صحيفة الحقيقة العدد”390″:القول السديد :دروس من خطابات ومحاضرات السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله

 

القول السديد

معنيون اليوم ببذل كل جهد على كل المستويات، وفي كل المسارات، وبالاعتماد على الله -سبحانه وتعالى- لتماسكنا وصمودنا، حتى يأذن الله بالنصر.

 

الصبر والرؤية الواعية من مرتكزات العمل الجهادي

 

الإنْسَـانُ يدرِكُ أن خيارَه الصحيحَ هو التحَـرّك هو النهوض بمسؤولية وليس بالتنصل على المسؤولية والجمود والسكوت والخنوع، هذا الوعي هذه القناعة هذا الفهم يمثل عاملاً مساعداً للإنْسَـان ليتحَـرّك باطمئنان، بمعنوية عالية

ما يمكن أن يحدث من تضحيات أَوْ حتى معاناة في ظل الموقف في إطار النهوض بالمسؤولية فهو بشرَفٍ وهو بنتيجته بثمرته وهو بعواقب حميدة وعواقب عظيمة ونتائج عظيمة ولذلك قال الله عن الجهاد “ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ” فكيف لا أتحَـرّك فيما فيه الخير لي، وما وراء الإخلال به إلا الشر علي، كيف لا أتحَـرّك بما أخبر الله أنه يشكل خير لي.

يرسم لك القرآن الكريم منهجاً عملياً فعالاً:

أولاً: يعطيك قاعدتين أساسيتين في الواقع العملي، أولهما الصبر والأُخْـرَى الرؤية الواعية عن الواقع العملي

 

الصبر مرتكز أساسٌ للنهوض بالمسؤولية

لا يمكن أن يقفَ في مواجهة التحديات والأخطار وأن ينال هذا الشرف وأن يتحقق على يديهم العزة لأنفسهم ولأقوامهم، ولا يمكن أن يسجل التأريخ مثل هذا الشرف الكبير إلا للصابرين.

الناسُ الكسلون، الناس الخاملون، الناس الذين يفقدون الروحية العملية والطموح والهدف العظيم والدافع القوي، الناس الذين تغلّبَ عليهم الوهن والكسل والفتور لا يمكن أن يتحقق على أيديهم خيرٌ أبداً.

 

هناك في القرآن الكريم ما يساعدك على أن تكون من الصابرين، إيمانك بالله، قناعتك بالموقف، يقينك بأَهميّة ما أنت فيه وأَهميّة نتائجه العظيمة في الدنيا وفي الآخرة عند الله، يقينك بخطورة التقصير يقينك ووعيك بخطورة التفريط وما يترتب عليه من كوارثَ ومساوئَ وفظائعَ وخسائرَ في الدنيا والآخرة، كُلّ هذا يُوجِد عندك الطاقة القوية للتحمل والتحمل هو الصبر، قوة التحمل هي الصبر.

ـ الصبر مرتكز أساس للنهوض بالمسؤولية وله أَهميّة في جانبين: لتحمل أعباء التحديات والأخطار من جانب العدو، والصبر على المتاعب للقيام بأي أعمال عظيمة ومهمة.

 

مسألة مهمة قوة التحمل لها أَهميّة في جانبين في مقابل المعاناة في الموقف من جانب العدو هذا جانب تتحمل ما يحدث من جانب العدو في المواجهة وأنت تتحَـرّك لمواجهته ما تكون إنْسَـاناً كسلاً وهناً ضعيفَ النفس ضعيف المعنوية ضعيف العزم منكسر الإرَادَة

قوةُ التحمل تفيد في الأعباء والمعاناة الطبيعية في الأحداث

الإنْسَـانُ الصابر عنده تحمّل لأي أعباء فيما يحدث من جانب العدو فعنده قوة تحمّل لمواجهة التحدّي من جانب العدو وعنده أَيْضاً قوة تحمل لأعمال كبيره يتحَـرّك بها في مواجهة العدو.

