ترتيبات أمريكية لإطالة أمد العدوان والحصار..التفاصيل الدقيقة للمؤامرة -مؤامرات سابقة -حقيقة المؤامرة -موقف مبدئي ثابت -ترتيبات تآمرية

بعد إعلان ما سمي بمجلس القيادة الرئاسي في عاصمة مملكة العدوان السعودي التي أملى نظامها السياسي مضمون قراره على الفار هادي

بعد أيام قليلة من إعلان هانس جروندبرج مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن عن هدنة وقف لإطلاق النار لمدة شهرين ابتداء، والسماح لسفن الوقود بدخول ميناء الحديدة وتشغيل رحلات جوية محددة من مطار صنعاء.. تكشفت للجميع حقيقة المؤامرة الأمريكية السعودية الإماراتية الصهيونية الجديدة ضد شعبنا ووطننا اليمني والتخطيط والترتيب المقصود والممنهج الهادف إلى إطالة أمد العدوان والحصار الاقتصادي ومضاعفة معاناة الملايين من أبناء الشعب اليمني الصامد والمقاوم والرافض لمشاريع الطغيان والهيمنة الأمريكية الصهيونية في المنطقة .. المزيد من التفاصيل في السياق التالي .
من عاصمة مملكة العدوان وعلى لسان المبعوث الأمريكي غروندبرغ جاء الإعلان عن هدنة إنسانية لمدة شهرين من عاصمة المملكة السعودية الرياض أثبتت حقيقة أن دول العدوان المتورطة بصورة مباشرة في عدوانها على وطننا اليمني هي المتورطة أيضا بصورة مباشرة في الحصار الاقتصادي الذي تجلت أبرز صوره الإجرامية مؤخراً ومشاكله الأكثر حدة في أزمة المشتقات النفطية التي عانى منها الملايين من أبناء شعبنا اليمني خلال الآونة الأخيرة بسبب منع دخول البواخر المحملة بالوقود إلى ميناء الحديدة.
وعلى الرغم من ترحيب رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام بإعلان المبعوث الأممي لليمن عن هدنة لمدة شهرين بموجبها تتوقف العمليات العسكرية ويفتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات وكذلك فتح ميناء الحديدة أمام المشتقات النفطية لعدد من السفن خلال شهري الهدنة.
تكشفت على الفور حقيقة الشكّ والملاحظات النقدية والتساؤلات والاستفسارات المتعلقة بحقيقة تلك الهدنة التي توالت بصورة مستمرة في كتابات ومنشورات وكلام الكثير من الخبراء والمحللين والناشطين الإعلاميين والسياسيين على مواقع التواصل الاجتماعي ومختلف وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة على مستوى الداخل اليمني وعلى المستويين الإقليمي والدولي.
ومثل الإعلان عن تشكيل ما سمي بمجلس القيادة الرئاسي بقرار من الفار هادي أبرز عناوين مؤامرة الترتيب الأمريكي السعودي الصهيوني الإماراتي لمرحلة جديدة من مراحل العدوان والحصار الاقتصادي الإجرامي المفروض على شعبنا ووطننا اليمني .

