تحركات أمريكية في اليمن لمواجهة أي اصطفاف يمني مع المقاومة الفلسطينية

كثفت واشنطن من تحركاتها في اليمن بالتزامن مع التطورات الهامة في فلسطين المحتلة ومع تهديدات صنعاء بأنها ستشترك في المعركة دفاعاً عن غزة في حال وسع الغرب المشاركة مع كيان إسرائيل.

وجاءت التحركات الأمريكية على شكل لقاءات بقيادات عسكرية وسياسية في الحكومة التابعة للتحالف السعودي الإماراتي مع السفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجن، ولكون معظم قيادات حكومة التحالف متواجدين خارج اليمن ومعظمهم مقيمين داخل السعودية بشكل شبه دائم، فقد جرت هذه اللقاءات في العاصمة السعودية الرياض.

ومؤخراً التقى السفير الأمريكي بقيادة حزب الإصلاح، وتحديدًا رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، عبدالرزاق الهجري ومسؤولين آخرين في الإصلاح.

وبحسب ما نشره حساب السفارة الأمريكية لدى اليمن على منصة إكس، فإن اللقاء عقد لمناقشة عملية السلام في اليمن والتطورات الإقليمية، الأمر الذي يعني أن التحركات الأمريكية جميعها تصب لصالح إسرائيل واستخدام واشنطن كل أدواتها وعملائها في المنطقة بما في ذلك من يتبعون الملف اليمني.

وكان السفير الأمريكي قد التقى رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، حيث أعلن الأخير أثناء اللقاء أنه مع اتفاقات أبراهام التي جرت في الإمارات بين أمريكا وإسرائيل والدول التي طبعت مع الكيان على رأسها أبوظبي، حيث تهدف هذه الاتفاقات أساساً إلى تصفية شاملة للقضية الفلسطينية.

ولم يجد الزبيدي حرجاً في اعتباره أن اتفاقات أبراهام هي الحل للسلام في المنطقة، خاصة بعد أن أعلن سابقاً وعلى شاشة قناة سعودية بأنه على استعداد للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي عندما يمنحه التحالف السعودي الانفصال وإنشاء دولة جنوب اليمن تهيمن على مضيق باب المندب.

وسبقت لقاءات السفير الأمريكي، زيارة قام بها رئيس أركان قوات حكومة التحالف، صغير بن عزيز للولايات المتحدة بالتزامن مع بدء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث شارك بن عزيز في مؤتمر القوات البرية الأمريكية الذي شارك فيه رؤساء أركان عدد من جيوش الدول الحليفة لأمريكا بما في ذلك قيادات أركان إسرائيليين، والتقط بن عزيز صوراً تذكارية معهم.

وحسب ما كشفه أمين عام المكتب السياسي لأنصار الله، فضل أبو طالب ، أن بن عزيز تلقى تعليمات أمريكية عسكرية للتصعيد ضد قوات صنعاء المناهضة للتحالف السعودي الإماراتي بهدف قطع الطريق على صنعاء من أي مشاركة عسكرية مساندة للمقاومة الفلسطينية، وفور عودة بن عزيز إلى جنوب اليمن التقى على الفور بقائد القوات المتواجدة بالقرب من باب المندب على الجزء الجنوبي للساحل الغربي لليمن، طارق صالح، المدعوم إماراتياً وأمريكياً والذي سبق أن تم الكشف قبل نحو عامين عن لقائه بضباط إسرائيليين في مدينة المخا الاستراتيجية القريبة من باب المندب، الأمر الذي يشير إلى أن بن عزيز نقل لطارق صالح المتمركز قرب باب المندب بدعم غربي لصالح التحالف السعودي وأمريكا وإسرائيل التعليمات العسكرية التي تلقاها من ضباط الأركان الأمريكيين.

وسبق أن أعلن عضو المجلس السياسي الأعلى، أعلى سلطة حكم في اليمن بمناطق سيطرة حكومة، صنعاء، محمد علي الحوثي، عن أن قوات الجيش اليمني لن تسمح باستخدام ممر الملاحة الدولية لدعم إسرائيل عسكرياً ضد المدنيين العزل في قطاع غزة وأن أي دعم عسكري أمريكي سيمر من البحر الأحمر وباب المندب فإن صنعاء ستقوم بضربها مباشرة، ومن المرجح أن تكون واشنطن معولة على طارق صالح لمنع أي دور لصنعاء عسكرياً في هذا الخصوص.

 

المساء برس

قد يعجبك ايضا