“انتصار استراتيجي – وهروب اضطراري ” : منظور روسي : اليمن وترامب الخاسر – الحوثيون يهزمون الولايات المتحدة
في هذا الملف تقدم صحيفة ” الحقيقة” في هذا التقرير ترجمة لملخصات تقارير وتحليلات نُشرت مؤخرًا في عدد من أبرز الصحف والمنصات الروسية ركزت على قرار ترامب وقف عدوانه على اليمن موكدة إن قرار ترامب بالتراجع عن مواصلة الحملة العسكرية) لم يكن نتيجة اتفاق تهدئة مع حكومة صنعاء، بل جاء نتيجة صدمات ميدانية تلقاها الجيش الأمريكي، قلبت حسابات البيت الأبيض رأساً على عقب وكان القرار عبارة عن هروب اضطراري من مأزق عسكري وسياسي كاد يتحول إلى فيتنام جديدة.
وتطرقت التقارير إلى تطور الدفاعات الجوية اليمنية لدرجة إن طائرة الشبح الأميركية F-35، التي روّجت لها واشنطن لعقود كرمزٍ للتفوق الجوي المطلق، كادت تُسقط فوق اليمن بصاروخ دفاع جوي .
التفاصيل..
مجلة topwar.ru :“أعظم جيش في العالم” لم يستطع التغلب على مقاومة “رجال اليمن الأقوياء
كشفت مجلة topwar.ru الروسية المتخصصة بالشؤون العسكرية أن تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، عن مواصلة الحملة العسكرية على الحوثيين (أنصار الله) لم يكن نتيجة اتفاق تهدئة مع حكومة صنعاء، بل جاء نتيجة صدمات ميدانية تلقاها الجيش الأمريكي، قلبت حسابات البيت الأبيض رأساً على عقب.
المجلة وصفت ما حدث بأنه هزيمة غير معلنة لأقوى جيوش العالم أمام “رجال أقوياء في اليمن”، مشيرة إلى أن الأسلحة والمنظومات الدفاعية للحوثيين (أنصار الله) أثبتت فاعليتها المذهلة، ليس فقط في التصدي، بل في تحييد الطائرات الأمريكية المتطورة.
وأوردت المجلة تفاصيل مثيرة عن إسقاط ما لا يقل عن 22 طائرة مسيرة أمريكية من طراز MQ-9 Reaper، بالإضافة إلى طائرات مقاتلة من طراز إف-18، بل وحتى طائرة شبح من طراز F-35، إحدى أكثر ما تفخر به الصناعة العسكرية الأمريكية.
وتشير التقارير إلى أن هذه الخسائر وقعت خلال كمائن محكمة نصبتها الدفاعات الجوية لقوات صنعاء، ما أوقع صدمة في دوائر البنتاغون.
وتعزز هذه الرواية ما نشرته نيويورك تايمز سابقاً، حين كشفت أن ترمب أصدر أوامره في مارس الماضي بتحريك حاملتي طائرات وسرب من القاذفات الاستراتيجية B-2، بهدف القضاء على البنية التحتية للصواريخ اليمنية خلال 30 يوماً، غير أن العمليات انتهت بـ”كابوس عسكري”، حسب تعبير الصحيفة.
التقارير ذاتها أشارت إلى أن طائرات MQ-9 التي كان يفترض أن تقود عمليات الاستهداف بدقة عالية، تحولت إلى فريسة سهلة للدفاعات اليمنية، ما أفقد واشنطن عنصر التفوق المعلوماتي الذي كانت تراهن عليه.
وبحسب مصادر الصحيفة الأمريكية، فإن ترمب اعتقد أن اليمن سيكون ساحة سهلة، تماماً كما كانت بغداد بعد اغتيال قاسم سليماني، لكن المفاجآت في اليمن كانت مدمرة، إذ أُصيب الرئيس الأمريكي بـ”خيبة أمل مريرة”، لا سيما بعد أن خسر أهم أدوات الاستطلاع والتجسس التي كانت تحدد أهداف القصف بدقة.
المجلة الروسية أضافت أن منظومات الرصد اليمنية نجحت في رصد طائرات يفترض أنها “شبحية” مثل F-35، وهو ما أثار تساؤلات حول جدوى المليارات التي تنفق على هذه التكنولوجيا.