التفاصيل الدقيقة للمؤامرة
التفاصيل الدقيقة الأخرى المتعلقة بحقيقة المؤامرة جاءت في تعليق رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام على ما يمكن تسميته بمهزلة الرياض ..
حيث قال رئيس الوفد الوطني أنه بفضل الله وصمود الشعب اليمني سقطت كل ذرائع العدوان والحصار، حتى الشرعية المزعومة تم إنهاؤها والانقلاب عليها من قبل من ادعاها واختلقها راية لعدوانه.
مشيراً إلى أنه لم يعد أمام المجتمع الدولي والأمم المتحدة أي مبرر للاستمرار في استخدام الشرعية ذريعة لقتل شعبنا وحصاره.
موضحاً أن إجراءات تحالف العدوان لا علاقة لها باليمن ولا بمصالحه ولا تمت للسلام بأي صلة بل هي إجراءات تدفع نحو التصعيد عبر إعادة تجميع ميليشيا متناثرة متصارعة في إطار واحد يخدم مصالح الخارج ودول العدوان.
مبيناً أن طريق السلام معروف وهو وقف العدوان وفك الحصار وإخراج القوات الأجنبية ثم الحديث عن الحوار السياسي الذي يجب أن يأتي في أجواء مناسبة وليس بالقفز عن وقف العدوان والحصار وإنهاء الاحتلال بإعادة تدوير المرتزقة وفرض  إجراءات جديدة للعدوان لا شرعية لها وصادرة من جهة غير شرعية ولا تملك أي صلاحية لا دستورية ولا قانونية ولا شعبية صدرت خارج اليمن شكلاً ومضموناً. مضيفاً أن شعبنا ليس معنيا بما يقرره الخارج في شؤونه الداخلية وأن اليمن ليس قاصراً حتى يهندس له الآخرون شكل دولته وحكومته ويقررون له حاضره ومستقبله.
ومؤكداً أن مسؤولية شعبنا الغيور مواصلة معركة التحرر الوطني وبإذن الله سيصل إلى مبتغاه وستسقط أمام صموده وتضحياته كل المؤامرات.

مؤامرات سابقة
وإذا ما أعدنا النظر فيما شهدته السنوات الماضية من عقد للمشاورات المتكررة بوساطات خليجية وأميركية لعل أبرزها الجولة التي استضافتها العاصمة العُمانية مسقط في 2016م بحضور وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري والتي لم تُفض إلى نتائج ملموسة.
ثم دخول الكويت على خطى المشاورات من شهر أبريل وحتى يوليو من العام 2016م في إطار جولات مستمرة ومتصلة ببعضها البعض من المفاوضات بين الوفد الوطني ووفد حكومة ما يسمى بالشرعية دون أن تخرج بنتيجة تذكر.
وكذلك ما جرى في ستوكهولم خلال شهر ديسمبر من العام 2018م من مفاوضات جرت في ستوكهولم برعاية الأمم المتحدة أفضت إلى تفاهم مشترك حول كثير من النقاط والأمور الخلافية غير أنه سرعان ما تم خرق تلك الاتفاقات من قبل تحالف العدوان.

حقيقة المؤامرة
تتجلى لنا حقيقة أن ما سمي بمشاورات الرياض الجديدة وما ترتب عنها من قرارات أبرزها الإعلان عما سمي بمجلس القيادة الرئاسي أو بمعنى أدق مجلس الارتزاق السعودي وكذا الإعلان عن دعم حكومة الارتزاق بمبلغ 3 مليارات و600 مليون دولار تتأكد لنا حقيقة المؤامرة الجديدة على اليمن من خلال جملة من الأمور أبرزها :
– التلاعب بأسعار صرف الريال اليمني العائم ففي أعقاب الإعلان عن تلك المليارات الثلاثة، كتمويل سعودي وإماراتي إضافي لحكومة المرتزقة ، سجل الريال اليمني صعودا صاروخيا وعلى الجانب الآخر، فإن سوق المال أشارت بالفعل إلى أن التعافي سوف يكون مؤقتًا فحسب وبالتالي فإن المزاج الإيجابي للسوق في أعقاب التغيير السياسي ما بين ليلة وضحاها لحكومة المرتزقة بالإضافة إلى الدعم المالي السعودي الإماراتي المذكور آنفا يمكن ربطهما بالمكاسب السريعة التي حققها الريال قرابة منتصف النهار، حيث سجل سعر الريال الجديد صعودا بنسبة تناهز 36% مقابل الدولار الأمريكي، بينما حقق الريال القديم صعودا 18% بيد أن تلك الأسعار تناقصت بحلول المساء حيث تقلص ارتفاع الأول إلى 21%، مقابل 9% للثاني.
– استمرار الخروقات التي ظلت ترتكبها قوى العدوان بشكل مستمر منذ إعلان الهدنة والتي بلغت قرابة 180 خرقاً بين تحليق لطائرات الاستطلاع في أجواء المحافظات اليمنية وخروقات أخرى ارتكبتها مليشيات المرتزقة كالقصف المدفعي ومحاولات التسلل.

