ثورة 21 سبتمبر.. نقلت اليمن من تحت الوصاية إلى بلد يصنع المعادلات

صادق البهكلي

ثورة غيرت وجه اليمن

في مثل هذا اليوم من كل عام، يتجدد في ذاكرة اليمنيين مشهد التحول التاريخي الذي خطه الشعب بدمائه وصموده في الحادي والعشرين من سبتمبر2014، الثورة التي لم تكن حدثًا عابرًا، بل محطة فارقة غيرت مسار اليمن، وأعادت صياغة واقعه السياسي والاجتماعي والعسكري. إنها الثورة التي أسقطت ركام الوصاية، وكسرت قيود التبعية، ومنحت الشعب فرصة جديدة ليمسك زمام قراره الوطني بعيدًا عن هيمنة واشنطن والرياض.

لقد كان اليمن قبل 21 سبتمبر يعيش حالة من الاستلاب الكامل للقرار، وصار مسرحًا مفتوحًا للتدخلات الأجنبية، بينما كان الشعب اليمني يغرق في أزمات متلاحقة؛ من انعدام الأمن، إلى الانهيار الاقتصادي، إلى تفكك مؤسسات الدولة، حتى بدت البلاد وكأنها على حافة الانهيار الشامل. ومع ذلك، جاء هذا التحرك الشعبي العارم، بقيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، ليعيد رسم المشهد، ويحول حالة الإحباط واليأس إلى قوة دفع تاريخية أذهلت الخصوم قبل الأصدقاء.

اليوم وبعد أحد عشر عامًا من ذلك التحول العظيم، يقف اليمن أكثر قوةً وصلابة، برغم الحصار والحروب والمؤامرات. فقد أثبتت ثورة 21 سبتمبر أنها ليست مجرد رد فعل عابر، بل مشروع وطني أصيل، استطاع أن يضع البلاد على طريق جديد، عنوانه الحرية والاستقلال، وحماية الهوية، والدفاع عن السيادة. وما يميز هذه الثورة عن غيرها من الثورات في تاريخ اليمن والعالم، أنها لا تزال مستمرة، حيّة في وجدان الشعب، متجددة في أهدافها، وفاعلة في ميادين السياسة والميدان، وفي معركة الأمة الكبرى ضد الكيان الصهيوني.

إنها ثورة لم تنكفئ على الداخل فقط، بل تجاوزت حدود الجغرافيا لتصير جزءًا من المعركة المصيرية للأمة، حيث يتصدر اليمن اليوم مشهد الدعم العملي لفلسطين في زمن تخاذل الكثيرين. ولهذا، فإن ذكرى 21 سبتمبر ليست مجرد مناسبة احتفالية، بل محطة للمراجعة والتقييم، وللتأكيد على أن الثورة التي أنجزت بالأمس لا تزال تحمل مشروع المستقبل، مشروع شعب حرّ لا يقبل الوصاية ولا يعرف الانكسار.

اليمن قبل الثورة: الوصاية والانهيار الشامل

حين نستعيد صورة اليمن قبل الحادي والعشرين من سبتمبر، فإننا نستحضر واقعًا مظلمًا اتسم بالارتهان والوصاية وفقدان القرار الوطني المستقل، كان اليمن آنذاك يعيش تحت إدارة غير معلنة من السفارة الأمريكية وسفراء ما سمي بدول العشر، الذين تحولوا إلى أوصياء فعليين على الدولة، يتدخلون في تشكيل الحكومات، ويرسمون السياسات، ويوجهون القرارات، حتى صار القرار اليمني مجرد صدى لإملاءات الخارج، وتوّج ذلك بإدخال اليمن تحت البند السابع، بما يعنيه من مصادرة السيادة، وإضفاء الشرعية على التدخل المباشر في شؤونه الداخلية.

على المستوى الأمني، بلغ الانفلات ذروته، الاغتيالات كانت شبه يومية، والتفجيرات تضرب العاصمة والمدن الكبرى، والتنظيمات التكفيرية تنشر معسكراتها على مشارف صنعاء، بينما الدولة غارقة في العجز والشلل، لم يكن الأمن موجودًا إلا بالاسم، والبلاد على حافة الانهيار الكامل.