الكثيرُ من الأعمال الفعّالة المفيدة المثمرة تحتاج إلى تعب وإلى تضحية بقدر ما تمتلكه من وعي بقدر ما تمتلك من إيمان بقدر قوة إرادتك وصلابة همّتك وعزمك ومعنوياتك، بقدر ما تكون فعالاً

نحتاجُ إلى الصبر في أن نتحمَّلَ أعباء التحديات والأخطار من جانب العدو، يصبر على التصَدِّي للعدو يصبر على الأعمال اللازمة لتقوية الموقف الميداني، ويصبر على المتاعب للقيام بأي أعمال عظيمة ومهمة فيبادر ويتحمل.

والله إن الذين يمتلكون الوعيَ اللازمَ والإيمان الكافي ويمتلكون الإدراك لحقيقة الأحداث ونتائجها حينما يتعبون في مثل هذا العمل العظيم في مقام الشرف ومقام مرضاة الله ومقام الخير ومقام الكرامة ومقام العزة إنهم لَيستحلون تَعَبَهم في ذلك

 الصبر مرتكز أساس في الموقف

الصابرون هم الثابتون، الصابرون هم الذين يتحقق على أيديهم النصر، الصابرون هم الصامدون والمفلحون والفائزون، هم رجال الأمة وصفوة الأمة وسند الأمة وحماة الأمة، وهم الفائزون في الدنيا والآخرة، الصابرون.

 

ـ المرتكز الآخر هو الوعي بالأحداث

 

 المرتكز الآخر هو الوعي، الوعي بالأحداث؛ لأنك تحتاج إلى مجهود عملي في الميدان، ومع المجهود العملي رؤية سليمة، كيف تتحَـرّك، كيف تعمل، كيف تتصرف، هذه مسألة مهمة

احرص على أن تعزّزَ لديهم المعنوية العالية والأمل والاندفاع والانطلاقة

القرآنُ الكريم والواقع الإيماني، هو يصنع وعياً من أهم ما في القرآن هو الوعي

الرعاية الإلهية من أهم ما فيها الهداية الإلهية الرشد، الفهم، التنوير الذي يعطي الإنْسَـان فهماً صحيحاً للواقع للميدان للتدابير العملية اللازمة، للاستفادة من التجارب البشرية الغنية.

الله يريد منا أن نتحَـرّك بفاعلية

 

ـ الاستراتيجية القرآنية تعتمدُ على الفاعلية العالية في المواجهة والتصَدِّي للعدو وهي استراتيجية عظيمة ومهمة للغاية.

 

 ولا تهنوا في ابتغاء القوم، هذه استراتيجية عظيمة جدّاً ومهمة للغاية، الاستراتيجية القرآنية تعتمدُ على الفاعلية العالية في المواجهة، والتصَدِّي للعدو

الاستراتيجية القرآنية تحَـرّكك بفاعلية للتصَدِّي لعدوك، ابتغاء القوم، الاستهداف لهم، الاستهداف والملاحقة على طول، على طول، على طول، بدون وهن، بفاعلية عالية، بصلابة وقوة

إذا كنت أنت في حالة مبادرة دائمة تستهدفُه على طول، وتستغلُّ كُلّ الفرص، وتعملُ على صناعة الفرص، وليس فقط تستغل الفرص المتاحة، وتستخدمُ الوسائلَ المتعددة والأساليب المتنوعة والوسائل المتعددة، هذا يساعدك على أن تكون فاعلاً وبشكل كبير في مواجهة عدوك والتصَدِّي لعدوك، هذا يحتاجُ ماذا؟ صبراً ورؤية عملية سليمة

روحية مهمة، وروحية أساسية بأن تتحَـرّك بشكل صحيح، وبشكل فعال، وبشكل مثمر.

التحَـرُّكُ الجاد، التحَـرّك المثمر، التحَـرّك الفعال، تحَـرّك الصابرين والجادين والثابتين والصامدين هو الذي سيثمر

 

قد يعجبك ايضا