وفي نهاية تقريرها، علقت المجلة الروسية بقولها: مع انسحاب ترمب بهدوء عبر الوساطة العمانية، وجد الحوثيين (أنصار الله) أنفسهم في موقع يسمح لهم بتحويل تركيزهم نحو أهداف جديدة… هذه المرة، نحو إسرائيل.
“لحظة إذلال تكنولوجي” لطائرة صُنعت على مدى عقدين من الزمن كرمز للتفوق الأميركي الجوي، لكنها ظهرت عاجزة عن تفادي الاستهداف من أنظمة يُفترض أنها تنتمي إلى جيل مضى عليه أكثر من 50 عامًا.
نشرت منصة للصحافة الاجتماعية – cont.ws ” تقريرًا عسكريًا مثيرًا أفاد بأن طائرة الشبح الأميركية من طراز F-35 Lightning II كانت قاب قوسين أو أدنى من التدمير في الأجواء اليمنية، بعدما تعرضت لاستهداف مباشر من منظومة دفاع جوي بمني
ووفقًا للتقرير، فإن هذه الحادثة التي أشار إليها عرضًا مقال سابق في نيويورك تايمز أثارت تحقيقًا داخليًا في البنتاغون، خاصة في ظل تزايد التساؤلات داخل المؤسسة العسكرية الأميركية بشأن كفاءة البرنامج الذي كلّف الخزانة الأميركية أكثر من تريليون دولار، ويعتمد كليًا على خاصية التخفي (Stealth) التي من المفترض أن تمنح F-35 تفوقًا مطلقًا في أي مسرح عمليات.
المثير في التقرير الروسي أن الدفاعات اليمنية، حسب مصادر عسكرية، لم تستخدم منظومات من الجيل الخامس مثل S-400 أو Patriot، بل اعتمدت على صواريخ متطورة على أساس تكنولوجي
ويصل مدى هذه الصواريخ إلى 50 و70 كيلومترًا على التوالي، ويمكنها إصابة أهداف على ارتفاعات تتجاوز 15 و20 كيلومترًا، ما يضعها ضمن فئة الدفاعات متوسطة المدى. ومع ذلك، فإن قدرتها على كشف وتعقب واستهداف مقاتلة F-35 يُعد تطورًا تقنيًا صادمًا، ويطرح أسئلة جدية حول كفاءة أنظمة التخفي الأميركية في مواجهة الرادارات المطورة محليًا أو هجينة المنشأ
ووصف التقرير الروسي المشهد بأنه “لحظة إذلال تكنولوجي” لطائرة صُنعت على مدى عقدين من الزمن كرمز للتفوق الأميركي الجوي، لكنها ظهرت عاجزة عن تفادي الاستهداف من أنظمة يُفترض أنها تنتمي إلى جيل مضى عليه أكثر من 50 عامًا.
وأضاف التقرير بنبرة ساخرة:من المذهل أن طائرة بُنيت لتكون غير مرئية، كادت أن تُسقط بصاروخ مشتق من نظام بوك القديم، يقوده مقاتلون يمنيون يرتدون الأحزمة التقليدية ويحملون بنادق الكلاشينكوف.”
تأتي هذه التطورات في سياق الحملة الأميركية التي أُطلق عليها اسم “عملية الفارس الخشن”، والتي باءت بالفشل وأُغلقت بهدوء عقب خسائر نوعية في طائرات مسيّرة ومقاتلات متقدمة، ما دفع إدارة ترامب إلى طلب وساطة سلطنة عمان للتوصل إلى وقف إطلاق نار مع أنصار الله في أبريل الماضي.
ويعتبر التقرير أن فشل F-35 في المناورة أو التملص من الاستهداف الجوي اليمني لا يُهدد سمعة الصناعة العسكرية الأميركية فحسب، بل يقوّض أحد أركان الردع الاستراتيجي الأميركي في الشرق الأوسط، خصوصًا مع دخول لاعبين غير تقليديين – مثل اليمنيين – إلى ساحة الاستخدام الذكي لأنظمة الدفاع القديمة.
