خطاب التحولات…..بقلم / حمير العزكي

 

كان خطاب السيد القائد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي حفظه الله وأيده وحرسه ونصره بمناسبة أسبوع الصرخة للعام 1438 ه خطاب التحولات الكبرى على عدة مستويات ، تضمنتها محاور الخطاب ، من المقدمة والتمهيد ، التي رسم فيها صورة واضحة الملامح لواقع ماقبل الصرخة ومابعد احداث ال11 من سبتمبر 2001م ، وبيان جلي لكل المواقف المتباينة تجاه ذلك الواقع الذي طغت مفردة الارهاب على لغة الساسة والاعلاميين والمفكرين وحتى البسطاء من العامة ، الى الحديث عن المناسبة من تاريخها ومنطلقاتها وثمارها وجدواها في مواجهة مشاريع الهيمنة والاستكبار ، التي تعددت أهدافها ، وتنوعت اساليبها ، واستخدمت فيها كل الوسائل المتاحة المشروعة واللامشروعة ، وتم تفعيل كافة الادوات الداخلية والخارجية فيها ، وانتهاءا بمجموعة الرسائل القوية والمفاجأة والغير متواقعة من الداخل والخارج ، ومن هنا نستعرض بعض تلك التحولات التي تضمنها خطاب السيد القائد .
● الصرخة توجه ومشروع 
مثل اطلاق الشهيد القائد للصرخة في مدرسة الامام الهادي بمران في 17يناير 2002 بداية التحول التاريخي في ثقافة المجتمع اليمني ، من ثقافة اللامبالاة والتعاطي السلبي مع قضايا الأمة ، والإنهزام والانتظار لما يقرره العدو في مصيرها ، الى ثقافة المواجهة والمقاطعة وإعلان المواقف والعداء والاعداد لقوى الاستكبار العالمي ، في اطار مشروع ثقافي قرآني متكامل وشامل ، يبدأ بخلق الوعي وينتهي بنموذج الاسلام المحمدي الأصيل ، الذي يحقق العدل ويضمن الحرية والعزة والكرامة .
● الصرخة أثمرت الصمود 
رسمت صرخة الشهيد القائد رضوان الله عليه آفاق المرحلة الراهنة ، وحددت ملامح الصراع والياته ووسائل المواجهة وسبيل الانتصار ، فتهاوت أمامها غطرسة العدو الامريكي واذنابه وسقطت اقنعة أدواته العسكرية والسياسية والدينية والفكرية والاعلامية ، وخاض الجيل الذي اقتنع بمضامين شعار الصرخة وأطلقها مدوية من المنابر وحتى المتارس ، معركة الصمود والتحدي بعقيدة تلاشت أمامها الضلالات ، وإيمان وثقة واعتماد على الله حطم كل امكانات الطواغيت ، وارادة كسرت بصلابتها غرور الاعداء والاذناب والأدوات .
● القيادة العالمية 
من يتذكر محاضرات السيد القائد التربوية الرمضانية وهو يتحدث عن الشيطان ، يجد فيها الخطاب الموجه للانسان ، من كل الاعراق والاديان واللغات ، خطاب الحريص على هداية الناس كافة ، خطاب المسؤول عن إيصال نور الله و دينه الحق الى كافة البشرية ، خطاب المهتم بمصيرهم ومئآلهم ، واليوم يتجلى اهتمامه بواقعهم واحساسه بألآمهم وشعوره بمعاناتهم من الظلم والاضطهاد والاذلال والإخضاع لقوى الشر والضلال ، فوجه رسائله الصادقة والصادمة للبعض ، الى الأمة كافة بدءا بقضيتها المركزية وانتهاءا برسائل الوفاء للأوفياء والنصح للأعداء ولعل بالامكان استعراض بعض تلك الرسائل هنا .
■ رسالة الى فلسطين
تجديد وتأكيد الموقف المشرف للشعب اليمني الداعم والمساند للشعب الفلسطيني والمستعد والمبادر لتقديم الغالي والنفيس في نصرتهم ونصرة قضيتهم المحقة والعادلة بإعتبارها القضية المركزية للامة والأولى في قائمة أولوياته واهتماماته
رسالة الى شعوب المنطقة 
تهنئة الشعب العراقي والوقوف الى جانب الشعب السوري والتضامن مع الشعب البحريني والدعم والمساندة لشعب الجزيرة في العوامية والقطيف ونجران
رسالة الى الداخل 
الإشادة بمكانة و مواقف بعض المكونات السياسية واستنكار القصور الميداني لها
التنبية الى أولويات المرحلة والتخلي عن الممارسات الدعائية الحزبية المعتادة قبيل الانتخابات لأن الوقت وقت هجمات واقتحامات وليس وقت انتخابات
مد يد العون والاستعداد في مساعدة القوى التي تتعرض للاستقطاب في الحفاظ على كيانها وضبط المخالفين فيها
التأكيد على استمرار حالة الاستنفار والجهوزية الكاملة والتحذير من التخاذل والتكاسل والتقصير والتفريط
العتب الكبير على عدم مواجهة حملات الاستقطاب على الوجه المطلوب
رسالة الى قوى العدوان
استهجن موقفهم المخزي والمهين والمتوج بالعار مما يجري في الاقصى .
تساءل عن شعاراتهم الدينية والقومية التي شن بها العدوان عن اليمن وأين غابت عن ما يحدث في فلسطين .
نصحهم بعدم الركون والاغترار بأمريكا لأنهم مهما قدموا لها لن يتجاوزوا مستوى الأدوات التي سترميها بعد أداء مهامها سيان كانت نتيجة الاداء النجاح او الفشل .
 الرسالة الأقوى 
حاضرون للمشاركة عسكريا في أي مواجهة مستقبلية مع الكيان الصهيوني ليتحول المسار من مجرد الموقف المناصر الى المواجهة المباشرة والتحول من المسؤولية الوطنية المحصورة بحدود الجغرافيا الى المسؤولية الاسلامية العربية تجاه أهم قضاياها ، والتحول من موقف الشاكر والمثمن لمواقف الوفاء المشرفة للسيد حسن نصرالله الى موقف المبادر والمطمئن لسماحته في كل مواجهاته مع اعداء الامة ، موقف صادق معزز بثقة المؤمنيين وثبات أولياء الله المتقين .

قد يعجبك ايضا