أما الاقتصاد، فكان صورة أخرى من صور التدهور، رغم تدفق العائدات النفطية والجمركية والضريبية إلى خزائن السلطة، إلا أن الشعب كان يعيش سلسلة متواصلة من الأزمات، تُترجم بقرارات جرع متلاحقة، وفقر متفاقم، ومجاعة تطرق أبواب ملايين اليمنيين. لم يكن الأمر بفعل حصار خارجي أو حرب، بل نتيجة مباشرة لسياسات الفساد والارتهان التي جعلت مقدرات البلد رهينة للخارج.

وحتى الجيش، الذي يفترض أن يكون الحامي للبلد، تحول إلى مؤسسة مقسمة الولاء ثم أكتمل تفكيكه بإعادة الهيكلة، حيث جُرد من قدراته الدفاعية، وتم تدمير منظوماته الصاروخية والجوية والبحرية، في وقت كان الأمريكي يثبت قواعده العسكرية في قلب العاصمة، ويحيل سفارته إلى غرفة عمليات لإدارة المشهد السياسي والأمني والعسكري على حد سواء.

كان اليمن إذن على مفترق طرق: بلد ينهار من الداخل، وسيادته مسلوبة من الخارج، وشعب مكبل بالفقر والخوف والفوضى. ولولا ثورة 21 سبتمبر، لربما اختفى اليمن كدولة حرة مستقلة من الخارطة السياسية. فجاءت الثورة لتوقف هذا الانحدار، وتفتح صفحة جديدة عنوانها التحرر والسيادة.

ثورة 21 سبتمبر: تحرك شعبي جامع

لم تكن ثورة 21 سبتمبر حدثًا عابرًا، ولا مجرد انتقال في السلطة كما أراد لها خصومها أن تُصوَّر، بل كانت تعبيرًا حيًّا عن إرادة شعبية عارمة خرجت من كل المحافظات والشرائح والفئات، هي الثورة الوحيدة في تاريخ اليمن الحديث التي لم تُختزل في حزب أو تيار سياسي، ولا انطلقت من طموحات شخصية ضيقة، بل جاءت لتجسد تطلعات أمة بأكملها رافضةً للفساد، وناقمةً على الوصاية، وباحثةً عن الحرية والكرامة.

لقد قدّمت الثورة منذ أيامها الأولى صورة راقية من الخطاب السياسي، خطاب بعيد عن النزعات الفئوية أو العصبيات الحزبية، جامع لكل أبناء البلد، مؤسس على الهوية الإيمانية الجامعة، ومنفتح على كل المكونات الوطنية. لهذا، وجد اليمنيون في شعارات الثورة ما يعبر عن ضميرهم الجمعي: حرية، استقلال، شراكة، كرامة.

وما يميز هذا التحرك الشعبي أنه لم يتبنَّ نهج التصفية أو الانتقام، كما فعلت معظم الثورات التي عرفها التاريخ اليمني، بل مدّ اليد إلى الجميع تحت مظلة اتفاق السلم والشراكة، في محاولة لتوحيد الصف وجمع الكلمة، رغم أن الثورة كانت في موقع المنتصر. لكن القوى المرتبطة بالخارج هي من انقلبت على الاتفاق، وأعادت إنتاج الفوضى خدمةً لمصالح الوصاية.

لقد شكلت الحشود الشعبية الهائلة التي خرجت في صنعاء وبقية المحافظات دليلًا على أن الثورة ليست قرارًا نخبوياً، ولا مغامرة مجموعة صغيرة، بل موقف أمة بكاملها. وقدّم أبناء القبائل قوافل الرجال والزاد، في حين كان الشباب والطلاب في قلب الحراك الثوري، والنساء حاضرات في الميادين. هكذا تضافرت كل المكونات لتصنع ثورة جامعة بكل المقاييس.