موقف مبدئي ثابت
وفي ضوء استمرار الموقف المبدئي الثابت للقيادة الثورية والسياسية الصامدة في وجه العدوان ومشاريع الهيمنة والطغيان الأمريكي واشتراطها إيقاف العدوان وإنهاء الحصار قبل الدخول في أيّ مفاوضات ورفضها لما سمي بمجلس القيادة الرئاسي ..
يمكن القول أن أبرز الحقائق الماثلة ذات الصلة الخاصة والرئيسية بتلك الترتيبات الأمريكية المعلن عنها من عاصمة مملكة العدوان وكذا الأسباب الرئيسية أيضاً لحدوث التغيير الحاد في أولويات السياسة الخارجية لدول العدوان والولايات المتحدة الأمريكية تتمثل فيما يلي:
– الصمود اليمني الأسطوري الذي كان له أثره الكبير في إيجاد تغيير جدي في ميزان القوى وخلق ردع وتهديد استراتيجي لمملكة آل سعود ومن يقف وراءها من الصهاينة والأمريكان.
– قوة الردع الهجومية والدفاعية التي تم إنشاؤها وصنعها بأيادٍ يمنية ووفقاً للموقف والمبدأ الثابت وغير المتغير للقيادة الثورية والسياسية والعسكرية اليمنية المخلصة في إيمانها وولائها لله.
– التوقيت الزمني لعملية كسر الحصار الثالثة التي نفذتها القوات الصاروخية اليمنية ولم تكن سوى مؤشرٍ لحصول ما هو أبعد خلال عام الصمود الوطني الثامن في وجه العدوان وما يحمله معه من بشائر النصر .
– المبادرة التي أعلن عنها رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير مهدي المشاط في خطابه بمناسبة اليوم الوطني للصمود .

ترتيبات تآمرية
وبالتالي فإن تلك الترتيبات التآمرية ومحاولات ذر الرماد على العيون تحت غطاء الهدنة الإنسانية والسلام المزيف بعد سبع سنوات من العدوان هي دليل على التحول الكبير الذي استطاع أن يصنعه شعبنا اليمني في موازين القوى العسكرية وموازين اللعبة السياسية ومدى نجاحه في التأثير على القرار السياسي داخل مملكة العدوان التابعة والمنقادة للأمريكي الذي أملى عليها وعلى مرتزقتها اتخاذ تلك  القرارات ولعل خير دليل على ذلك هو ترحيب الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، بالهدنة التي أعلن عنها المبعوث الأممي الخاص لليمن “هانز جروندبرج” والمتضمنة قبول جميع الأطراف مقترحاً لعقد هدنة لمدة شهرين، معبرا عن امتنانه لما أسماه “الدور القيادي” للمملكة السعودية وسلطنة عمان في التوصل لهذه الهدنة.
ورغم كل ذلك يبقى الأمر المهم بل والأهم هو أن على القيادة الثورية والسياسية اليمنية إيلاء مزيد من الاهتمام للمتغيرات الظرفية في مواقف دول العدوان وجعل ذلك الاهتمام عنصراً إضافياً في استراتيجية الثبات والتمسك بموقف ثابت وأساس واضح للنشاط المناهض والرافض للهيمنة ومحاولات فرض الوصاية على القرار اليمني والاستمرار في الصمود والمقاومة والتصدي والمواجهة للعدوان والحصار الإجرامي بكافة أشكاله وصوره.

 

26 سبتمبر-

قد يعجبك ايضا