صالح بين سندان التكهنات ومطرقة الواقع ..بقلم/ علي القاسمي

 

ان يسمح لوفد طبي روسي بالوصول إلى العاصمة صنعاء لزيارة صالح ومتابعة حالته الصحية ” كما يتم تداوله” والذي تم بتنسيق مع قوى العدوان #وبعد_موافقتهم، فليس لذلك سوى تفسير واحد ( إن اخذنا ذلك على محمل الجد واستبعدنا ان يكون مخططاً لتهيئة خروج صالح للعب دور محوري معد له مسبقاً وفق تفاهمات مع قوى العدوان وتحت رعاية روسية ) وهو ان صالح لا زال يمثل كرتا بيد العدوان وورقة رابحة يراهن عليها، وإلا لمَ كل هذا الإهتمام بصالح وبصحته إن لم يكن حرصاً منها على سلامته وبقاءه ؟
مالذي يجعل قوى العدوان تكسر حصارها الجوي الذي لم يسبق لها ان كسرته لأي اسباب او حالات إنسانية او إقتصادية او بيئية طوال فترة العدوان ؟
مالذي جعل قوى العدوان ترفض السماح للطائرة الروسية التي كانت تحمل أموالا طبعت قبل أشهر في روسيا وتقدر بنحو 400 مليار ريال من وصولها إلى البنك المركزي اليمني والتي كان من شأنها حل الأزمة الإقتصادية وما خلفته من نتائج وعواقب إنسانية وبيئية كارثية، في الوقت الذي سمحت قوى العدوان من وصول الطائرة الروسية التي تقل الوفد الطبي القادم من روسيا لزيارة صالح ؟

مع تشغيل قليل من الزوم الفكري والبصري في نفس الوقت يمكننا رؤية ما يدور من حولنا بكل وضوح وبالتالي قراءة المخطط الكبير الذي تشترك فيه بشكل اساسي ومحوري قوى التسلط والهيمنة العالمية واذرعها في المنطقة وفي الداخل، وذلك من خلال تقاسم وتبادل الأدوار فيما بينها .

نخلص اخيراً من خلال ما ذُكر أنها تظل مجرد تكهنات تحتمل الصوابية من عدمها، ولنترك الحكم للقادم فإن تم خروج صالح من البلد تحت اي مبرر (قبل رفع العقوبات عنه والتي تقتضي منها حظره من السفر ) فتتحول تلك التكهنات الى حقائق، هذا من جهة، ومن جهة اخرى إن حصل ذلك بعد رفع العقوبات عنه فتكون النتيجة ذاتها ولكن مع إنكشاف وتجلي دور صالح في او مع العدوان بكل وضوح، 
أما إذا لم يتم تنفيذ سيناريوا خروج صالح وفشل المخطط لأي عوامل كانت، سنعتبر كل ذلك مجرد تكهنات مالم تنقضها مستجدات او احداث قد تعود بنا الى بناء تكهنات اخرى من جديد، وهذا لا يعتبر تربصاً كما قد يسيء البعض فهمه ، ولكن نظراً لتأرجح المواقف وتمايل الخطى وضبابية التحرك تضل التكهنات ملازمة في كل وقت وآوان وحين .

قد يعجبك ايضا