خيانة العفافيش… من نهب ثروات اليمن إلى خدمة المشاريع الإماراتية الإسرائيلية
خاص الحقيقة
في زمنٍ يشتد فيه الخناق على غزة، ويقف الشعب اليمني في صنعاء بثبات إلى جانب المظلومين في وجه الحصار والمجازر الصهيونية، تتكشف على الضفة الأخرى خيوط مؤامرة قذرة، أبطالها بقايا نظام علي عبد الله صالح، المعروفين بـ”العفافيش”، الذين انتقلوا من نهب قوت اليمنيين بالأمس إلى خدمة مشاريع إماراتية وإسرائيلية اليوم، في خيانةٍ مزدوجة للوطن وللقضية الفلسطينية.
على مدى أكثر من ثلاثة عقود، نسج صالح شبكةً معقدة من الفساد والاستحواذ على مقدرات الدولة, كان النفط المورد الرئيسي للبلاد، لكن عقوده وامتيازاته كانت تُدار في الظلام، وتُمنح للشركات مقابل عمولات بملايين الدولارات تصب في حسابات العائلة والمقربين.
تضخمت إمبراطورية النهب عبر:
-
تحوبل أراضي واسعة للدولة إلى أملاك خاصة.
-
عقود النفط والغاز الممنوحة لشركات موالية مقابل رشاوى وعمولات.
- المناقصات الحكومية التي كانت واجهات لسرقة المال العام بمشاريع وهمية وفواتير مضخمة.
- الجيش كأداة اقتصادية لفرض الإتاوات والمتاجرة بالوقود.
- الدعم الحكومي للوقود الذي تحول إلى تجارة سوداء مربحة لشبكة الحكم.

أحاط صالح نفسه بأقاربه في كل مفاصل السلطة، المدنية والعسكرية، وجعل الحرس الجمهوري والأمن القومي بيد أبنائه وإخوته، فيما تشير تقارير أممية إلى أن ثروته المخفية تراوحت بين 32 و60 مليار دولار، موزعة بين شركات وهمية، وحسابات بنكية سرية، وعقارات فاخ
رة في ملاذات ضريبية مثل جزر كايمان ودبي.
بعد 2011، وفّرت المبادرة الخليجية الحصانة لصالح وشبكته، ما سمح لهم بالاحتفاظ بنفوذهم وتحويله إلى أوراق ضغط تخدم قوى
خارجية. واليوم، يعيش أحمد علي صالح في دولة الإمارات، أكبر مطبع عربي مع الكيان الصهيوني، حيث يتم استغلاله كذراع إعلامي وسياسي في مشاريع تستهدف الداخل اليمني وموقفه المناهض للعدوان الإسرائيلي على غزة.
تستخدم أبوظبي هذه الأدوات في حملات دعائية وتحريضية، تمولها أموال إماراتية، لتشويه صورة أنصار الله وإضعاف موقف صنعاء الصلب في دعم المقاومة الفلسطينية. إن وجود أحمد صالح هناك ليس صدفة، بل جزء من خطة لتفكيك الجبهة الداخلية اليمنية وإرباك الصف الوطني، خدمةً للمصالح الصهيونية في المنطقة.
لكن هذه الخيانة المستمرة منذ زمن النهب حتى زمن العمالة، تصطدم بجدار الإرادة الشعبية، فاليمن اليوم أكثر وعيًا وصلابة في مواجهة المشاريع المعادية, وكما لفظ الشعب المستعمر بالأمس، فإنه لن يقبل اليوم بعودة العفافيش أو بأجنداتهم، وسيظل ثابتًا في طريق التحرر، حتى إسقاط كل أشكال الوصاية الخارجية، وانتزاع قراره الوطني المستقل.