أشار التقرير إلى أن القيادة الجوية الأميركية أجرت مراجعة عاجلة بعد ورود معلومات عن هذا الحادث، وسط مطالبات من الكونغرس بإعادة تقييم جدوى البرنامج، لا سيما أن الطائرة، رغم ميزاتها التكنولوجية، تعاني من مشكلات صيانة وتعقيد إلكتروني وتكلفة تشغيل مرتفعة
” صحيفة سيغودنيا – segodnia.ru”:اليمن وترامب الخاسر – الحوثيون يهزمون الولايات المتحدة
من وعد بالحسم في 30 يومًا في اليمن خرج بطلب وساطة من سلطنة عمان
نشرت صحيفة سيفودنيا رو الروسية تقريرًا تحليليًا لافتًا للكاتب بوريس دزيرليفسكي، كشفت فيه أبعاد الهزيمة التي مُنيت بها الولايات المتحدة في اليمن، مؤكدة أن ما وصفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ”انتصار استراتيجي” لم يكن سوى هروب اضطراري من مأزق عسكري وسياسي كاد يتحول إلى فيتنام جديدة.
وفقًا للتقرير، حاول ترامب ترويج رواية مفادها أن الحوثيين “استسلموا” بعد سلسلة ضربات أميركية، وأعلن وقف إطلاق النار من موقع “المنتصر”. لكن الصحيفة تساءلت: من بدأ العدوان أصلًا؟، وأجابت: كانت الولايات المتحدة هي من شنّ الهجمات على اليمن، لا العكس، في محاولة لردع أنصار الله عن استهداف السفن الإسرائيلية، في وقت لم تكن السفن الأميركية في خطر قبل تدخلها.
وتُشير الصحيفة إلى أن الرد اليمني جاء بعد تورط الولايات المتحدة في دعم إسرائيل عسكريًا في حربها ضد غزة، وأن صنعاء لم ترَ في السفن الأميركية هدفًا حتى قررت واشنطن الوقوف المباشر ضد اليمن خدمةً لأجندة تل أبيب.
وبحسب التقرير الروسي، انزلقت الولايات المتحدة سريعًا إلى معركة غير محسوبة، كانت تُسوّقها كعملية محدودة “لحماية الملاحة الدولية”، لكنها سرعان ما تحولت إلى حرب استنزاف شاملة، كبدت واشنطن خسائر مالية فادحة تجاوزت المليار دولار خلال أسابيع، إلى جانب إسقاط طائرات مسيرة وطائرات مأهولة، وتهديد مباشر لحاملات الطائرات الأميركية في البحر الأحمر.
يشير التقرير إلى أن واشنطن وحلفاءها الإقليميين – خصوصًا الإمارات والسعودية – حاولوا الدفع نحو مرحلة برية عبر تجنيد أكثر من 80 ألف مرتزق من مناطق مختلفة في الشرق الأوسط بإشراف مباشر من شركات أمن أميركية، لكنهم واجهوا مقاومة يمنية شرسة أظهرت هشاشة هذه القوات المدفوعة بالأجر أمام مقاتلين يقاتلون من منطلق عقائدي وتاريخي.
ورأت الصحيفة أن واشنطن أدركت سريعًا أنها عاجزة عن خوض حرب طويلة الأمد في بيئة جبلية قاسية، وفي مواجهة عدو غير تقليدي، يمتلك إرادة عالية وقدرات متطورة رغم الحصار والتضييق.
ومع اتضاح فشل الخيار العسكري، حاولت إدارة ترامب الضغط على طهران للتأثير على أنصار الله، عبر قنوات دبلوماسية وعُمانية، لكن المحاولة فشلت، ما اضطر البيت الأبيض إلى التفاوض مباشرة مع صنعاء عبر وساطة مسقط، في مشهد اعتبرته الصحيفة “إهانة إضافية” لصورة القوة الأميركية.
وفي واحدة من أبرز تداعيات الانسحاب الأميركي – بحسب الصحيفة – كانت تصدع العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، التي شعرت بأن ترامب خذلها، خصوصًا بعد أن أعلن السفير الأميركي في إسرائيل، مايك هاكابي، أن الرد الأميركي على الحوثيين سيتوقف على ما إذا أُصيب مواطنون أميركيون، وليس إسرائيليين.
