اليمن يرسم حدود دولته العظمى..من بوابة الإستراتيجية الدفاعية

عين الحقيقة/ أحمد عايض أحمد

المتأمّل للخارطة العسكرية الدفاعية اليمنية التي حاصرت الغزاة من كل جانب في العامين والنصف منذ بدء العدوان علي اليمن والى اليوم ، يلاحظ بوضوح تام أن الاستراتيجية الدفاعية اليمنية خلقّت تأثير استراتيجي عميق في الجزيرة العربية ومنطقة الشرق الاوسط واستطاع السيد القائد والجيش واللجان الشعبيه من توسيع مسرح الحرب من جغرافيا اليمن الطبيعية الى جغرافيا الجزيره العربيه مما جعل الاقطاب العالميه والاقليميه تدخل هذا المسرح بالاكراه .. فاليمن يحيط بالجزيره العربيه كإحاطة السوار بالمعصم من حيث التأثير والتغيير ..هذا هو الثقل الاستراتيجي اليمني وهذه حدود اليمن الاستراتيجيه..فما يحدث في اليمن يستطيع اليمن ان يجرّ كل محيطه الاقليمي الى ملعبه بالقوّه القاهره..واقع وليس خيال مفترض..والميدان يتحدث بهذه اللغه اليمنيه الواثقه من واقع عملي ملموس ….
من غرق الى غرق..ومن هزيمه الى هزيمه.. تفرح يوما في الاعلام وتحزن وتتألم وتخسر دائما في الميدان… هكذا السعوديه تعيش وهكذا تهرب بذعر من الهزيمه فتستقبلها هزيمه اخرى…بعد الهزيمة الساحقه والقاسيه التي نالتها السعوديه وتحالفها في اليمن والمستمره على ايدي رجال الوعد الصادق ..رغم انها فرحت ثلاثة اشهر من العدوان على اليمن في الاعلام فقط – الا ان الوضع العسكري انقلب ضد السعوديه وتحالفها عاليه سافله وصار العدوان على اليمن ينهش السعوديه وتحالفها الاقليمي الدولي بقسوه واصبح اليمن يتحكم بمسرح الحرب ويخطو بخطوات ثابته وواثقه وشامخه في خط النصر الدائم والمتصاعد اما السعوديه وتحالفها في خط الخسران والتراجع والهزيمه المفتوحه. فذهبت السعوديه لفتح ازمه مع قطر هروبا من الهزيمه الثقيله باليمن..فحظي الحصار السعودي الاماراتي البحريني المصري ضد قطر بروباغندا اعلاميه لعدة ايام لصالح هذا التحالف وفرحه سعوديه لاتوصف وفجأه انقلب الصراع رأسا على عقب لصالح دويلة قطر نتيجة الاسناد الايراني التركي الروسي الباكستاني وانتج هذا الصراع تحالف تركي ايراني روسي باكستاني مع قطر وصل الى درجة التدخل العسكر المباشر…
تحدث الدبلوماسي الأمريكي الكبير، ونائب مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق، جيمس جيفري “ان السعوديون وحلفائهم لو حركوا دبابة واحدة إلى الحدود، فسيكون هناك خلال أيام طائرات إيرانية وتركية و روسية على الأراضي القطرية”
