ثورة 14 فبراير البحرينية.. حراك شعبي يأبى الإندثار

 

مع اقتراب الذكرى التاسعة لثورة 14 فبراير يستعد البحرينيون لإحياء المناسبة بمختلف البرامج التي وثقها الحراك الشعبي في الداخل البحريني وخارجه.

عبر سيف القمع يحاول النظام البحريني طمس هوية الثورة فانتهج الاعتقالات التعسفية التي طالت الكبير والصغير وقمع الأحرار في محراب الديانات واسقط الجنسية عن البحرينيين المطالبين بالحرية والاستقلال واستبدالهم بوافدين.

عبر بوابة المنفى يواصل الثوار ورواد الحراك نضالهم لتحرير البحرين من الهيمنة الخليفية الصهيونية. فأرض الأحرار التي أبت ان تستلسم للذل يستفز طواغيتها اليوم شعبها الأبي بعمليات التطبيع مع الاحتلال والتي مهدت لزيارات مستمرة للصهاينة الى المنامة وعقد مؤتمرات اقتصادية وأخرى أمنية لا يحمد عقباها بحسب مراقبين.

ثورة 14 فبراير البحرينية.. حراك شعبي يأبى الإندثار

رواد الحراك والثورة..

ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الذي لعب دوراً في ثورة البحرين اصدر بيانا شدد فيه على ضرورة الالتزام بقيم الثورة البحرينية وأكد ان ثورة فبراير المجيدة تقترب من إكمال عامها الثامن وهي تشقُ طريقها بإرادة استثنائيّة بسواعد ثوّارها وحرائرها وجماهيرها نحو تحقيق أهدافها السامية، وما يصبو إليه الشعب البحريني وذلك رُغم الألغام الأمنية المزروعة في طريقه، وأكد بيان الائتلاف انه بعد المدة الزمنية الطويلة للثورة مقارنًة بالثورات الأخرى التي شهدتها الدول الأخرى، وتفعيل كافة الإجراءات الإرهابيّة والقمعيّة الممنهجة، لم ينجح النظام الخليفي ولن ينجح في إخماد أنفاس الصامدين والمقاومين من أبناء الشعب مثمناً تضحياته الجسام من قتلٍ وتعذيبٍ وسجنٍ وتهجيرٍ ومطاردة، ومشيداً باستعداد الشعب لتقديم المزيد من أجلِ وصول سفينة الثورة إلى شاطئها النهائي بتحقيق الأهداف السامية لها.

كما أشاد بيان ائتلاف ثورة 14 فبراير بفعاليات «قرر مصيرك»، التي تحدى بها الشعب البحريني الطوق الأمني الكبير والإجراءات الترهيبية الواسعة التي حاول النظام الخليفي فرضها على مناطق البحرين منذُ الإعلان عن الفعالية، وتوسيع رقعة انتشار قواته الأجنبية المدججة بالسلاح لتصل إلى الشوارع الداخلية في المناطق وبين الأحياء السكنية،

بيان الائتلاف أكد ايضاً أنّ شعب البحرين الذي خرج بكلّهِ وكليله في ثورةٍ وطنيّة شرعيّة ومشروعة هي من أرقى الثورات وأنقاها في العالم، يستحقُّ الوصول إلى لحظةِ قيام نظامٍ سياسي جديد يتوافق مع طموحاته المشروعة سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا واجتماعيًأ، ويُنهي عقودًا من الظلم والحرمان والتهميش والقهر السياسي، وذلك طبقًا لما أسفرت عنه نتيجة الاستفتاء الشعبي الذي جرى في عام 2014 ، مؤكداً ان الائتلاف واثق من أنّ الشعب البحريني لو دُعي لاستفتاءٍ آخر تشرفُ عليه جهات دوليّة نزيهة تحظى بثقة الشعب، سيُكرر الموقف ذاته وسيختار حقه في تقرير مصيره السياسي عبر قيام نظامٍ سياسي جديد بعيدًا عن النظام الخليفيّ الفاسد والمرتهن للإرادات الخارجيّة.

وختم الائتلاف بيانه بالتأكيد على التهيؤ لاستقبال عيد الشهداء في السابع عشر من شهر ديسمبر المقبل، والاستعداد المبكر لإحياء الذكرى التاسعة لانطلاق الثورة البحرينية في الرابع عشر من فبراير 2020، مؤكداً ان الوطن بحاجة إلى وحدة كافة الجهود من أجلِ معالجة أوجاعه وآلامه، وكنس الفاسدين، واقتلاع العصابة الحاكمة التي عاثت في البحرين فسادًا وتخريبًا ودمارًا، واستأثرت بمقدرات الشعب وثروته الوطنيّة.

ثورة 14 فبراير البحرينية.. حراك شعبي يأبى الإندثار

الثورة البحرينية.. والاستكبار العالمي

ومع ازدياد مخاوف السلطات البحرينية من الحراك الشعبي ودوره الريادي في رفضه للاستكبار العالمي والنفوذ الصهيوني، استنجد وزير الداخلية البحريني راشد بن عبد الله آل خليفة بالولايات المتحدة ودعاها إلى زيادة حمايتها لنظام المنامة، وعدم ترك فرصة لإسقاطه.

الوزير البحريني أكد خلال لقائه ناتالي مساعد وزير الخارجية الأمريكية لمكتب عمليات الصراع والاستقرار ضرورة التعزيز الأمني والعسكري لحماية النظام الخليفي مقابل النفط والمال، كما دعا الى مضاعفة التصعيد الأميركي ضد ايران.

ثورة 14 فبراير البحرينية.. حراك شعبي يأبى الإندثار

منظمة “سلام” غير الحكومية التي تسعى للحفاظ على المبادئ العالمية للكرامة والاحترام من خلال حماية الديمقراطية وحقوق الإنسان، دعت المشاركين في مؤتمر حوار المنامة الى حث السلطات الخليفية أثناء مناقشتها ملفات إدارة الصراع وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، و ملف القانون الدولي و أمن الشرق الأوسط، على ضرورة احترام القانون الدولي والحريات العامة وحقوق الإنسان، من بينها رفع الحظر المفروضة على جميع أشكال مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات السياسية، وعلى ضرورة خلق المناخات الإيجابية مع مخالفيها ومع المعارضة بالإفراج عن معتقلي الرأي والدخول في حوار ومصالحة وطنية للوصول الى توافق وطني لنزع فتيل الاختناقات والأزمات التي تعيشها البحرين.

ثورة 14 فبراير البحرينية.. حراك شعبي يأبى الإندثار

لم يكن البحرينيون يطالبون بأكثر من كرامة واستقلال سلبها ذات يوم آل خليفة الذين مهدوا للتطبيع مع الاحتلال الغاصب ومرروا سياسات هيمنة هدفها الوحيد سلب ثروات الشعوب العربية والاسلامية. إلا ان صمود البحرينيين بحسب المراقبيين الإقليميين سينسف كل مخططات الهيمنة وأذنابها في المنطقة.

قد يعجبك ايضا