اليمن يواصل إشعال البحر: التصعيد بالتصعيد ..البحرية الأميركية تعترف بتعرّضها لإطلاق نار كل يوم

 

 دخلت عمليات صنعاء البحرية ضدّ البوارج والمدمّرات الأميركية والبريطانية مرحلة جديدة من الاشتباك المستمر، لتصل إلى إنهاك البحريّتين الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر خلال الأيام الماضية، وفق أكثر من مصدر تحدّث إلى “الأخبار”. وحوّلت هذه العمليات البحر الأحمر إلى ساحة معركة ملتهبة لا تهدأ، نظراً إلى وجود عدد من القطع البحرية الأميركية في المناطق المقابلة للسواحل اليمنية في القرن الأفريقي، وكذلك بالقرب من خط الملاحة الدولي في البحر الأحمر. وتؤكد مصادر عسكرية في صنعاء، لـ”الأخبار”، قيام البحرية اليمنية بشن هجمات متعدّدة على الوجود العسكري الأميركي والبريطاني في تلك المنطقة، بواسطة صواريخ وطائرات وزوارق مسيّرة. وتشير إلى أن تصعيد واشنطن ولندن يُقابل بتصعيد مماثل، مؤكدة أن صنعاء تخوض حرب استنزاف مع القوات البحرية الأميركية والبريطانية، وأن ما يحدث لهذه الأخيرة أشبه بإجهاد عسكري، وهو ما أكدته القيادة المركزية الأميركية في بيان تحدّثت فيه عن قيام “أنصار الله” بشن 7 هجمات صاروخية و3 هجمات استُخدمت فيها الطائرات المسيّرة.

وتصاعدت عمليات صنعاء العسكرية ضد البوارج والمدمرات الأميركية خلال الساعات الماضية، جراء تصاعد العمليات الجوية الأميركية والبريطانية والتي بلغت 25 غارة خلال 48 ساعة. وقالت القيادة المركزية، في بيانها، إن الغارات استهدفت ثلاث حاويات لتخزين الأسلحة في محافظة الحديدة. وفي هذا الإطار، أكد نائب مدير التوجيه المعنوي في قوات صنعاء، العميد عبد الله بن عامر، أن التطورات العسكرية التي سُجلت في البحر الأحمر خلال الساعات الماضية كانت مهمة للغاية. وأشار، في منشور على منصة “إكس”، إلى أن الجهد العسكري اليمني لم يتوقف خلال اليومين الماضيين دعماً لقطاع غزة، ورداً على العدوان الأميركي – البريطاني المستمر على اليمن. وتزامنت هذه التصريحات مع تصريحات أميركية جديدة أكد فيها الكابتن ديف ورو، وهو قائد المدمرات الأميركية الأربع في البحر الأحمر، أن حاملة الطائرات “آيزنهاور” تواجه معركة شرسة ‎في اليمن، هي التحدّي الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية. ولفت، في مقابلة مع محطة “بي بي سي”، إلى أن قواته تتعرّض لإطلاق نار كل يوم. وأكد أن “قوات صنعاء البحرية أطلقت صاروخاً باليستياً يتحرّك بسرعة تزيد عن ثلاثة أضعاف سرعة الصوت، وكان لدينا فقط دقائق لتعقّبه وإسقاطه”.
وفي ما يعدّ مؤشراً إلى تصعيد أميركي محتمل خلال الأيام المقبلة، دعت إدارة التنبيهات التابعة للبحرية الأميركية السفن التجارية الأميركية إلى إيقاف تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال عند عبور البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي والحوض الصومالي لبحر العرب. كما نصحت السفن التجارية التي ترفع علم الولايات المتحدة وتحمل بضائع قابلة للاشتعال أو متفجرة أو غيرها من البضائع الخطرة، بإعادة النظر في عبور المناطق القريبة من اليمن، مطالبةً إياها بعدم الاستجابة لتحذيرات وتوجيهات البحرية اليمنية بشأن تحويل مسارها، ووجّهتها بتجاهل نداء التردّدات العالية جداً الصادرة عبر أجهزة الراديو من قبل قوات صنعاء، والاستمرار في مرورها إذا كان ذلك آمناً. واعتبر مراقبون في صنعاء تلك الدعوات والتوجيهات رسالة تحدٍّ سيكون لها ما بعدها من التصعيد، على رغم أن البحريتين الأميركية والبريطانية فشلتا في حماية السفن التجارية الأميركية والبريطانية خلال الأسابيع الماضية. ودفعت محاولات البحريتين تمرير عدد من السفن بالقوة إلى استهدافها بصواريخ بحرية وإغراق بعضها، ومنها السفينة البريطانية “روبيمار”. وفي حال تنفيذها التحدي الجديد، فإن صنعاء ستعمل على إغراق سفن أميركية في الممرّات المائية الواقعة تحت سيطرة نيران قواتها البحرية، وفق ما تتوعد به.

البحرية الأميركية تعترف بتعرّضها لإطلاق نار كل يوم

في هذا الوقت، دان مجلس الأمن الدولي، الذي فشل في وقف جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ أكثر من خمسة أشهر، عمليات صنعاء المساندة للفلسطينيين في البحر الأحمر وباب المندب، وطالب بالإفراج عن السفينة الإسرائيلية المحتجزة “غالاكسي ليدر”، وطاقمها. ووفق مصادر ديبلوماسية يمنية تحدثت إلى “الأخبار”، تمت إضافة بند في بيان اعتمده المجلس بعد اجتماعه، أول من أمس، يدعو إلى معالجة الأسباب التي أدت إلى تصاعد التوترات الإقليمية والتوتر العسكري في البحر الأحمر.

 

قد يعجبك ايضا