الصحيفة الروسية سخرت من هذه المواقف، مشيرة إلى أن إدارة بايدن، رغم توصفها بالمعتدلة، لم تجرؤ على التفوه بمثل هذا التصريح، ما يثير تساؤلات حول عمق الانقسام في الموقف الأميركي تجاه إسرائيل
وفي محاولة لتلميع صورته، قدّم ترامب قرار الانسحاب من اليمن على أنه جزء من مناورة دبلوماسية تهدف لفتح قناة مع إيران بشأن برنامجها النووي، لكن الصحيفة رأت في ذلك مجرد غطاء “لفشل ذريع حاول تسويقه كدهاء سياسي”.
تختم الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن تل أبيب شعرت بالخيانة، خصوصًا بعد أن استمرت الهجمات اليمنية على إسرائيل رغم “الاتفاق” الأميركي مع أنصار الله. وأشارت إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية شنت حملة على ترامب، معتبرة أن انسحابه ترك إسرائيل مكشوفة في لحظة حرجة.
ويبدو أن الفشل الأميركي في اليمن لم يُكلف ترامب فقط مليارات الدولارات، بل أيضًا تحول إلى ورقة ضغط داخلية وخارجية، وصراع معلن مع حليفه نتنياهو الذي كان يراهن على الدعم المطلق من البيت الأبيض.
مقاتلة الشبح إف-35 كادت أن تسقطها الحوثيون
قال موقع إيفيرنيوز إن صحيفة نيويورك تايمز كشفت عن : مقاتلة شبح من طراز إف-35 كادت أن تفقد خلال العملية العسكرية الأميركية ضد الحوثيين في اليمن. وبحسب النشرة فإن الدفاعات الجوية الحوثية كادت أن تسقط الطائرة المقاتلة.
ولم توضح مصادر نيويورك تايمز كيف حدث هذا على وجه التحديد. وخلال الصراع، قيل إن طائرات إف-16 المقاتلة الأقل تقدماً تعرضت أيضاً لخطر التدمير في عدة مناسبات.
وكما كتب موقع The Aviationist ، فإن الفرق بين عدد طائرات F-16 “التي كادت أن تسقط” وطائرات F-35 يمكن تفسيره من خلال قدرة طائرة F-35 على التخفي. وتشير النشرة إلى أن الحوثيين قد يستخدمون أنظمة دفاع جوي حديثة إلى حد ما: على سبيل المثال، أنظمة الدفاع الجوي المتسكعة التي يمكنها تصفية الأهداف الزائفة.
ويعتقد أن الطائرات ربما تعرضت لهجوم بصواريخ موجهة بالأشعة تحت الحمراء. على الرغم من أن تصميم طائرة F-35 قد قلل من التوقيع الراداري للطائرة، مما يجعل من الصعب على الرادارات اكتشافها، إلا أن المقاتلة لا تزال تنتج توقيعًا تحت أحمر شديد الوضوح.
لقد فقدت الولايات المتحدة طائرات تم بناؤها باستخدام تقنية التخفي في السابق. على سبيل المثال، أثناء الصراع في يوغوسلافيا، تم إسقاط طائرة إف-117؛ تم تدمير أول طائرة شبحية بواسطة مجمع S-125 السوفيتي.
غازيتا.رو :الولايات المتحدة تكاد تخسر عدة طائرات مقاتلة خلال عملية ضد الحوثيين
ربما خسرت الولايات المتحدة عدة مقاتلات من طراز إف-16 وطائرة واحدة من طراز إف-35 خلال العملية ضد حركة أنصار الله
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية ذلك نقلا عن مسؤولين أميركيين، حسبما ذكرت وكالة ريا نوفوستي.
خلال تلك الأيام الثلاثين الأولى، أسقط الحوثيون سبع طائرات أمريكية مُسيّرة من طراز MQ-9، تبلغ قيمة كل منها حوالي 30 مليون دولار، مما حدّ من قدرة القيادة المركزية على تتبّع الجماعة المسلحة وضربها. وكادت الدفاعات الجوية الحوثية أن تُسقط عدة طائرات أمريكية من طراز F-16 ومقاتلة واحدة من طراز F-35، مما زاد من احتمال وقوع خسائر بشرية أمريكية، وفقًا للمقال.
وكتبت صحيفة نيويورك تايمز أن الحملة التي استمرت 30 يوما ضد حركة التمرد كلفت الولايات المتحدة مليار دولار ولم تحقق التفوق العسكري.