وإذا كان أعداء الثورة قد حاولوا منذ البداية تصويرها كمشروع طائفي أو فئوي، فإن الواقع أثبت العكس تمامًا. فقد عبّرت الثورة عن أصالة اليمنيين، وعن تمسكهم بقيمهم الإيمانية، وعن حكمة تجلت في أسلوبها السلمي المسؤول. لذلك، تُعتبر ثورة 21 سبتمبر بحق نقطة تحول فارقة، أسقطت نظام الوصاية والفساد، وفتحت الباب لبناء مشروع وطني جامع.

لإنجازات الكبرى للثورة: من الدفاع عن الهوية إلى حماية السيادة

على مدى أحد عشر عامًا، واجهت ثورة 21 سبتمبر تحديات جسيمة، في مقدمتها الحرب الشاملة التي شنها تحالف العدوان الأمريكي السعودي منذ 2015، بهدف إسقاط الثورة وإعادة اليمن إلى مربع الوصاية والهيمنة، لكن المفارقة أن هذه التحديات لم تُضعف الثورة، بل شكّلت فرصة لتعزيز قوتها وترسيخ إنجازاتها، واليوم، يمكن القول بثقة إن الثورة غيّرت وجه اليمن، ورسّخت معادلة جديدة على المستويات كافة.

في الجانب السياسي، استعادت الثورة القرار اليمني المستقل، وأسقطت نظام الوصاية الأجنبية الذي فرضته المبادرة الخليجية وسفراء الدول العشر، لم يعد السفير الأمريكي ولا غيره من السفراء هو من يقرر شكل الحكومة أو يوجّه قرارات الدولة، القرار بات بيد الشعب، وبإرادة وطنية نابعة من صنعاء، وهو إنجاز لا يقدّر بثمن بعد عقود من الارتهان للخارج.

أما في الجانب الأمني، فقد تحقق تحول جذري، من بلد كان مسرحًا للفوضى والاغتيالات والتفجيرات وانتشار القاعدة حتى مشارف العاصمة، أصبح اليمن اليوم أكثر استقرارًا أمنيًا، وأكثر قدرة على مواجهة التحديات الداخلية، الأجهزة الأمنية أعيد بناؤها على أسس وطنية، متحررة من الولاءات الحزبية والأسرية، فاستعادت عافيتها، ووفرت للمجتمع قدرًا كبيرًا من الأمن بعد سنوات من الانفلات.

اقتصاديًا، ورغم الحصار والنهب المنظم للثروات من قبل العدوان وأدواته، نجحت الثورة في حماية جزء كبير من مقدرات البلد ومنع استنزافها الكامل، خصوصًا النفط والغاز، كما أوجدت معادلات جديدة للضغط على قوى العدوان لمنعها من نهب الثروات، وربطت تصدير النفط بضرورة استفادة الشعب منه، ورغم التحديات، أثبت الشعب اليمني قدرة عالية على الصمود والتكافل، وأعادت الثورة إحياء روح الاعتماد على الذات والإنتاج المحلي.

عسكريًا، وهو من أبرز الإنجازات، استطاعت الثورة أن تبني قدرات نوعية غيرت موازين القوى في المنطقة، من بلد جُرّد من قدراته الدفاعية قبيل الثورة، تحوّل اليمن إلى قوة تملك صواريخ بالستية وفرط صوتية وآخر تلك الإنجازات صاورخ فرط صوتي انشطاري وطائرات مسيّرة ومنظومات دفاعية محلية الصنع، وقد أثبتت هذه القدرات فعاليتها في الدفاع عن اليمن وردع العدوان، حتى صار اسم اليمن حاضرًا بقوة في المعادلات الإقليمية والدولية.

لكن الإنجاز الأسمى يبقى في الهوية الإيمانية، حيث أعادت الثورة الاعتبار للثوابت الوطنية والقيم الجامعة للشعب اليمني، وحافظت على الموقف المبدئي تجاه قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، فبينما كانت الأنظمة السابقة تنخرط في مشاريع التطبيع والخضوع للهيمنة الأمريكية، وقفت ثورة 21 سبتمبر بصلابة في خندق الأمة، تؤكد أن اليمن سيظل وفيًا لقضاياها العادلة.

