تسريح السعودية لفصائل الإصلاح.. ما هي الأهداف والدلالات؟

في وقتٍ سابق طُرحت العديد من التساؤلات حول الهدف من التجنيد الأخير الذي تقوم به السعودية، في هذا السياق سبق وأن كشف الناشط السياسي والقيادي السابق فيما تسمى المقاومة الجنوبية، عادل الحسني عن تجنيد السعودية عدداً كبيراً من المقاتلين الموالين لها بهدف نشرهم في مدينة ما زالت خاضعة للإصلاح شمال اليمن.
وقال الحسني في تغريده على حسابه بتوتير إن قيادات الإصلاح تعتقد أن السعودية والإمارات ستترك لهم مأرب النفطية.
من جهةٍ أخرى قال الناشط السياسي والقيادي السابق فيما تسمى المقاومة الجنوبية، عادل الحسني “من يحارب فكرتكم ويطاردكم في صحراء ليبيا وأدغال أفريقيا وفي غزة ومصر وغيرها لا يمكن أن يمنحكم مساحات نفطية”.

وأضاف الحسني إن المسألة مسألة وقت فقط، كاشفاً أن هناك قوة بديلة للإصلاح في مدينة مأرب تتدرب حالياً في تبوك والدمام داخل السعودية وعددهم 15 ألف مقاتل.
وأكد الحسني أن إدخال هذه القوة إلى مأرب سيكون بقرار من رشاد العليمي كما فعل مع الإصلاح في شبوة وأن السيناريو الذي تم تطبيقه في شبوة سيتم تطبيقه أيضاً في مأرب.

حملة جديدة

في خطوة جديدة بدأت السعودية، الأحد الماضي ، حملة جديدة ضد حزب الإصلاح، أبرز اذرعها في اليمن .
تزامنت الخطوة الجديدة التي قامت بها السعودية مع محاولة الحزب المناورة بغية تحقيق مزيد من المكاسب وحيث جاءت الخطوة السعودية الأخيرة كمحاولة سعودية لإخضاع حزب الإصلاح في اليمن تمثلت محاولة الإخضاع السعودية تجاه حزب الإصلاح من خلال إيقاف السعودية مكرمة الملك سلمان على فصائل الحزب في مأرب وحجة وتعز والجوف.

المكرمة التي اوقفتها السعودية هي كانت بالأساس بديلة للمرتبات التي اوقفتها السعودية على فصائل الحزب قبل اشهر.
وهنا يجدر الإشارة إلى المكرمة وهي اخر ما كان عناصر الحزب ومقاتليه يسدون به رمقهم وسط احتدام الخلافات بين الحزب والسعودية في ظل ضغوط الأخيرة لإجلاء فصائل الحزب من مناطق النفط والغاز شرق اليمن وإعادة هيكلة فصائله واخضاعها لقيادة موحدة وهو ما يرفضه الحزب ويعتبره نهاية لمشروعه وخصوصا بعد عملية التقليص المستمر والاجتثاث لوجوده في مناطق جنوب اليمن.
والمكرمة ورقة للسعودية استطاعت بها تركيع الانتقالي الذي جبر على تفكيك ميليشياته وتسليم اخر معاقله وقد تجبر الخطوة السعودية المئات من مقاتلي الحزب على الالتحاق طواعية بقوات خصومه هناك.

هل يدرك حزب الإصلاح أنه لم يكن سوى أداة من أدوات العدوان على اليمن؟

لا يخفى على أحد أنه عندما أعلنت السعودية شن عدوانها على اليمن ، اتخذ حزب الإصلاح مواقف غير وطنية تجاه اليمن فقد كان حزب الإصلاح إحدى الأدوات السعودية في العدوان على اليمن وما يؤكد ذلك هو موقف حزب الإصلاح حيث كان الحزب أول تيار سياسي أعلن تأييده للتدخل العسكري السعودي في اليمن.
من جهةٍ أخرى تجدر الإشارة إلى التناقض الواضح بين حزب الإصلاح والسعودية منذ البداية فالسعودية التي تصنف جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها حزب الإصلاح عملت على الاستفادة منه في حربها ضد اليمن لذلك يمكن القول إن التحالف القائم بين السعودية والإصلاح في اليمن لم يكن سوى تحالف هش فبعد مرور عدة سنوات من الحرب، ظهر بشكل واضح أن التحالف بين حزب الإصلاح والسعودية كان فقط ضمن مؤامرات التحالف السعودي الإماراتي على اليمن، خلال الأيام القليلة الماضية تم الكشف عن 15 ألف مقاتل يتدربون بالسعودية وقد أكدت مصادر مختلفة أن الهدف من ذلك هو لنشرهم في مأرب بديلاً للإصلاح.
إضافة إلى ذلك أوقفت السعودية مكرمة الملك سلمان على فصائل حزب الإصلاح في مأرب وحجة وتعز والجوف.

الأهداف والدلالات؟

بعد الخطوات الأخيرة التي قامت بها السعودية ضد حزب الإصلاح في اليمن بات واضحاً أن لحظة الافتراق الكبير قادمة وستكون صادمة ومؤلمة لحزب الإصلاح في اليمن فالسعودية استخدمته لتحقيق أغراضها في اليمن ، وهنا تُطرح العديد من التساؤلات ما هي خيارات حزب الإصلاح تجاه ما قامت به السعودية من خلال محاولتها إقصائه ومحاربته ونشر قوات بديلة عنه في منطقة مأرب المنطقة الغنية بالنفط وإيقاف الأموال التي كانت تقدمها له تحت مسميات مختلفة؟
في الحقيقة لا يخفى على أحد أن القيادة الحالية لحزب الإصلاح تقيم أغلبها في الرياض وقد اعتادت على الصمت وتلقي الضربات من أطراف محلية أضعف بكثير من السعودية فهل يا تُرى سوف تستمر في التحالف مع السعودية؟ ، أم إنه بعد الخطوات المؤلمة التي قامت بها السعودية سوف يحدث على الاقل انقسام في الحزب؟، ومن ثم ستكون هناك مواجهة مباشرة مع السعودية ؟

في الختام من الواضح أن التخوف الكبير الذي كان يعاني منه حزب الإصلاح في اليمن خلال الفترة السابقة قد حصل بالفعل اليوم فبعد أن خسر حزب الإصلاح الكثير من المناطق التي كان يسيطر عليها سابقاً. اليوم يتلقى ضربات موجعة أيضا من السعودية التي استخدمته أداة.

في هذا السياق وعلى وقع هذه الخلافات المتصاعدة بين التحالف وفقدان الثقة بين حزب الإصلاح والسعودية من جهة وبين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي أيضا فإنه حال أقدمت السعودية بالفعل على تسليم محافظة مأرب إلى قوات جديدة فربما يتغير مسار الأحداث داخل التحالف السعودي وتزداد الانقسامات التي هي موجودة بالفعل.

المصدر : الوقت التحليلي

قد يعجبك ايضا