزية فالأمر واضع من دخل الميناءين وأنه لا يمكن أن تقوم دولة أو يسمح بتشغيل ميناء عدن.

 

يتميز ميناء عدن بموقع جغرافي متميز في المنطقة وعلى خطوط التجار العالمية والملاحة البحرية الأمر الذي أوجد تنافساً دولياً على ميناء عدن وبقية الموانئ اليمنية لما تتمتع به من أهمية استراتيجية .. هناك تاريخ طويل لمحاولة الاستيلاء على الموانئ اليمنية من قبل العديد من الدول الاستعمارية وشركة موانئ دبي يحكمه التنافس المحموم في السيطرة على الملاحة البحرية والتجارة العالمية.

 

لكن مهما تكالبت المؤامرات على اليمن لتدميرها ونهب ثرواتها واستغلال موقعها الجغرافي الفريد والمتميز ستبقى رقماً صعباً ومقبر للغزاة.

 

المصدر: وكالة الصحافة اليمنية

قد يعجبك ايضا