تحالف العدوان يعيد إغلاق مطار صنعاء على ثلاث رحلات..آلاف اليمنيين ماتوا في انتظار سفرهم عبر الرحلات المقيدة

8 آلاف مريض ماتوا منذ بدء الهدنة في انتظار تذاكر سفر الرحلات المحدودة التي سمح بها العدوان

المريضة مريم هادي توفيت أمس قبيل صعودها الطائرة بعد طول انتظار للرحلات المحدودة

تحالف العدوان أعاد الرحلات الست بعد شهر من السماح بها إلى ثلاث فقط

تنصل عن بنود الهدنة بفتح الوجهات المنصوص عليها ورفض السماح لشركات طيران عديدة من العمل

يرفض رفع الحظر ويستخدم الحصار كأسلوب حرب وإبادة ويضع اليمنيين رهائن رحلات ثلاث لوجهة واحدة

توفيت أمس امرأة يمنية مريضة في مطار صنعاء الدولي قبيل صعوده إلى الطائرة بعد طول انتظار لرحلة السفر المضنية عبر مطار صنعاء المغلق كاملاً والمفتوح بثلاث رحلات فقط لكل أسبوع وإلى وجهة واحدة.
وقد توفيت المريضة المظلومة مريم حمود هادي، خلال صعودها إلى الطائرة، حينما كانت في طريق إلى المملكة الأردنية الهاشمية لتلقي العلاج في المستشفيات الأردنية، وقال مدير مطار صنعاء الدولي خالد الشايف لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن المسافرة مريم حمود هادي توفيت بمطار صنعاء الدولي أثناء صعودها إلى الطائرة بعد معاناة كبيرة مع المرض.
وأكد أن المسافرة وغيرها من المسافرين المرضى في وضع مأساوي نتيجة الحصار والحظر الذي يفرضه تحالف العدوان السعودي الأمريكي على مطار صنعاء الدولي باستثناء وجهة واحدة إلى الأردن.
وأشار الشايف إلى أن العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي والمرتزقة في عدن قلصوا عدد الرحلات الجوية إلى الأردن من ست رحلات في الأسبوع إلى ثلاث رحلات فقط.
كما أكد أن وفاة المسافرة مريم جاء نتيجة صعوبة الحصول على الحجوزات نظرا لتأخر سفرها وهناك آلاف الحالات المشابهة.
ومنذ بداية الهدنة قبل عام ونصف، والتي انتهت قبل أشهر، مات نحو 8 آلاف مريض يمني ماتوا لتعذر حصولهم على مقاعد سفر في الرحلات اليتيمة التي يسمح بها العدوان ويحددها بثلاث رحلات أسبوعية فقط إلى وجهة واحدة.
وقبل الهدنة خضع اليمنيون لحصار مميت على مطار صنعاء مستمر منذ أعلن تحالف العدوان الحظر على المطار مع بداية حربه العدوانية في مارس 2015، ثم شدده في أغسطس 2016، بالحظر على الرحلات الإنسانية بشكل مطبق، وفي العام 2022، أعلنت الهدنة الأممية وأقرت عددا من الرحلات إلى وجهتين، ورغم أنها رحلات يتيمة لم ترفع الحصار عن اليمنيين إلا أن العدوان تنصل عنها ولم يسمح إلا ببعضها وإلى وجهة واحدة، ورحلة واحدة إلى الوجهة الأخرى التي أقرتها الهدنة.
وعلى الرغم من دخول ثم انتهاء الهدنة، فإن مطار صنعاء الدولي ما يزال مغلقاً أمام الرحلات الجوية المدنية بالشكل المطلوب، وكما أدى إغلاق المطار إلى موت عشرات الآلاف من المرضى، فإن استمرار إغلاقه وتقييده بثلاث رحلات فقط، أدى إلى إلحاق نحو 8 آلاف مريض بقائمة الموتى، بعد أن ظلوا طويلا ينتظرون الحصول على مقاعد سفر في الرحلات المحدودة التي يسمح بها تحالف العدوان.
مطار صنعاء هو المطار الدولي الرئيسي في اليمن، الذي يربط البلاد بوجهات دولية أخرى، كان يسافر حوالي 80 في المائة من الركاب المحليين والدوليين عبر مطار صنعاء، مطار صنعاء، إلى قبل الهدنة كان محطة أشباح بسبب إغلاقه نهائيا من قبل العدوان، وبعد الهدنة أغلقه العدوان بثلاث رحلات أسبوعية لا تستوعب أكثر من 600 مسافر، كان يستضيف في السابق ما يصل إلى 6,000 مسافر في اليوم، وأكثر من 2 مليون مسافر كل عام.
جريمة العدوان بإغلاق مطار صنعاء وضعت اليمنيين رهائن الإقامة الجبرية، وعزلت اليمن عن العالم الخارجي، حيث عجز الملايين عن السفر، وفاقم الوضع الإنساني متسببا في وفاة ثمانين ألف مريض ممن كانوا بحاجة للسفر للعلاج.
إن جريمة إغلاق مطار صنعاء خلفت كارثة إنسانية على سكان 11 محافظة وفي مقدمتهم المرضى والطلاب.
