خطابات أسبوعية ترسم خريطة الصراع: السيد القائد يفضح المشروع الصهيوني وأدواته العربية

السيد القائد: مشروع “إسرائيل الكبرى” يمتد إلى مكة والمدينة.. والأنظمة العربية شريكة في الجريمة

خاص الحقيقة ـ جميل الحاج

منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة، باتت إطلالات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي ـ يحفظه الله ـ  الأسبوعية كل يوم خميس، حدثاً ثابتاً في المشهد السياسي والإعلامي، ليس في اليمن وحسب، بل على مستوى الأمة الإسلامية. هذه الخطابات التي تتجاوز حدود المحلية.

هذة الكلمات لم تعد مجرد خطب سياسية بل منبر توثيق ووعي ومقاومة، ومنصة أسبوعية لرسم خريطة الصراع بين الأمة والعدو الصهيوني، بين محور المقاومة ومحور التواطؤ العربي–الغربي.

إنها خطابات تؤرخ للجرائم، تكشف المخططات، وتضع المسؤوليات على عاتق الأمة، محذرة من أن السكوت على ما يجري في غزة ليس مجرد تقصير، بل مشاركة في جريمة العصر.

خلالها يتجاوز السيد القائد في الخطاب حدود اليمن ليخاطب العالم الإسلامي والإنساني برمته.. هذه الخطابات لم تعد مجرد مواقف سياسية ظرفية، بل تحولت إلى مرجعية أسبوعية ترصد الجرائم الإسرائيلية في غزة وتضعها في سياقها الاستراتيجي والديني والتاريخي.

توثيق الجرائم وربطها بالمخطط الصهيوني  

من أبرز ما يميز هذه الإطلالات للسيد القائد أنها لا تنطلق من التوصيفات العامة، بل من إحصاءات دقيقة لأعداد الشهداء والضحايا في غزة نتيجة القصف والتجويع، ليضع العالم أمام “جريمة القرن والعصر”.. ويؤكد أن العدو الإسرائيلي يمارس إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، ويُعلن أرقاماً وإحصاءات تجعل الرأي العام العالمي شاهداً موثقاً على الجريمة.. فهو لا يكتفي بالإدانة، بل يسعى إلى بناء وعي متجدد بحجم المعاناة الإنسانية التي يصنعها العدو الإسرائيلي.

وفي خطابة الأخير كشف السيد القائد عن أهداف المشروع الصهيوني، ويربط الجرائم اليومية بمخطط صهيوني أوسع يقوم على:

ـ عزل القدس عن الضفة الغربية وتقطيع أوصالها

ـ التوجه لهدم المسجد الأقصى وبناء “الهيكل المزعوم”

ـ تهويد القدس باعتبارها قلب المشروع الإسرائيلي

ويشدد على أن هذه الأهداف ليست أوراقاً سياسية قابلة للمساومة، بل عقيدة صهيونية راسخة مرتبطة بنصوص يعتبرها اليهود مقدسة، وتصب في مشروع “إسرائيل الكبرى” الممتد من نهر النيل إلى البحر الأحمر وربما إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة.

البعد الديني الأيديولوجي وصنيعة التكفيريين

يحذر السيد القائد من أن الاختراق الصهيوني للمجتمع الغربي رسّخ فكرة أن إقامة “إسرائيل الكبرى” تجلٍّ إلهي، وأن مستقبل الغرب مرتبط بتحقيق مشروع “إسرائيل الكبرى”.

ومن هنا ينبع إصرار اليهود على ربط أطماعهم بالنصوص المقدّسة لديهم، بما يشمل نهر النيل والبحر الأحمر وحتى مكة والمدينة، في خريطة توسعية لا تخفى على أحد.

يعرج السيد القائد بعمق ظاهرة الجماعات التكفيرية، مؤكداً أنها صنيعة يهودية صهيونية، هدفها تشويه الإسلام وإشغال الأمة عن معركتها المركزية.

ويقول إن هذه الجماعات تتبنى ذات التوجه الإجرامي الأعمى، لكنها لا تتبنى مواجهة اليهود مطلقاً، بل تعمل على منع الأمة من أي تحرك ضدهم، وتوجّه عداءها نحو من يقاوم العدو.

فضح الدور العربي المساند للعدو

وتطرق السيد القائد في خطابه إلى فضح حالة التواطؤ العربي مع الكيان، ومنها السعودية التي كشفت تقارير عن سفينة لها تحمل سلاحاً لـ (إسرائيل)، وهو ما لا يمكن تفسيره بصفقة عابرة أو “أجرة نقل”، بل دعم عسكري مباشر.

إلى ذألك الدور مصر التي عقدت صفقة غاز مع الاحتلال بقيمة 35 مليار دولار، وهو مبلغ يكفي لتغطية استثمارات داخلية مصرية أو شراكات مع دول إسلامية، لكنه ذهب في النهاية لدعم اقتصاد العدو.

وأكد السيد القائد أن الخطر الأكبر ليس فقط في جرائم العدو، بل في الحالة السلبية لأنظمة عربية توفر الغطاء له وتضيق على من يقف مع فلسطين. فالدعوة إلى نزع سلاح حماس أو المقاومة اللبنانية ليست سوى شكل آخر من أشكال الدعم المباشر لـ (إسرائيل).

يأسف السيد القائد لحالة السلبية التي تهيمن على الموقف العربي، موضحاً أنها لم تعد مجرد تقاعس، بل تحولت إلى تواطؤ مباشر عبر المطالبة بنزع سلاح حماس في غزة والمقاومة في لبنان، وهو ما يصب مباشرة في خدمة (إسرائيل)).

ويشير إلى أن هذه الحالة السلبية تؤثر على بقية الدول الإسلامية، وتدفع بعضها إلى معاداة كل من يقف مع فلسطين، كما هو الحال مع إيران ومحور المقاومة.

رسالة استراتيجية

من خلال خطابه الأسبوعي، يرسّخ السيد القائد عدة رسائل:

ـ أن المعركة مع (إسرائيل) ليست معركة غزة وحدها بل معركة الأمة جمعاء.

ـ أن السكوت عن جرائم العدو يساوي المشاركة فيها.

ـ أن الأنظمة العربية المطبعة أو الداعمة للعدو تشكل خطراً موازياً لجرائمه العسكرية.

ـ أن مشروع “إسرائيل الكبرى” تهديد مباشر لكل شعوب المنطقة، بما في ذلك المقدسات الإسلامية الكبرى.

ـ أن التخاذل أو التواطؤ العربي يشكل عاملاً مكملاً للإبادة الجماعية التي ينفذها العدو.

قد يعجبك ايضا