هكذا، وبرغم كل التضحيات، حققت الثورة إنجازات كبرى، أثبتت أنها ليست حدثًا عابرًا، بل مسارًا تاريخيًا أعاد لليمن حريته وكرامته وسيادته.

يمن الواحد والعشرين من سبتمبر: حضور إقليمي ورسالة عالمية

بعد مرور أحد عشر عامًا على ثورة 21 سبتمبر، لم يعد اليمن محصورًا داخل حدوده، ولا مجرد بلد يعاني من الحروب الداخلية كما كان يُصوَّر قبل الثورة، بل أصبح لاعبًا حاضرًا في القضايا الإقليمية ومؤثرًا في التوازنات العالمية، لقد نجحت الثورة في نقل اليمن من خانة “الدولة الضعيفة التابعة” إلى موقع “القوة الفاعلة الحرة”، وهذا من أبرز إنجازاتها التي لا يمكن إنكارها.

إقليميًا، أثبت اليمن أن خياره الثوري لم يكن مجرد موقف داخلي، بل جزء من معركة الأمة الكبرى ضد الهيمنة الأمريكية والصهيونية، من خلال صموده في مواجهة حرب عدوانية استمرت ثماني سنوات، ومن خلال مبادراته السياسية وخطواته العسكرية، أوصل اليمن رسالة واضحة أن زمن الوصاية انتهى، وأن الشعوب قادرة على انتزاع حريتها رغم التضحيات، وقد تجلى ذلك في مواقفه الداعمة لفلسطين، حيث لم يكتفِ اليمن بإعلان المواقف السياسية، بل قدّم الشهداء، وفتح ساحات للتعبير الجماهيري عن وقوفه مع الشعب الفلسطيني. ومع عملية “طوفان الأقصى”، كان اليمن حاضرًا ليس فقط إعلاميًا وشعبيًا، بل عسكريًا، عبر عمليات استراتيجية أوجعت العدو الصهيوني ومن خلفه الولايات المتحدة وما يزال الموقف اليمني المساند لغزة عسكريا وتعبويا وجماهيرياً هو الأبرز على الساحة العربية والإسلامية وما زال العدو يتلقى الضربات النوعية فلا يكاد أسبوع دون أكثر من 20 علمية نوعية تستهدف أهدافا حساسة واستراتيجية للعدو الإسرائيلي.

ولقد نجحت القوات اليمنية المسلحة بشكل مبهر في فرض حصار بحري على العدو الصهيوني ولم تعد سفينة صهيونية واحدة أو أي سفينة لها علاقة بالكيان المجرم أن تمر من البحر الأحمر أو البحر العربي كما استطاعت القوات المسلحة اليمنية بعملياتها النوعية اخراج ميناء أم الرشراش عن خدمة وحاليا تقوم بعمليات نوعية تستهدف فرض حصار جوي على مطارات العدو منها ما يمسى مطار بن غوريون ومطار رامون ..

أما على المستوى العربي، فقد قدّمت الثورة نموذجًا ملهمًا لبقية الشعوب: أن التحرر ممكن، وأن مواجهة قوى الاستكبار ليست مغامرة انتحارية، بل خيار يفتح باب العزة والاستقلال. في وقت هرولت فيه أنظمة كثيرة نحو التطبيع، ظل اليمن الثائر يرفع صوته عاليًا: فلسطين هي القضية المركزية، والقدس هي البوصلة. هذا الثبات جعل صوت صنعاء مختلفًا عن بقية العواصم، صوتًا صادقًا يعبر عن ضمير الأمة.

وعلى المستوى الدولي، أحدث صمود اليمن هزة في معادلات النفوذ. لم يعد الأمريكي قادرًا على فرض مشاريعه بسهولة، ولا السعودي والإماراتي قادرين على تمرير أجنداتهم كما يشاؤون. بل إن قوة اليمن العسكرية النوعية فرضت على خصومه حسابات جديدة، بعدما أثبتت الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية قدرتها على الوصول إلى العمق الاستراتيجي للعدو. هذا التحول غيّر صورة اليمن عالميًا: من بلد ضعيف متلقٍ للمساعدات إلى قوة صاعدة تفرض احترامها حتى على خصومها.