ومن منطلق ماصرّح به اخطر مسؤول امريكي تقلّد اهم المناصب الاستخباريه ذات الطابع العسكري في امريكا ..البعض سيشكك في قدرات سلاح الجو الايراني ولكن قبل السرد الهام سنستعرض معركه جويه حدثت قبل ايام بين احدث ماتمتلكه القوات الجويه الامريكيه وهي مقاتلة “إف-18” ضد مقاتلة روسيه من نوع سوخوي22 قديمه جدا..هذه المعركه بين مقاتله امريكيه متطوره ومقاتلة سوريه في سماء شرق سوريا والتي استطاع قائدها تفادي صاروخ “جو-جو” من طراز ” AIM-9X”.يعتبر صاروخا حديثا جدا، ولكنه لا يتوافق مع الدعاية الأمريكية التي تروج له، حيث لم يثبت قدراته أثناء القتال. ، عن طريق إطلاق المقاتله السوريه لمشاعل حرارية دفاعية اصطدم بها الصاروخ الامريكي المتطور..عندها قرر الطيار الامريكي استخدام صاروخ أكثر تطورا وهو “AIM-120 AMRAAM” والذي بدوره أثار بعض الشكوك بقدراته القتالية أثناء المعركة، حيث من أول تجربة لهذا الصاروخ حتى اليوم تم استخدامه 13 مرة، ولم يستطع أن يصيب الهدف سوى 6 مرات. هذه المعركه حدثت بين مقاتله امريكيه متطوره ومقاتله سوريه قديمه جدا. ونعود الى سلاح الجو الايراني:
عندما تحدث معركه جويه بين مقاتله ايرانيه من نوع ميج-29 إس.إم.تي من الفئه المتطوره والمحدثه ضد الاف15 او الاف16 حتما ستكون النتيجة لصالح الميج 29 الروسيه التي يمتكلها سلاح الجو الايراني حيث وان الميج29 المحدثه هي اقوى
من اي مقاتله غربيه من الجيل الرابع لان الميج 29 المحدثه سواء اس ام تي او
يو بي تي هي من الجيل الرابع والنصف… اضافة الى ان ايران تمتلك مقاتلات اف14 الامريكيه المتطوره صحيح انها من مقاتلات الجيل الرابع لكنها مقاتله اعتراضيه شرسه لاتزال محسوبه من المقاتلات المعتمد عليها في اي معركه جويه و لم تخرج من خدمة سلاح الجو الامريكي الا بعام 2010 بعد استبدالها بمقاتلة اف18 هورنت- رغم ان الجيش الامريكي روج لخروجها من الخدمه عام 2006م ..ولاننسى ان سلاح الجو التركي يمتلك احدث المقاتلات الامريكيه اف15 و16 ذات النسخ الاكثر تطورا من المقاتلات السعوديه والاماراتيه ولاشك ان الاصطدام الجوي لن يميز بين المقاتلات ستحلق في الاجواء القطريه هل هي ايرانيه ام تركيه ام روسيه .البصمه العملياتيه ستكون سرّيه وموزعه ادوارها بين الشركاء في المسرح…
بطبيعة الحال… ان ماتحدث به السيد القائد عبد الملك الحوثي حفظه الله ونصره قبل عامين ان العدوان على اليمن سيدفع اليمنيين بقوّة الى تغيير المنطقه من بوابة الصمود والانجاز والانتصار والتحول الاستراتيجي وسيجعل العالم يعي جيدا ان اليمن لايمكن تجازوه ابدا او الاستهانه به كونه يخوض المعركه الدفاعيه منفردا …لذلك اتى حديث قائد الثوره كنتائج واقعيه متوقعه صنعها رجال الايمان والحكمه والبأس الشديد بدأت بالكثير واخرها الانفجار الكبير بالجزيره العربيه ” الازمه القطريه .. لذلك ان الازمه القطريه سببها اليمن نتيجة تمكنه الاسطوري من هزيمة اقوى واعتى واغنى تحالف عسكري اقليمي دولي..هزيمة عسكريه وسياسيه واعلاميه واخلاقيه وشعبيه ماليه لاتنسى وستدرس في اعرق الجامعات والكليات والمعاهد الاقليميه والعالميه وهذا الانتصار اليمني الشامل هو نابع من هندسه عسكريه عكسيه قلبت كل الموازين و لصالح اليمن .نابع من عقول وايدي يمنيه لاتعمل الا في مسار الانتصار فقط…
اليمن ينتصر…

قد يعجبك ايضا