الجريمة عرّت ادعاءات الأمم المتحدة بحيادية عملها، وضربت إنسانيتها في صميمها وأظهرتها الجريمة مفتقرة إلى كل القيم الإنسانية، ونجمت عنها جرائم متضاعفة ومتراكبة يصعب الإلمام بها.
قبل شهر أعلن تحالف العدوان زيادة عدد الرحلات إلى ست رحلات أسبوعية، وإلى وجهة واحدة، وقبل أيام أعلن التراجع وتقليصها إلى ثلاث رحلات فقط، لا الرحلات الست ولا الثلاث كافية ولا وجهة عمان فقط تكفي أكثر من ثلاثين مليون يمني لهم حق السفر وحرية التنقل، ولا الحق لتحالف العدوان في منع الشركات التي تقدمت بطلبات للهبوط والنقل من وإلى مطار صنعاء، ولا الحق له في تقييد رحلات المطار الذي كانت تصل إلى عشرين رحلة وأكثر في اليمن، بثلاث رحلات أسبوعية ولوجهة واحدة، ولشركة واحدة، لكن العدوان يمارس كل ذلك الجرم دون اكتراث بتداعيات جريمته وآثارها الناجمة.
آلاف المرضى محاصرون في اليمن، ولا طريق بديل لإنقاذهم، الآلاف من المرضى اليمنيين الذين يحتاجون إلى علاج طبي عاجل في الخارج محاطون بحصار مطبق، وبعد أن كانت السنوات السبع الماضية بمثابة عقوبة الإعدام، كانت الهدنة بمثابة الوهم، فلم تمنح الحياة لمن ماتوا وهم في انتظار مقعد سفر، ولا هي التي لفتت انظار العالم نحو الجريمة.
وقد توفي الآلاف ممن يعانون من حالات صحية طويلة الأمد مثل السرطان والكلى والكبد وأمراض الدم أثناء انتظار العلاج غير المتاح في اليمن، والسفر المقيد عبر رحلات مطار صنعاء.
ومنذ الفتح المحظور للمطار توفي نحو 8 آلاف مريض لم يحالفهم حظ السفر عبر الرحلات المقيدة التي سمح بها تحالف العدوان، ويوم أمس فقدت المرأة مريم هادي حياتها بعدما حصلت على مقعد سفر بعد انتظار طويل للرحلات المقيدة.
ويوم أمس فقدت المرأة مريم هادي حياتها بعدما انتظرت طويلا للرحلة التي استطاعت حجز مقعد لها فيها، وقبيل صعودها إلى الطائرة ماتت، موتها تزامن مع قرار العدوان الأخير بتقليص الرحلات إلى ثلاث بعد شهر من سماحه بست رحلات أسبوعية.
مطار صنعاء هو البوابة التي تربط ملايين اليمنيين بالعالم الخارجي، وكان بمثابة المطار الرئيسي للبلاد، ولمدة تسع سنوات، يحرم اليمنيون من حقهم في السفر إلى الخارج لطلب الرعاية الطبية أو ممارسة الأعمال التجارية أو الحصول على وظائف أو الدراسة أو زيارة الأسرة .
فقد مئات الطلاب فرصًا للدراسة في الخارج أو الحصول على منح دراسية، الآلاف من اليمنيين الذين يعيشون في الخارج تقطعت بهم السبل خارج البلاد أو يواجهون صعوبات في زيارة أوطانهم، حيث أن الطرق البديلة محفوفة بالمخاطر وأكثر كلفة.
أدى إغلاق مطار صنعاء إلى وقف شبه كامل للشحنات التجارية مثل الأدوية والإمدادات الطبية والمعدات القادمة إلى البلاد، وقد أدى ذلك إلى جانب القيود المفروضة على ميناء الحديدة إلى مضاعفة أسعار بعض الأدوية، الى ما لا يمكن تحمله بالنسبة لمعظم السكان.
ساهم إغلاق مطار صنعاء بشكل أكبر في تدهور النظام الصحي في اليمن الذي دمره العدوان بالقصف، كان يتم نقل المواد الغذائية وغيرها من المعدات التي يحتاجها القطاع الطبي عبر المطار، توقف الشحن الجوي، أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير وانعدام الكثير من السلع والأدوية.
إغلاق المطار فاقم مأساة اليمنيين بشكل كبير جدًا، وجعل سفرهم خارج البلاد يمر في تعقيدات كثيرة، والعكس أيضًا صعب للغاية لمن أراد العودة إلى بيته، هذه التعقيدات تشمل الجميع (المريض والطالب والعامل)، وبات السفر خارج البلاد والعودة إليها أحد مآسي اليمنيين الكثيرة.
سمح العدوان برحلتين في الأسبوع ثم ثلاث رحلات، تغادر أسبوعيا من مطار صنعاء الدولي إلى العاصمة الأردنية عمان، والمطلوب هو فتح المطار بشكل كامل أمام كافة شركات الطيران الجوية العربية والأجنبية واليمنية أيضا، وإلى كافة مطارات العالم، وبرحلات غير مقيدة ولا محدودة، إذ لا يحق لتحالف العدوان أن يمارس هذه الجريمة.

 

الثورة / أحمد عبدالله

قد يعجبك ايضا