إن الحضور الإقليمي والدولي لليمن بعد الثورة هو في جوهره رسالة عالمية: أن الشعوب حين تتمسك بهويتها، وتثق بقيادتها، وتستند إلى إرادة جماهيرية صلبة، تستطيع أن تصنع المعجزات. واليمن اليوم ليس فقط نموذجًا لثورة وطنية ناجحة، بل تجربة تاريخية تُلهم العالم كله.

21 سبتمبر: ثورة مستمرة وبوصلة للمستقبل

لم تكن ثورة 21 سبتمبر محطة عابرة في التاريخ اليمني، بل تحولت إلى مشروع مستقبلي يرسم ملامح اليمن الجديد. فهذه الثورة لم تتوقف عند كسر قيود الوصاية الأجنبية أو فضح هيمنة السعودية وأمريكا، بل وضعت أساسًا متينًا لبناء دولة مستقلة، ذات سيادة، تعبر عن إرادة شعبها وتخدم مصالحه العليا. وبعد أحد عشر عامًا، أثبتت التجربة أن هذه الثورة ليست مجرد حدث سياسي، بل رؤية متجددة تستمد قوتها من الشعب وتستشرف المستقبل.

ما يميز هذه الثورة أنها لم تُختزل في الشعارات، بل انعكست على أرض الواقع عبر تغييرات جوهرية في بنية الدولة والمجتمع. فعلى مستوى القرار السياسي، أصبح اليمن سيد نفسه، لا يتلقى التعليمات من سفارات أجنبية ولا يخضع لابتزاز المنح المشروطة. وعلى مستوى الاقتصاد، رغم الحصار والحرب، شهدت مؤسسات الدولة خطوات نحو الاعتماد على الذات، وتشجيع الزراعة والصناعة المحلية، وبناء نماذج تنموية بديلة تُمهّد الطريق ليمن مستقل اقتصاديًا. وعلى المستوى الاجتماعي، أفرزت الثورة وعيًا شعبيًا جديدًا، حيث بات المواطن اليمني يرى نفسه فاعلًا في صناعة القرار، مدركًا أن صوته ووقفته جزء من معركة التحرر الكبرى.

كما أن الثورة أعادت الاعتبار لهوية اليمن الثقافية والحضارية، ففي زمن الانفتاح على التطبيع والانهيار الأخلاقي والسياسي الذي أصاب كثيرًا من الأنظمة العربية، ظل اليمن متمسكًا بمبادئه الإسلامية والإنسانية، رافعًا شعار الحرية والاستقلال والكرامة، هذه القيم تحولت إلى بوصلة توجّه السياسات اليمنية، داخليًا وخارجيًا، وتمنحها القوة في مواجهة التحديات.

المستقبل الذي ترسمه ثورة 21 سبتمبر لا يقوم على استنساخ تجارب الآخرين، بل على صياغة تجربة يمنية خاصة، قوامها الاعتماد على الإرادة الشعبية والتمسك بالهوية الوطنية والقدرة على الصمود والمبادرة، صحيح أن الطريق ما زال مليئًا بالتحديات، من آثار الحرب والحصار إلى متطلبات إعادة الإعمار، لكن الثورة أثبتت أن الشعب اليمني قادر على تحويل التحديات إلى فرص، وعلى جعل الجراح منطلقًا للنهوض.

إن ثورة 21 سبتمبر لم تنتهِ ولن تنتهي، لأنها ليست حدثًا محدودًا بالزمن، بل مسار ممتد، يُلهم الأجيال المتعاقبة ويفتح أمامها آفاقًا رحبة لبناء يمن جديد: حر، مستقل، قوي، وحاضر بين الأمم، إنها باختصار البوصلة التي لا تحيد، والعهد الذي لا يسقط، والمستقبل الذي يصنعه اليمنيون بأيديهم.

 

قد يعجبك ايضا