تقارير وتحليلات صحيفة الحقيقة العدد”356″

هل تستمر قوى العدوان في تفويت النصائح والمبادرات اليمنية لإخراجها من مستنقعها؟

الانتصار للشعب اليمني وكرامته قضيةً لاتقبل مساومةً أو تنازلات، هي حقيقة معمدة بالدماء والتضحيات في معركة التحرر والاستقلال التي يخوضها الشعب اليمني ضد تحالف العدوان وسياساته الدموية بغية تطويع الشعب ونهب ثرواته.

مبادئ ثابتة أكد عليها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في معرض نصحه الصادق لقوى العدوان ومرتزقته، بكف أيديهم الآثمة عن حقوق الشعب اليمني في نيل حريته واستقلاله.

استندت نصائح السيد القائد الى الواقع الميداني وتحول المشهد العسكري على كافة المستويات، حيث باتت تداعياتها تشكل تهديدات حقيقيةً على أمن واستقرار دول العدوان ومقوماته الحيوية والاقتصادية، أضافةً لفقدانها لعوامل توازن قدراتها العسكرية على الأرض وفشل رهاناتها في تحقيق الأطماع التاريخية الهادفة الى إخضاع الشعب اليمني واحتلال أرضه.

مقومات الصمود اليمني التي تشهد تنامياً مستمراً في وسائل المواجهات الميدانية التي تتصدى لكافة المخاطر والتهديدات على أمن البلاد وسيادته الناتجة عن مشاريع المحتل وآلة عدوانه العسكري.

شكلت أهم أسباب تعاظم مآزق تحالف العدوان وأدواته، ومع أصرار قوى العدوان على تفويت الفرص الأمنة ورفضها للمبادرات السياسية الحريصة على وقف تداعيات متصاعدة الناجمة عن سياستها ومشاريعها، لا يجد المقاتل اليمني أمامهُ إلا الإستمرار في تقديم التضحيات ورص بنيان صموده وكفاحه والمضي قدماً نحو تحقيق النصر ونيل حريته واستقلال قراره.

هل وضعت أمريكا عينها على اليمن منذ وقت مبكر؟ دلالات تدمير قدرات الدفاع الجوي اليمني بإشراف أمريكي

مشهدً واحداً لتفجير العشرات من صواريخ الدفاع الجوي بإشراف أمريكي عام 2005م، لذلك الكثير من الدلالات أولها أن واشنطن قد وضعت اليمن نصب عينيها منذ وقت مبكر، بما يخدم هيمنتها على دول المنطقة.

المعلومات والمشاهد التي كشفتها الاجهزة الأمنية تعكس حقيقة الارتهان الكامل للإدارة الأمريكية من قبل نظام علي عبدالله صالح، إرتهاناً فتح الباب امام تدخل وآشنطن في كل تفاصيل البلد بما فيها القدرات العسكرية وبدون أي سقف يحق لأمريكا أن تحدد ما الذي يبقى لليمن وما الذي يدمر وينتزع.

الوصول الى تدمير هذه القدرات لم يكن الا تتوجاً لسلسلة خطوات أمريكية بدءاً بالمعلومات الكاملة والدقيقة وصولاً الى جمع الصواريخ وتدميرها على مراحل عدة، يعكس هذا حقيقة التهويل الأمريكي في الجيش اليمني.

حرصت الولايات المتحدة الامريكية على تجريد اليمن من أي قدرات فاعلة، فكان تدمير الدفاعات الجوية اليمنية حلقةً واحدةً ضمن سلسلةً متشابكةً طوالة سنواتً من المؤامرة لتدمير باقي القدرات العسكرية اليمنية.

عكس ذلك الخشية المبكرة لواشنطن من سقوط علي صالح وبروز قوى وطنية قادرة على الاستفادة من هذه القدرات وتفعيلها وتطويرها.

أتضح ان الاستراتيجية الامريكية في دول المنطقة وعلى راسها اليمن قد ارتكزت على بقاء الأنظمة بدون قراراً وبدون قدرات، لتبقى حكوماتً شبيهةً بأقسام الشرطة تتحرك في مساراً لاتصتدم مع المشروع الأمريكي إن لم يكن خادماً له.

تعيد هذه الحقائق الى واجهة التحذيرات التي كان يطلقها الشهيد القائد السيد/ حسين بدر الدين الحوثي، عن الخطر الامريكي على اليمن وكيف أن التحذير في ذلك الحين قد أتى متزامناً مع تحركات أمريكية يكشف اليوم منها جانباً بالصوت والصورة.

استبقت الولايات المتحدة الأمريكية الأحداث ووضعت نصب عينيها أضعاف اليمن وطبقاً لاستراتيجيتها فقد أتى العدوان التي تشرف علية، واليمن بأمس الحاجة الى تلك القدرات غير انما يعوض ذلك الاختراق هو ماتحقق اليوم من إنجازاتً متقدمة في الدفاعات الجوية اليمنية وفي أشد وأقسى الظروف.

أنصار الله تکسر الذراع الثالثة للسعودیة في الیمن

الخبر وإعرابه

الخبر :

مع سقوط مدينة “حزم” مركز محافظة الجوف قرب الحدود مع السعودية، كسرت حركة انصار الله ظهر حزب الإصلاح اليمني الذي يعتبر الذراع الثالثة للسعودية في اليمن.

التحلیل:

– نظرا لما كان يقال في السابق عن تدخل دولة ثالثة للوساطة بين حزب الإصلاح اليمني التابع للسعودية وبين أنصار الله، وبينما لم تهاجم حركة انصار الله خلال السنوات الخمس الماضية سوى مواقع الاحتلال السعودي والاماراتي، فان تحرير حزم الجوف قرب الحدود مع السعودية اظهر اولا ان هذه الوساطة لم تحقق اي نتيجة وثانيا ترى انصار الله ان الطريقة الوحيدة لتقليص اعدائها المدعومين من السعودية داخل اليمن هو تحرير الجوف وهزيمة حرب الاصلاح.

