دخول اليمن في معركة طوفان الأقصى اسقط استراتيجية الردع للعدو الإسرائيلي؟

الدخول اليمني في المعركة هل اسقط استراتيجية الردع الإسرائيلي؟
لماذا يتجه الإسرائيلي الى مجلس الامن وما حقيقة نواياه تجاه اليمن؟
وهل يمكن خوض المعركة السياسية وتصعيد المعركة الإعلامية الى جانب مسارات المعركة العسكرية؟

أي عملية عسكرية تقوم بها أي دولة عربية ضد الكيان الإسرائيلي مهما كان حجم تلك العملية او نوعها فإن العقيدة العسكرية الإسرائيلية تقوم على أنه لا بد من الرد للحفاظ على استراتيجية الردع وهذه الاستراتيجية تحاول إسرائيل من خلالها ردع كل الدول في المنطقة حتى لا تفكر أي دولة (مجرد التفكير) بأن تُقدم في يوم من الأيام على استهداف الكيان او مصالحه مهما كانت الأسباب ولو قام هذا الكيان بقتل الآلاف من الفلسطينيين او انتهك أجواء الدولة المحيطة به او قصف او اعتدى فإن إسرائيل لها الحق الكامل في فعل ما تريد لكن ليس من حق أي جهة كانت ان ترد او تساند او تدافع عن نفسها (هذا ما حصل ويحصل منذ عقود)

هذه المقدمة للتأكيد على أهمية ما أقدم عليه اليمن فدخوله المعركة وبذلك الشكل وفي ذلك التوقيت أدى الى اسقاط ما عملت إسرائيل على تحقيقه خلال الخمسين سنة الماضية بأنها القوة التي لا يمكن لأي دولة او جهة الاقتراب منها ولهذا نجد ان الإسرائيلي وبعد الهجمات اليمنية سارع الى اطلاق التهديدات وكان بالفعل على وشك الرد لكنه ونتيجة لانشغاله في غزة وكذلك للنصائح الامريكية بعدم توسيع المعركة وتأجيل التعامل مع الجبهة اليمنية الى وقت آخر اتجه الى أساليب قد تكون هي المرة الأولى في تاريخ الكيان أن اتجه الى تلك الأساليب كتقديم شكوى الى مجلس الامن وهذه الشكوى بالتأكيد هي خطوة إسرائيلية بموجب نصيحة أمريكية وما كان على الإسرائيلي ان يتخذها لولا الأسباب السابق ذكرها وكذلك الموقف العالمي المناهض لإسرائيل نتيجة ما يجري في غزة وبالتالي فإن اقدام إسرائيل على العدوان على اليمن سيؤدي الى مزيد من التضامن مع اليمن ومع فلسطين وسيؤكد حقيقة هذا الكيان ومن هنا يعمل الكيان على إضفاء شرعية على ما يخطط للقيام به تجاه اليمن إضافة الى محاولة الظهور امام العالم بأنه أي الكيان ما يزال يتعرض لضربات وهجمات من قوى يسميها “متطرفة” ومثل هذا التباكي ليس الا من منتجات الدعاية الإسرائيلية التي بدت منذ أيام تحاول استعادة التعاطف العالمي كما كان عليه خلال الأيام الأولى للمعركة وهذا ما افصحت عنه عدة وسائل إعلامية إسرائيلية وكذلك مراكز دراسات أمريكية والتي حذرت من تغير الموقف الشعبي العالمي لدرجة الضغط على الأمريكي لوقف اطلاق النار

في الأخير
الشكوى الإسرائيلية لمجلس الامن إقرار واضح بالعمليات العسكرية اليمنية وهي العمليات التي حاول البعض تجاهلها او التقليل من شأنها .. نعم الإسرائيلي له أغراض في ذلك الإقرار الوارد بالشكوى لكن يمكن توضيح أسباب الدخول اليمني في هذه المعركة كنوع من الرد الضمني على التحرك الإسرائيلي ونعتقد ان المعركة السياسية والإعلامية لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية ويمكن خوضها بجدارة لتعرية الإسرائيلي اكثر إضافة الى كشف نواياه الخبيثة تجاه اليمن فتكون الرسائل ليس الى الإسرائيلي والمجتمع الدولي فقط بل الى الشعوب التي تقف اليوم مع فلسطين وقبل ذلك الى شعبنا العظيم حتى يقف بكل مسؤولية امام التحديات المقبلة وهو جدير بهذه المسؤولية وقد اثبت ذلك خلال السنوات الماضية

 

 

العميد /عبدالله بن عامر

قد يعجبك ايضا