– ورغم أن أنصار الله كانت قد حررت محافظة الجوف بأكملها في السابق، إلا أن تحرير مركز هذه المحافظة هو في الحقيقة مقدمة لتحرير “مأرب” آخر معقل لجماعة الإخوان اليمنية المدعومة سعوديا. وتحاصر انصار الله مأرب في الوقت الراهن بشكل كامل.

– إن هجمات أنصار الله الأخيرة الناجحة على مواقع العدو، والتي أدت جميعها إلى انتصارات كبيرة واستكملت اليوم بتحرير حزم مرکز محافظة الجوف، اوصلت رسالة مفادها أن مصير السعوديين دون استثناء مرتبط بمصير مرتزقتهم في اليمن.

– تؤكد العمليات الناجحة الأخيرة، وعلى راسها البنیان المرصوص، ونشر نظام دفاع جوي محلي الصنع في اليمن وكشف النقاب عن أسلحة جوية محلية متطورة، واخيرا عملية اليوم في الجوف والعمليات المستقبلية في مأرب تؤكد على هذه الحقيقة أن الخيار القديم وهو ان “الأزمة اليمنية لا يوجد لها حل عسكري” يتحول تدريجيا الى خيار “الأزمة اليمنية لديها حل واحد فقط وهو الحل العسكري”. وهذا الخيار الجديد یعني “أن ليس لدى ابن سلمان الكثير من الوقت للهروب من مصير الاستسلام المذل في الساحة اليمنية”.

الفعل اليمني يُصَفّر مكاسب العدوان السعودي

لا عائق يقف بوجه الشعب اليمني وقواه في الدفاع عن أرضهم وحقوقهم، فكل الوعود التي أطلقتها وتطلقها القوى اليمنية في معركة النيل من «تحالف» العدوان السعودي ومن يدعمه تتحول إلى التطبيق العملي لتُكَرس حقائق لا يمكن تجاهلها من قبل الغرب والأمريكي المستمر في لعبة صم الآذان، لتكون الحقيقة الثابتة أن أصحاب الأرض هم من يمتلكونها.

..مع طي صفحة مبادرة السلام التي تقدم بها رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن مهدي المشاط في أيلول من العام الماضي والقاضية بوقف هجمات القوات اليمنية على السعودية سواء بالصواريخ أو الطائرات المسيّرة، مقابل أن يلتزم العدوان بوقف كل أشكال الاستهداف لليمن، تدخل مرحلة نفاد الصبر اليمني التي أتت ترجمتها عبر عملية «توازن الردع الثالثة» في العمق السعودي، مستهدفة شركة «أرامكو» وأهدافاً حساسة أخرى في منطقة ينبع بـ12 طائرة مسيرة وصاروخين مجنحين، وصاروخ باليستي بعيد المدى، ما يعني التركيز على استهداف القطاع النفطي السعودي وهو أحد الوعود اليمنية المدرجة على القائمة.

العملية التي مهدت لها مثيلاتها «توازن الردع الأولى» و«توازن الردع الثانية» تنبع أهميتها من حيث الرسائل، أولاً: لأمريكا لتزامنها مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى الرياض ما يعني عدم الاكتراث بالدعم الأمريكي للعدوان ولاسيما بعد فشل منظومة «باتريوت» الأمريكية أمام الصواريخ اليمنية، وثانياً: ضربة للسعودية التي تتولى رئاسة «مجموعة العشرين» والتي ستعقد قمتها في تشرين الثاني القادم وذلك من حيث القدرة اليمنية في التأثير على الاستثمارات الأجنبية في الداخل السعودي، وثالثاً: لقوى العدوان أجمع للتوقف عن البحث عن انتصارات وهمية من خلال تحريك الجبهات.

أمام هذه المعطيات تحدد القوى اليمنية مسار المعركة وترسم الملامح العامة لمواجهة العدوان الذي يدخل عامه السادس الشهر المقبل، متسلحة بتفوقها العسكري والقدرة على تقديم منجزات عسكرية محلية الصنع بخبرات يمنية تدخل في صلب المعركة وتقلب موازينها، كان لافتاً الكشف عن أربع منظومات جديدة للدفاع الجوي يمنية الصنع، وتأكيد وزير الدفاع اللواء محمد ناصر العاطفي أن عام 2020 سيكون عاماً للدفاع الجوي وعام التطوير والارتقاء بأسلحة توازن الردع الاستراتيجية، ما يؤدي بالمجمل إلى تغير مسار المعركة.

بنك الأهداف الذي حددته القوى اليمنية أواخر العام الماضي فُتحت خزائنه في سبيل حصاد سياسي واقتصادي نتيجته مكاسب لليمن مقابل هزائم للعدوان السعودي مع فقدان السعودية لأمنها الداخلي سياسياً واقتصادياً، بما يسري بالضرورة على مجمل قوى العدوان وفي هذا تطبيق عملي لما ورد سابقاً على لسان زعيم حركة «أنصار الله» عبد الملك الحوثي بأنه لن تكون هناك خطوط حمراء والقادم أكثر إيلاماً.

النتيجة الحتمية للفعل اليمني هي جر السعودية ذليلة إلى طاولة المفاوضات ولو بعد حين, فالمماطلات والمناورات لم يعد لها مكان في ظل تَصْفير إمكانية أي مكاسب أو انتصارات للعدوان.

قد يعجبك ايضا